لغة الفصائل : يا جماهير شعبنا الصامد .. وبطل ايضا !!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 01.08.2009
قد يظن احدا ان العنوان اعلاه هو من انتاجي واخراجي وانني هو من يتوجه الى الشعب و ينادي ويناشد جماهير شعبنا الصامد والصابر والقابض على جمر نار الظلم افرادا وجماعات في ظل احتلال صهيوني ظالم و قيادات فصائليه فئويه وعدميه....لا.. ليس انا المُنادي والمناشد لابل انا هو احد افراد الشعب من من استمعو الى هذه المناشده مند عقود مضت اكاد اقول ان لم تخني الذاكره انها عقود غابره منذ صندوق العجب ومرورا بالترانزيستور والمذياع والتلفزه وحتى عصر الصحون الطائره والشبكه العنكبوتيه, و الحقيقة ان جماهير شعبنا ظلت وفية لشعبها ولوطنها وقد لبت النداء وما زالت تكرار ومرارا منذ اكثر من قرن من الزمن, وقد دفع شعبنا وما زال يدفع ضريبة الدم والتضحيه وكان وما زال جمل المحامل الذي صبر وتحمل على ما لم تتحمله شعوب وامم اخرى, وكان الشعب المُلبي لنداءات الوطن وكان وما زال شعب المقاومه وشعب الانتفاضات وشعب الشهداء وشعب السجناء والاسرى وشعب قاتل وما زال يُقاتل على وجوده وطنا ومهجرا, وهو الشعب اللذي تكالبت عليه الصهيونيه والامبرياليه في غفلة من الزمن وما زالت كارثتها واثارها مُنسابه ومتواصله منذ ذلك الحين [ 1948] وحتى يومنا هذا.. منذ ذلك الحين صارت نداءات جماهير شعبنا شبه روتينيه ويوميه, الا ان هذه النداءات والمناشدات التعبويه الوطنيه بدأت في الوقت الاخير تنحرف عن مسارها الوطني لتدخل الى مسار فصائلي وايضا مخابراتي بغيض بعيد كل البعد عن وحدة المسار والمصير وقريب كل القُرب الى عملية تدمير مبرمج لكل مقومات الوحده الفلسطينيه وعليه يترتب القول ان ما يدور من حرب مناشير وبيانات واعتقالات متبادله بين حركتي فتح وغزه, فهو اخطر بكثير من الاحتلال االاسرائيلي لابل انه يقدم خدمة مجانيه للاحتلال الاسرائيلي لطالما حلم بها الا وهي شرذمة الشعب الفلسطيني وتشتيت صفوفه وتوجيهه نحو الاقتتال الداخلي بدلا من النضال والقتال ضد الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي وهذا ماهو جاري فعلا في الوقت الراهن وهو التهاء الشعب الفلسطيني بمعارك الفصائل وترك حبل الاستيطان والاحتلال الاسرائيلي على الغارب... في هذا الزمن السئ والردئ انحرفت نداءات "يا جماهير شعبنا الصامد" عن مسارها واهدافها ال تعبويه لتصير معول هدم يهدم به الفصائليون كل مقومات الوحده الفلسطينيه التاريخيه ومن يقرأ ويستمع لفحوى البيانات المتبادله بين حماس وفتح يتلمس بسرعه فائقه هول الكارثه الوطنيه الفلسطينيه الحاصله والصراع الفصائلي الدموي[ نظريا وعمليا] الدائر بين حماس وفتح الذي يُعبئ كل منهم الشعب الفلسطيني بنداءات "" تحية الدم والفداء؟" والاجلال والاكبار لكل من يقف مع هذا الفصيل او ذاك بالدرجه الاولى وليست لكل من يقف في وجه الاحتلال ويقاوم الاستيطان الصهيوني الذي يبتلع القدس وكامل التراب الفلسطيني في حين تتقاتل فيه حماس وفتح على سلطة اوسلو وجُزر قطاع غزه والضفه من جهه وفي حين يبني فيه دايتون "جيشه" الفلسطيني الموالي للاحتلال الاسرائيلي او المتغاضي عن اعماله وافعاله من جهه ثانيه وبالتالي ماهو اليوم جاري على الساحه الفلسطينيه هو كارثه وطنيه و تاريخيه حقيقيه ساهمت وتساهم في خلقها ووجودها الفصائل الفلسطينيه جنبا الى جنب مع اسرائيل وامريكا.......