logo
النقب : مشوار جمعية سدرة مع مشروع تعليم الكبار!!

بقلم : حنان الصانع * ... 14.05.2009

*من هي جمعية سدرة؟

السدرة شجرة مباركة الظل والثمر، ذكرها القرآن الكريم. وقد أعطي هذا الإسم للجمعية كي يكون أعضاؤها من النساء مشدودات الأضلع، ثابتات وصامدات كالسدرة، يتشبثن بجذورهن ويسعين إلى الصعود للأعلى. وهذه الشجرة تنمو في الصحراء في ظروف صعبة للغاية، إلا أنها مقاومة وصامدة، وتدر الخير على الآخرين إن كان بثمارها وظلها وهوائها المنعش في قيظ الصحراء القاحلة، تماما مثل المرأة البدوية القاطنة في صحراء النقب ذاتها وبنفس حدة ظروف معيشتها، إلا أن هذا لم يكن حجر عثرة أمام أي منهما، ولم يحد من إمكانية تقدم المرأة وتطورها وسعيها نحو الأفضل، ومن هذا المنطلق جاء اسم هذه الجمعية وأهدافها.

جمعية سدرة هي جمعية نسائية خيرية فاعلة في النقب منذ تأسيسها قبل ما يقارب العشر سنوات وحتى هذا اليوم. خلال مسيرتها هذه حققت الجمعية الكثير من الإنجازات حتى أصبحت رمزا للعمل الجاد الدؤوب.

تتخذ جمعية سدرة من بلدة اللقية مقرا لها، إلا أن نشاطاتها منتشرة في شتى البلدات العربية في النقب، بما فيها القرى غير المعترف بها. تسعى الجمعية الى المساهمة في بناء مستقبل أفضل للنساء وللمجتمع البدوي في النقب من خلال مشاريعها المتعددة الهادفة لتحسين وضع النساء البدويات داخل المجتمع المحلي على الصعيد الشخصي و الإجتماعي والإقتصادي. 
المشاريع الحالية لجمعية سدرة تندرج في ثلاثة مجالات رئيسة، هي البناء الجماهيري والعمل والتعليم.

المشاريع التعليمية متعددة، ومنها التثقيف الصحي والتربية الأسرية، وأهمها مشروع تعليم الكبار، فمن خلاله تعمل الجمعية على تعليم النساء في النقب حيث تتعلم النساء من كل الأجيال حتى المتقدمات في السن، فيسهم المشروع في تطوير مهاراتهن لتتلاءم مع متطلبات الحياة العصرية وتتفاعل معها.
*كيف كانت البداية؟

بدأت جمعية سدرة مشروع تعليم الكبار عام 1997. فبعد تجنيد طاقمه وتأهيله بالتعاون مع جامعة بئر زيت، بوشر بالعمل في الحقل. حينها، افتتحت أولى المجموعات الدراسية في قرى معترف بها مثل اللقية وحورة، ومن ثم توسع المشروع حتى وصل إلى كل من رهط و كسيفة وتل السبع وشقيب السلام.

