logo
اوراق من يومياتي !!

بقلم : سمير بن يونس ... 19.08.2009

.
7.8.20091
ثمة عودة لكتابة هذه اليوميات, بعد الانقطاع الذي لا اعلم له سببا, ثمة عودة عبثية كسولة .. اثناء الغياب فكرت كثيرا في لغتي واسلوب الكتابة الذي انحو, كثيرا ما اتهمني البعض بالمبالغة في استعمال المحسنات البيانية, من تشبيهات واستعارات, وخاصة السجع, وكانني بصدد كتابة مقامة تشبه مقامات بديع الزمان الهمذاني, عندما كتبت بعض القصص القصيرة نصحني البعض بالابتعاد عن اللغة العربية الكلاسيكية, والكتابة بلغة مبسطة. بشكل عام اعتقد ان منتقدي قد اصابوا في نقدهم فانا اكثر من استعمال لغة مزخرفة تحفل بالمحسنات البلاغية والسجع, اعتقد ان كتابتي تضج برطانة بلاغية زائدة عن الحد. ان هذه الرطانة لهي ميزة لكثير من الكتاب العرب (وانا هنا لا ازعم انني بمحاولتي البسيطة والساذجة في بعض الاحيان استحق لقب "كاتب") كثيرا ما نقرا مقالات نقدية او مقالات صحافية تحتفل بالبلاغة ولا نكاد حتى نفهم معنى الكثير من المفردات, مثلا هل تذكرون مقالات الكاتب وضاح شرارة, ان بلاغته سرعان ما تتحول الى انتي بلاغة. يدعي البعض ان الرطانة وزيادة عيار البلاغة تضعف النص وتاتي على حساب المحتوى او التنظير, هل البلاغة نوع من التنظير؟
هل كل كتابة تحتفل بالبلاغة هي كتابة ضحلة ولا تفي بالمطلوب؟ ليس دائما!! هل الكتابة البسيطة والمباشرة دائما ناجحة ومعبرة؟ ليس دائما, هذه تساؤلات اطرحها على نفسي في سبيل انتقاد لغتي التي لا تعجبني البتة, اسال نفسي كثيرا لماذا استعمل البلاغة رغم ان اكثر قراءاتي تصب في مجال الرواية والشعر العربي الحديث, اذا ما قارنا بين قراءاتي الكلاسيكية مع قراءاتي الحديثة فسيكون هنالك انتصارا ساحقا للادب الجديد من قصة ومسرح ورواية وشعر. اذا اين الخلل؟
قرات مؤلفات المغربي الراحل محمد شكري اكثر مرة لكي اتاثر من لغته البسيطة والمعبرة والتي عكست نبض الشارع المغاربي في فترة زمنية مصيرية من تاريخ المغرب الحديث تحت الاستعمار الفرنسي. على ذكر القراءة في هذه الايام اقرا الملهاة الفلسطينية للمبدع ابراهيم نصر الله, مجموعة روايات تستحق الحياة
...........
2.
18.8.2009
ها هو يوم اخر قد افلت من بين يدي, بقيت ايام قليلة وتطوي عطلة الصيف صفحاتها, احاول ان اركز في هذه الايام في الكتابة, ولكن محصولي غير
بعيد عن محاصيل فلاحي فلسطين في السنة الاخيرة, جدب ما بعده جدب. هل ضاعت العطلة الصيفية هباء منثورا؟.
اليوم رافقت زوجتي الى طبيبة الاسنان حيث نذهب الى هناك مرة كل اسبوعين, ثم تجولنا في بعض الحوانيت في احد المجمعات المرعبة العملاقة, كما دائما اجلت الكتابة الى ما بعد الظهر بعد القيلولة لكن الضوضاء التي احدثها الاولاد حالت دون ذلك, اخر مرة نجحت فيها باغماض عيني لمدة دقيقة دق وليد على الباب فصرخت عليه ان يحل عني ويذهب فذهب عني النوم الى غير رجعة اما وليد فانطلق يعدو الى الصالون لكي لا تلحقه تبعات الجريمة النكراء ايقاظي من النوم الذي لم اصل الى تخومه بل حمت حول قلاعه وتراجعت عنها متقهقرا الى الوراء على صدى نقرات وليد على الباب.