غزه المحاصر ه في وضعية: لاهي حُره ومحرره والضفه صارت عباره عن كانتونات مُحتله من قبل اسرائيل ودايتون, والعجيب ان الصراع المركزي اليوم يدور بين فتح وحماس وفتح فتح بينما الاحتلال الاسرائيلي وما يقوم به من احتلال واحلال صار امر ثانوي وعن حال الشعب الفلسطيني في الوطن والمخيمات حدث بلا حرج... كٌنا في الماضي القريب والبعيد نسمع نداءات جماهير شعبنا الصامد وجماهير شعبنا المجاهد وجماهير شعبنا العظيم تدعو جميعها للتصدي للاحتلال والمقاومه والنضال ضد المحتل او لذكرى النكبه او لدعم الاسرى او للتظاهر او للتصدي لاوباش المستوطنين او لجرافات الهدم والاستيطان,,,,, واليوم صار همْ فصائل الفرقة والتشطير يكمن في كيفية كسب تأييد الجماهير الفلسطينيه لهذا الفصيل او ذاك او لهذا الشخص او ذاك... حماس... فتح... عباس... القدومي...غزه.. الضفه ..مكان انعقاد مؤتمر فتح... محادثا ت القاهره:: كل هذه المهاترات العدميه الفلسطينيه في نفس الوقت الذي يعربد فيه الاحتلال الصهيوني في القدس والضفه وفلسطين الداخل الى حد ان تتجرأ اسرائيل على تغيير وتهويد اسم مدن تاريخيه مثل يافا وعكا لابل ان اسرائيل تسن القانون تلوى القانون بهدف محو وجود النكبه ومحو اثار فلسطين التاريخيه.... نسمع في هذه الايام الكثير من جعجعة الفصائل ونداءات " ياجماهير شعبنا الصامد" بهدف كسب المعركه السياسيه الداخليه وفي المقابل نسمع القليل القليل حول مقاومة ما يجري من تهويد واستيطان اسرائيلي....هكذا تُصاغ البيانات العدميه والفصائليه ""ياجماهير شعبنا الصامد..تحية الدم والفداء في مواجهة القتلة والإرهاب المنظم الذي تديرها عصابات الإجرام الحمساوي" ... وفي المقابل بيانات اخرى"" ياجماهير شعبنا المجاهد..تتحدث عن ميليشيات عباس ودايتون" وهكذا دواليك يدور الصراع والبيانات والنداءات حول التسميات والتشبيهات وكأن من هُم مُنتسبين الى فتح وحماس ليست من ابناء وبنات الشعب الفلسطيني...يا عيب الشوم .. بعد ان كان وما زال الى حد بعيد الشعب الفلسطيني رمزا للنضال والصمود والاصرار اقليميا وعالميا,,صار في عصر حكم الفصائل مجرد حمائل او ا شخاص تتبع هذا الفصيل او ذاك .. العجيب : ان الجميع يرى الاستيطان الزاحف ماعدى مقاطعة رام الله المنهمكه في كيفية ااستعادة غزه من تحت سيطرة حماس وليس تحرير القدس التي تتعرض الى هجمه تهويديه واحتلاليه صهيونيه تهدف الى تهويد تدمير ومحو حارات واحياء فلسطينيه كامله في القدس.. اسرائيل تشعر انها طليقه حره وتفعل ما تشاء وتستوطن اينما تشاء لانها تعرف انه في الوقت الراهن لا وجود ولا اثر لقياده فلسطينيه تقود النضال ضد الاحتلال!! .... واقع مر والامر ان لغة الفصائل الفلسطينيه ما زالت هي هي وكأن الدنيا بخير وكأن هناك متسع من الوقت والجغرافيا للتصدي فيما بعد لاسرائيل ...