logo
بيان : فاروق القدومي يقدم جرد حساب شامل لمسيرة الثوره الفلسطينيه في العقود الاخيره!!

بقلم : فاروق القدومي ... 04.08.2009

ورد صحيفة ديار النقب بيانا موقعا باسم فارق القدومي[ ابولطف] امين سر الجنه المركزيه لحركة فتح سرد فيه ابولطف مسيرة الثورة الفلسطينية في العقود الأخيرة، وطرح العديد من التساؤلات حول ممارسات السلطة الفلسطينيه والفساد الإداري والمالي، وإعاقة مسيرة التحرر، وملاحقة المقاومة. وديار النقب تنشر بدورها البيان الذي ارسل من تونس حرفيا كما وردنا :
فتــــــــــــــح اللجنة المركزية..أمانة الســـــــر .
بيان من الاخ ابو لطف امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح
تونس3/8/2009
ايها الاخوة المواطنون
يا بناة الثورة والمقاومة
يا ابناء فتح الميامين
يجدر بنا هذه الايام ان نستعرض بأمانة مراحل الثورة وتطوراتها منذ انطلاقتها عام 1965 ، كي نتعرف على اخطائها ومنجزاتها وكيف كانت قيادتها تواجه مصاعبها وخلافاتها البينية .
لا يمكن ان ننكر ان الثورة الفلسطينية قد تعرضت لازمات سياسية او تنظيمية بسبب اقتراف اخطاء تكتيكية عند المارسات اليومية لفرد او لأفراد من قيادتها المركزية ، كما تعرضت المقاومة لازمات خارجية استطاعت معالجتها بدراية وروية . هذا عدا المواجهات اليومية الساخنة مع العدو الاسرائيلي .
بعد ان شنت اسرائيل عدوانها الغادر والشامل على لبنان الشقيق عام 1982 ، وحاصرت الثورة في بيروت الشرقية لمدة سبعة وثمانين يوما ( 87 ) ، اضطرت قيادة المقاومة ان تغادر لبنان العزيز ، فتوزعت قواتها العسكرية في عدد من البلدان العربية بينما استضافت تونس الشقيقة القيادة السياسية لحركة فتح .
وبالرغم من هجرة الثورة بقواتها وكوادرها وقيادتها المركزية الفتحاوية بعيدا عن الارض المحتلة ، سرعان ما انطلقت الانتفاضة الاولى عام 1987 فكانت اعمدتها الفاعلة تتمثل في منظمات الشبيبة بتوجيهات من القائد الرمز الشهيد ابو جهاد ، كانت اسلحة الشبية هي الحجارة والمظاهرات الشعبية ، الاضرابات المتكررة ، وقد شملت الانتفاضة عناصر جديدة من فصائل المقاومة . لقد فوجئت اسرائيل بزخم هذا الانتفاضة الشعبية مما جعل الولايات المتحدة الامريكية تجري محادثات مع اعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بواسطة وزير خارجية السويد اندسون الذي قام باتصالات مع المستر شولتس وزير خارجية الولايات المتحدة ، وتم الاتفاق على اجراء حوار بين وفد فلسطيني وسفير الولايات المتحدة المستر بلتيرو في مدينة تونس . ولكن هذا الحوار لم ينجح لسبب او لآخر.
وبالرغم من الآثار السلبية التي تركتها حرب الخليج الاولى التي امتدت عشر سنوات ونيف منذ 1981 ، ساهمنا كمنظمة التحرير مع دول صديقة من الدول الاسلامية ودول عدم الانحياز في اخماد نارها المشتعلة ، علما اننا عشنا خلالها اياما قاسية بسبب حصارنا السياسي والمالي .
بعد حرب الخليج الاولى خرجت امريكا بمبادرتها السياسية – الارض مقابل السلام – واشتركنا مع دول الجوار العربي في اجراء المفاوضات مع اسرائيل وتشكلت لجنة عربية سباعية تنسق فيما بيننا كأطراف عربية .
لقد فوجئنا كأطراف عربية بعد مرور اثنين وعشرين شهرا من المفاوضات الفاشلة ان وفدا فلسطينيا مكتوما قد توصل مع اسرائيل الى اتفاق اوسلو ، الذي يقضي بوجود " حكم ذاتي محدود " لسنوات خمسة ، يتم بعدها التفاوض على المسائل النهائية – الدولة ، والقدس ، واللاجئين ، والارض ، والمياه ، وغيرها من المسائل الاخرى ، ولكن اسرائيل لم تلتزم بشروط اوسلو كعودة النازحين واعادة الانتشار لقواتها في حينها ، والحفاظ على نشاط جميع المؤسسات الفلسطينية الاجتماعية والاقتصادية والاعلامية ، وبيت الشرق والاماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة وعدم المساس بوجودها.
