logo
الأقصى يمهد لانتفاضة ثالثة!!

بقلم : د. عدنان بكرية  ... 31.07.2009

المحاولات المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى على يد قطعان اليمين الإسرائيلي تحت سمع وبصر العالمين الإسلامي والعربي يثير القلق في نفوسنا ويدعونا إلى اخذ الحيطة والحذر والتحسب لأية طارئ قد يحصل
المخجل في الأمر أن الدول العربية لم تحرك ساكنا للاحتجاج على الممارسات الصهيونية ضد الأقصى وإنني أراهن بأنه إذا استمر الصمت على هذا المنوال فان الأقصى سيكون عرضة للهدم.
في استطلاع بين الجمهور اليهودي فان الثلث يؤيد فكرة بناء الهيكل المزعوم وهذا الأمر يعني الإقدام على هدم الأقصى ،لأنه وحسب الرواية الصهيونية فان الهيكل يقع تحت المسجد الأقصى ولا يمكنهم إعادة بنائه إلا بهدم الأقصى وتجريفه !
عمليات الحفر الجارية بالسر والعلانية باتت تهدد وجود الأقصى وهي بالأساس تهدف إلى هدمه بطرق غير تقليدية وبالتالي فرض امرأ واقعا لا يمكن لأحد تغييره ..فاسرائيل انتقلت من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ ... وكل المؤشرات تشير الى أنها عازمة على تهويد القدس بصخرتها وأقصاها .
السؤال المطروح على الأمة الإسلامية ... اوليس الأقصى ملكا لكم له قدسيته وحرمته ؟أم انه عقار خاص لأحد المتمولين ؟ حتى يتم الصمت على الاعتداءات المتكررة وحتى أن الإعلام العربي بات يتجاهل ما يحدث في محيط المسجد الأقصى من عمليات تجريف واقتحامات متكررة تهدف للسيطرة عليه !
إن القدس ليست ملك الفلسطينيين وحدهم، وكذلك الأقصى المبارك والصخرة المشرفة. انها ملك المسلمين جميعا، فهي جزء لا يتجزأ من عقيدتهم السمحة وتاريخهم المجيد . وانطلاقا من هذه الحقيقة الثابتة فان الدفاع عنها واجب عربي وإسلامي قبل أن يكون واجبا واهتماما فلسطينيا.
عندما نصمت على هدم مقدساتنا واقتحام حرماتها فإننا لا نستحق أن ننتمي للإسلام ولا نستحق أن نحمل صفة الإسلام ... فالمسلم الحقيقي هو من يذود عن أرضه وعرضه ومقدساته... فأين اليوم نحن من قيم الإسلام وتعاليمه وحرماته ؟ وأين نحن اليوم من الكرامة الدينية والوطنية والأخلاقية والإنسانية ؟! وهل ننتظر هدم الأقصى حتى تتحرك ضمائرنا ونخوتنا وغيرتنا ؟!
الأقصى يئن ويتألم تحت هراواتهم وجرافاتهم .. يدنس بنعالهم ونحن ننظر الى المشهد من بعيد تحولنا الى مشاهدين محايدين وكأننا نشاهد دراما "تركية" أو "هندية" لا تهتز ضمائرنا ولا تتحرك .. حبذا لو قطع الإعلام المسلسل الدرامي وعرض مشاهدا من اقتحام الأقصى فلربما تتحرك دماؤنا وتهتز مشاعرنا !
ما يحدث في محيط الأقصى له ما بعده ... الصدامات التي تحصل بين الإخوة المرابطين هناك من فلسطينيي أل 48 والذين منحوا شرف الدفاع عن الأقصى كونهم قادرون على الوصول إليه ستؤدي إلى انفجار شامل وهذا الانفجار سيكون له مردوده على العالمين العربي والإسلامي .. فاذا كانت الأنظمة العربية لا تحرك ساكنا فان الشعوب لا بد وان تنتفض على الانتهاكات بحق مقدساتها .. أملنا كبير بالشعوب فالأقصى هو الخط الأحمر الذي لا يسمح كل ذي نخوة وضمير لأحد بان يتجاوزه.


www.deyaralnagab.com