في ساعات الاصيل لم افعل شيئا سوى مشوار قصير لاسلم على صديقي المثقف اثناء مزاولته عمله كطبيب مداو للجراح في المركز الطبي في حارتنا التي ليس لها باب مثل تلك الحارة حارة معتز وابا عصام وتلك المراة التي تضرب زوجها بعصا المكنسة الطويلة (المقصود هو مسلسل باب الحارة الشهير والذي اصبح جزءا من طقوس رمضان في هذا الزمان). عندما جاء المساء يتمختر ببهاء وتكبر ناثرا نسماته الباردة على شعري الذي اخذ يتلاشى طرديا مع صعود احزاني وهمومي في فترة ما قبل العودة الى المدرسة وما تعد به من عذابات يومية مارست رياضة المشي لمدت ساعة طفت على غير هدى في شوارع القرية المقفرة والخالية الا من بعض الرواد الاراجيل والذين يتثاءبون على مقاعدهم المجاورة لرصيف الشارع وهم يطالعون القمر القادم من معابد الشرق القمر ذلك الرب الرخامي المعلق وهم يدخنون ويمتصون اوساخ الاراجيل ويمضغون القات هنيئا لهم ليتني استسيغ الاراجيل وادخنها حتى اتلاشى مع الدخان المتصاعد مع كل مصة من ذلك الانبوب العجائبي الذي ورثناه من مجاسل السلاطين وحكايات الف ليلة ولية التي لم تنته بعد عند اولئك الحالمين التائهين الذين يتثاءبون بمحاذاة الرصيف اما انا فاقبع في غرفتي واتامل الفراش الذي يناديني لارتمي بين احضانه ...لقد هدني التعب فاحلاما سعيدة يا انا
............
3.
19.8.2009
نمت اليوم حتى التاسعة..بعد اليقظة شعرت بدوار حتى الظهر, كان ذلك بسبب النوم الغزير اذا ما جاز التعبير. قرات صفحتين بالانجليزية في احد المقالات النقدية. كان المقال صعبا. عند الظهيرة عاودت النوم من جديد. لم اجد بدا من ذلك في ايام الجدب هذه, لا قراءة جدية ولا تقدم في الكتابة. ثمة شعور بالاحباط. حالة الاحباط انعكست علي تصرفاتي مع محيطي اصبحت نزقا وعصبيا لا اطاق. نمت حتى الثالثة . فجاة دخل علي وليد الصغيرغرفة المكتبة حيث كنت اقبع نائما وخاطبني اثناء نومي ان اخوه ورد قد استيقظ غضبت وزمجرت. اهذا خبر يا وليد اتيقظني من نومي بسبب تافه كهذا, ولى وليد هاربا اما انا فعرفت ان سبيل النوم قد انقطع. تقلبت على الفراش يمينا و يسارا , تباطات في الذهاب الى الحمام. ولجت باب الوادي المقدس. واغتسلت بماء بارد. اعدت لي زوجي كاسا من القهوة العربية. شربته على مهل. اخذت زينتي, بعد ان حلقت وتعطرت. مستعدا للاشتراك في عرس صديقي وطن, لقد بلغ من العمر عتيا ولم يتزوج الرجل حسب مفاهيم القرية, اقترب من السنة التاسعة والعشرين, تزوج اخيرا, كنت فرحانا وطربا اكثر من يوم زفافي. فوطن اقرب شخص لي على الاطلاق. نروح ونغدو معا نجلس في المقاهي ونسافر الى الجامعة, ونتبادل الحديث والشجون والهموم. اثناء حفل العشاء في بيت اهل العريس والذي خصص للرجال فقط (النساء يجلسن في مكان خاص بهن وياكلن ايضا مثل الرجال) كان وطن هادئا كعادته, يجوب المكان بخطوات واثقة. يسلم على هذا ويرحب بذاك, تناولت طعام العشاء. ارز ولحم عجل. كان الطعام شهيا. بعد ان اكلت قليلا من الارز, فانا رياضي احافظ على قوامي, توجهت الى البيت وارتديت ملابسي الرياضية وركضت حوالي نصف ساعة ثم قمت بتمارين الليونة لقدمي وعدت الى الدار. لاختم بحمام دافىء اعقبته بكاس من الشاي مع قليل من السكر. قررت ان اكتب القليل في رسالة الماجستير بعد ان انهي كتابة هذه اليوميات ..الان سافعل


www.deyaralnagab.com