خلال السنين تراكمت خبرة سدرة في موضوع تعليم الكبار واقترن إسمها به، فبدأت تصلها طلبات من كل صوب لفتح مجموعات دراسية في القرى المختلفة، وقد عجزت عن تلبية جميعها، فتراكمت في مكاتبها قوائم الإنتظار، علما بأنها كانت تعمل مع ما يقارب 400 إمرأة سنويا. عند ظهور مؤسسات التي باشرت بالعمل في هذا المجال أيضا خاصة في البلدات المعترف بها، قل الضغط وخف العبء عن الجمعية وتفرغت أكثر لتكثيف عملها في القرى غير المعترف بها حيث بلغت المعاناة أقصاها والحاجة منتهاها بسبب سياسة التهميش والتجهيل المستمرة ضدهن منذ قيام الدولة وحتى الآن. فمنذ عام 2001 بدأت سدرة مشوارها الشاق والشائق في تنفيذ مشروع تعليم الكبار في القرى غير المعترف بها. إن المشكلات التي واجهتنا في العمل بهذه المناطق أسبابها عديدة ومنها طبيعة الحياة في هذه القرى، والبعد الجغرافي بين مواقع المجموعات الدراسية المختلفة والعادات والتقاليد المقيدة، ولكوننا نساء... لكن بالرغم من كل ذلك، وإضافة للمجموعات الدراسية في القرى المعترف بها، وأول مجموعة دراسية في النقب مشتركوها من الرجال، نجحت الجمعية بالعمل مع 29 مجموعة دراسية أخرى في القرى غير المعترف بها وذلك منذ سنة 2001 وحتى سنة 2006. 
تفخر الجمعية بأن معظم المشتركات في المشروع أتم دراسته الإبتدائية بنجاح، فتخرجت أكثر من 1,100 قارئة وكاتبة من مختلف قرى النقب العربية، لكن كلنا حزن وأسف على كل مجموعة دراسية فشلت في تحقيق غايتها بسبب عوائق داخلية وخارجية.
*من أين نبعت الفكرة؟

نبعت الفكرة من إيماننا العميق بالمرأة البدوية بكونها عاملا أساسيا في تقدم مجتمعها وتطوره. وبالطبع فجميعنا يعرف حقيقة الوضع المأساوي الذي تعاني منه المرأة البدوية التي حرمت من حقها في التعلم؛ فنسبة عالية جدا من النساء البدويات ما فوق جيل 25 عاما، خاصة في القرى غير المعترف بها، لا تعرف القراءة والكتابة. فكان لا بد لنا من سد الحاجة الماسة للمرأة البدوية في التعلم، لضمان نجاحها في أدوارها المختلفة مثل التعامل مع المؤسسات الرسمية وغيرها، ولزيادة اعتمادها على نفسها في قضاء حوائجها لتبقى سندا ودعما لبيتها، أهلها ومجتمعها.
*ما هو سر النجاح؟

إن نجاح مشروع تعليم الكبار في جمعية سدرة نابع بالأساس من التوجه المهني والإنساني للمشروع في إدارته وطاقمه ومنهاجه وحتى مبناه، زد على ذلك دافعية المشتركات وتصميمهن وعزمهن ومثابرتهن واجتهادهن، كذلك الدعم الواسع للمشروع من قبل محليين وغيرهم. إلا أن نجاعة هذه العوامل وفعاليتها ناتجة بالأخص من تفاعلها معا.
*الرؤيا

أن تملك المرأة العربية في النقب نفسها وقرارها، محصّلة كامل حقوقها، مشاركة بأدوار فعالة في المجتمع، متمتعة بالأمان والاستقرار، معتزة بانتمائها وفخورة بموروثها الحضاري.
*الرسالة

مساندة المرأة العربية في النقب في سعيها لتحقيق ذاتها ولتحصيل كامل حقوقها وحقوق مجتمعها.
*الأهداف

•أن تنجلي مرئية المرأة العربية في النقب في الحيز الخاص والعام، وأن تعزز ثقتها بنفسها، وأن تفخر بموروثها الثقافي.

•أن تدعم المرأة العربية في النقب المعنية بالمشاركة في سوق العمل في سعيها لضمان حقها بالعمل.

• أن تدعم المرأة العربية في النقب المعنية بالتغلب على الأمية بأنواعها المختلفة في سعيها لضمان حقها بالتعلم المستمر واستعادة حقها بالتعلم.

•أن تحث المرأة العربية في النقب للقيام بأدوار فعالة لضمان الحقوق والخدمات لها ولمجتمعها بما في ذلك الاعتراف بحقهم التاريخي، كسكان المنطقة الأصليين، على الأرض.
*جمهور الهدف

النساء العربيات البدويات في النقب على اختلاف أجيالهن، انتمائهن الحمائلي، مواقع سكناهن، ومستواهن التعليمي، ومكانتهن الاجتماعية.

*مديرة المشاريع التربوية في جمعية سدره

www.deyaralnagab.com