مساواة غير متساوية!!
بقلم : ريم عبيدات ... 05.06.2009
الصورة التي يتم التعامل بها مع قضايا المرأة صادمة في سطحيتها وتقليديتها، وتواري المنظومة المكونة لها بالكامل وراء عدد من المسلمات المحتجزة تماما للعقل .دواعي القول، ندوة منذ أيام، احتفت جامعة عربية بصفتها حدثاً عظيماً، استضافت عدداً كبيراً من الشخصيات القيادية من الجنسين، لمناقشة التزام الدول العربية باستراتيجيات الأهداف الإنمائية للألفية، وبالذات تلك المتعلقة بجسر الفجوات المختلفة في واقع المرأة العربية.
انطلاقاً من نتائج تقارير التنمية الإنسانيّة العربيّة التي أكدت حقيقة لاذعة هي أن عدم المساواة بين الجنسين يمثّل إحدى أبرز المعوّقات أمام التنمية البشريّة في العالم العربي ، ويقوض المنجز المجتمعي والمؤسسي والحكومي . وعلى الرغم من كافة الضمانات القانونيّة المتوفّرة لتكريس حقّ المرأة في المشاركة، فإن أدوار المرأة النمطيّة المترسخة بشكل عميق تحدّ من فرص التحاق المرأة بالعمل وفرص مشاركتها في اتخاذ القرارات وتمثل المعدلات الأدنى في العالم .
كما تواجه المرأة في حال الأزمات تعقيدات مزدوجة كونها تقع ضحيّة ليس للحرمان من الحقوق فحسب ولكن لأعمال العنف.
ويحق التوقف والتساؤل حول المؤسسات المعنية بقضايا المرأة المختلفة، هل ساهمت بصورة أو بأخرى في تطوير واقعها؟ أم أنها كانت كالحمل الزائد أرهقت المسيرة بالأهداف الشخصانية، ولم تخدم سوى أهداف ديكورية للأنظمة العربية المختلفة، أو هي سداد لفواتير حسابات الآخرين في بلداننا؟ وما إذا كنا بحاجة لتأسيس المزيد من المؤسسات البحثية والتعليمية المختصة بالمرأة؟ أم أننا بحاجة لنسف كافة القوانين المتعلقة بواقع مشاركة المرأة؟ أم أننا بحاجة لمطالبة الحكومات بالمزيد من المحاصصة في العمل والبرلمان والعمل الوزاري وغيره ليتسنى للنساء المشاركة بقوة القانون؟
اختزال مشكلات المرأة العربية بوصول النساء لعدد من المواقع القيادية، لا يعدو كونه ذراً للرماد في العيون، ولوياً لقضية عميقة، ضمن أهداف جانبية.
تصغير المسألة إلى تعداد الوزيرات والسفيرات والمديرات، كدلالة على التمكين النوعي غير المسبوق للنساء، ليس الا واجهة واحدة ليست الأهم بالمناسبة لسلسلة طويلة جدا من الوجهات، التي تحتاج كل منها لمسيرة طويلة وجادة للتعامل معها . وسيظل المنجز المجتمعي العربي بأسره هامشياً تماماً ما لم يتوج بتواجد أكثر للنساء في كافة المواقع السيادية.
www.deyaralnagab.com
|