في البداية نظرنا الى اتفاق اوسلو كتجربة لاختبار مصداقية اسرائيل ومدى احترامها للالتزامات التي تعهدت بتنفيذها ، كلنا فوجئنا في شهر ديسمبر عام 1995 باغتيال اسحق رابين وبرفض نتنياهو الرئيس المنتخب لاتفاق اوسلو وعدم رغبته في لقاء الاخ ابو عمار الارهابي علما ان اسرائيل تبادلت الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية مع تحفظ عدد قليل من الاخوة الاعضاء في اللجنة التنفيذية .
لقد بانت النوايا الخبيثة لحكام اسرائيل بعدم تنفيذها لكل ما تم الاتفاق عليه ، بل اوقعت في تلك الآونة صدامات دامية حول النفق واخرى حول قبر يوسف في نابلس وتحت الضغوط الامريكية عقد مؤتمر واي بلانتيشن الهزيل في اكتوبر 1998 ثم كامب ديفيد في شهر تموز عام 2000 وتبعه مؤتمر كامب ديفيد الفاشل ، بعد ذلك قام شارون بزيارة الحرم الشريف لاستفزاز المواطنين فاشتعلت انتفاضة الاقصى المباركة ولقنت شارون وزبانيته دروسا قاسية بعدها تعكر صفو المفاوضات الثنائية ، وتكاثرت الوساطات الدولية ولكنها فشلت في عودة المفاوضات الثنائية ، اما شارون فأقدم على فعلته الاجرامية بحصاره للقائد العام للثورة الفلسطينية في المقاطعة برام الله ، وتدبيره لمؤامرته الاجرامية من بعد ذلك.
لقد لازم حكم شارون تولي الرئيس بوش رئاسة الولايات المتحدة الامريكية ، وكانت اولى تصرفاته رفض التعامل مع الرئيس عرفات ، واصر على استحداث شاغر جديد هو رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية بصلاحيات كاملة مقترحا ان يشغله الاخ ابو مازن لادارة المفاوضات مع اسرائيل.
والآن لا ارى ضرورة مزيدا من التفاصيل بسرد وقائع هذه الفترة بالتفصيل فقد وقعت فيها كما اسلفنا جريمة تسميم الاخ ابو عمار بتآمر اعوان اسرائيل في بداية شهر نوفمبر لعام 2004 .
لقد استهل الرئيس بوش حكمه بشن حرب ضروس على الاسلام والمسلمين باسم مقاومة القاعدة والارهاب الدولي ، ونادى بعدها بالديموقراطية واحتل العراق الشقيق وكان يعتدي على البلدان العربية الاخرى دون اسباب او رادع دولي.
وفي هذه الاثناء نادى بمشروع حل الدولتين ، وعندما قدم العرب المبادرة العربية عام 2002 خرج الرئيس بوش بخريطة الطريق بعدما اتم احتلال العراق الشقيق وتسريح الجيش ، والامن العراقي ثم السيطرة على الثروات النفطية ، وعاث فسادا في البلاد واثار الصراع الطائفي ، وكان سببا في اعدام الرئيس الشهيد صدام حسين .
لم تسلم خارطة الطريق من الاختراقات والعبث بنصوصها فقد نزع الرئيس بوش منها الضمانات الخمسة وقدمها لشارون ليضمن نجاحه في الدورة القادمة للانتخابات الرئاسية ، ففقدت خارطة الطريق عناصرها الفاعلة ، وقد نصت هذه الضمانات على انكار وجود الشريط الفلسطيني في المفاوضات مع اسرائيل ، وانكرت حق اللاجئين في العودة الى ديارهم واقرت بشرعية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وان حدود الهدنة عام 1949 لاغية.
وبالرغم من كل هذه الوقائع المخزية ، فقد اضطر شارون ان يخرج قواته العسكرية والمستوطنين من غزة عام 2005 ، كل ذلك بسبب المقاومة الفلسطينية النشطة آن ذاك.