كارثه وطنيه فلسطينيه في ظل غياب قياده فلسطينيه تعي لما هو حاصل وسيحصل في ظل الهجوم الاسرائيلي الشامل على محاور ومفاصل القضيه الفلسطينيه: القدس,, اللاجئين, الارض, التاريخ, واستهداف كامل مقومات الوطن الفلسطيني جغرافيا وديموغرافيا.... ماهو جاري من انقسام وجهل على الساحه الفلسطينيه يثير السخط ويظهر كم هي التعبئه الفئويه خطيره حين تُلقى قنابل على عرس فلسطيني في خان يونس ويُجرح العشرات لمجرد ان اهل العرس من عائلة "محمد دحلان", فهذا الامر مؤشر خطير, وحتى ولوكان محمد دحلان مهما كان افتراضيا وواقعيا عميل اومتهم الخ فهل يعقل ان تكون جميع عائلة دحلان مستهدفه وضحيه كماجرى في العرس؟؟...امر معيب ان نفكر بالفصائليه والحمائليه والثأريه بهذا الشكل الدموي والهمجي وننسى اننا اصحاب قضيه اكبر بكثير من الفصائل والاشخاص؟؟.... والامر الاخر هو انه: لاجدل في ان عرفات قد اغتيل وقتل غدرا ويجب التحقيق في هذه الامر ولكن هنالك سؤال مطروح: لماذا صمت القدومي خمسة اعوام الى حين تفجر ازمة مكان انعقاد مؤتمر فتح ؟؟؟...صمت ومن ثم يتوجه الى "ياجماهير شعبنا الصامد".... اذا تعلق الامر بالفصائل فهو مقدس واذا تعلق بالوطن فهو امر ثانوي...بربكم : ارحموا شعبكم وانت يا سيد فاروق القدومي كُنت من بين من شنوا هجوما شرسا على المناضل مروان البرغوثي لمجرد انه طرح فكرة ترشيح نفسه ضد محمود عباس؟؟؟ والان بعد ان عاث الفاسدون دمارا وخرابا بالوطن يخرج علينا القدومي بامر من العيار الثقيل وهو ان عباس ودحلان تواطؤا مع اسرائيل في اغتيال عرفات؟.... الا يكفيها ما فيها من مأسي وكوارث وانشقاقات!!....لغة الفصائل العدميه:::سلطه : نعم.. وطن: لا!!
الى متى ستبقى قضية الشعب الفلسطيني اسيرة الفصائل والشعارات ونداءات يا جماهير شعبنا الصامد ....نعم ان الشعب الفلسطيني صامد وبطل ايضا لابل انه شعب ذاد ويذود عن الوطن وقدم الكثير الكثير من التضحيات, والمشكله هي تاريخيه وتكمن في اغلاط القيادات الفلسطينيه....: هذه الاغلاط بدأت منذ عام1936 ومرورا بعام 1948 ولم تنتهي حتى يومنا هذا, وهي اغلاط دفع وما زال يدفع الشعب الفلسطيني ثمنها غاليا...يا جماهير شعبنا البطل والصامد ان ما يجري اليوم من احتلال واحلال صهيوني لكامل ارض فلسطين ما كان ان ياخذ هذا الصخب والعربده لو كانت هناك قياده فلسطينيه تقود النضال الفلسطيني ... في يوم من الايام واجلا اوعاجلا سيقول الشعب الفلسطيني ان هنالك عقبتين يقفان امام تحصيل واحقاق حقوق الشعب الفلسطيني وهما الاحتلال وحلفاءه والفصائل الفلسطينيه المتناحره...!!
*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية
www.deyaralnagab.com
|