بعد استشهاد الاخ ابو عمار سكنت المقاومة واتهمت السلطة ان الانتفاضة الثانية جلبت الفوضى والخراب للضفة الغربية ، وعكرت صفو المفاوضات السياسية ، استمرت مرحلة تصفية مظاهر المقاومة في الضفة الغربية واركنت السلطة الى المفاوضات السياسية وتعزيز التنسق والتعاون مع سلطات الامن الاسرائيلية ، ثم عين الجنرال دايتون مسؤولا عن تدريب وقيادة الآلاف من صغار الشباب الذين دربهم ولقنهم تعليماته لملاحقة رجال المقاومة واعتقالهم ومصادرة اسلحتهم باسم الحفاظ على الامن ، وقد وزعت الحواجز والموانع على كل الطرقات فزاد عددها عن 669 حاجزا عدا نقاط التفتيش المتحركة ، اعاقت هذه الحواجز حركة المواطنين وتنقلاتهم واصاب الاقتصاد الوطني الركود فتصاعدت نسبة البطالة حتى وصلت 87% ، واصبحت الضفة الغربية محاصرة في كل اتجاه ، لا دخول ولا خروج الا باذن اسرائيلي مسبق.
ومن جهة اخرى نشطت حركة الاستيطان ومصادرة اسرائيل للاراضي الفلسطينية ، واقيمت المئات من البؤر الاستيطانية ، وتزايد عدد المستوطنين في الضفة الغربية وحول القدس الشريف وداخلها.
اصبح الجنرال دايتون يتحكم بمستقبل الضفة الغربية واهلها ويفاخر بالتعاون الامني مع جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي ما زال يمارس عمليات القمع بحقهم واعتقالهم بمجرد التهمة .
اصبحت المقاومة بعد كل هذه الاجراءات التعسفية من المحرمات ، ويعاقب بالسجن كل من يتهم بها واصبحت المفاوضات السياسية عبارة عن لقاءات عائلية في المنازل الاسرائيلية بالقدس المحتلة.
جرت انتخابات عامة مرتين في ظل الاحتلال الاسرائيلي باسم الديموقراطية الزائفة ليأتوا بأناس من غير المناضلين ، حملة السلاح ، لكل تتقبل الجماهير مناهج الحياة في ظل الاحتلال الاسرائيلي ولكل يستكينوا للتعامل مع السلطان الاسرائيلية الحاكمة.
لقد جلبت لنا الانتخابات فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وتصاعدت الخلافات الفلسطينية فكان الحوار الوطني باشراف عربي قد عجز عن التوصل الى حلول مقبولة حتى الآن.
لقد شدد الحصار على شعبنا في قطاع غزة بعد العدوان الاسرائيلي في شهر كانون الثاني / يناير من هذا العام ، وبالرغم من الخراب الذي احدثته الهجمة الاسرائيلية المجرمة ، ما زال المواطنون ينتظرون مشاريع التعمير التي لم تبدأ حتى الآن ويرى البعض ان عدم حل الخلافات الفلسطينية لبدء مشروع التعمير وفتح المعابر وفك الحصار عن المواطنين.
غرق البعض من العاملين في جمع المال الحرام وتمرغوا في قضايا الفساد والتهريب وكان الاسرائيليون يغضون الطرف عن اعمالهم ... هل قرأتم في التاريخ عن قادة حركات ثورية كانوا يملكون الملايين من الدولارات او الجنيهات الاسترلينية ، هم او ابناءهم ، ان " صرصورا " في فتح قد اختلس ما يزيد عن مئة مليونا من الدولارات ، ثم هل سمعتم بقائد ثورة او مقاومة وطنية ما زالت بلاده محتلة يتفاوض مع اعدائه الذين يحتلون بلاده ثم يتنقل علنا بطائرة خاصة مع حراساته من بلد لآخر ؟ هل سمعتم بمسؤولين يجبون الضرائب والرسوم الجمركية لحسابهم الخاص ، وهل مر عليكم في التاريخ المعاصر ان تهدد ثورة او دولة معاصرة بوقف صرف رواتب العاملين ام مخصصات المناضلين ان لم يتمردوا على قادة آخرين من رفاقهم او يتجسسوا عليهم.
كم من الآلاف المؤلفة من قدامى المناضلين واصحاب الخبرات الطويلة احيلوا للتقاعد واستبدلوا بفتية من صغار السن بلا علم ولا خبرة تؤهلهم لتسلم مواقع حساسة مثل هذه.
الا يشعر قادة السلطة ان زحف الاستيطات الاسرائيلي والمستوطنين يقترب من مؤتمر يعقد بعد ايام في مدينة بيت لحم في حضن الاحتلال وتحت سمعه وبصره.
هل استكان الرواد الاوائل من ابناء فتح الاصالة حتى ينسوا مبادئ الثورة وبرامجها السياسية ، لا اعتقد ايها الرواد فالايام القادمة حبلى بالاحداث والتطورات.
وثورة حتى النصر
ابولطف [فاروق القدومي]
امين سر اللجنه المركزيه لحركة فتح


www.deyaralnagab.com