دولة بن غوريون "الفلسطيني" : طقطقة ميتشل ومقص الاستيطان الاسرائيلي!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 26.09.2009
في دنيا العرب المعلقه على حبال التاريخ ومنشوره على صفحاته الخارجيه والهامشيه منذ امد لاشئ جديد في واقعنا وحاضرنا وماضينا الذي اصبح سجنا لا نستطيع الهروب منه او هدم جدرانه وقضبانه ويُقال ان الحجاره والصخور تتبدل مع مرور السنين والزمن الا ان حالنا العربي والفلسطيني لم يتبدل سوى نحو الاسوأ منذ ان تركنا الحبل على غارب الغرباء ليجبلوننا ويعجنوننا كيفما شاءوا ومتى شاءوا الى حد ان حالنا وصل الى ان كلمه امريكيه تودينا وكلمه اسرائيليه تجيبنا ,ومنذ زمن لم اعد اذكر طوله وعرضه ونحن نسمع اهازيج مبادرات السلام الامريكيه والعربيه المتأمركه وقُرب حل القضيه الفلسطينيه واقامة الدوله على تراب فلسطيني نصفه منهوب ونصفه الاخر غير موجود ناهيك عن انه مُحتل ومرشوم[ مُعبأ] بالمستوطنات الصهيونيه من النهر الى البحر ومن البر الى الجو الى حد ان اصبح كل بيت وكل قريه فلسطينيه محاط بمستوطنه يهوديه والى حد مُحيَّت فيه معالم مدن فلسطينيه تاريخيه لتصبح في اقل من ستة عقود مدن يهوديه ذات معالم غير تلك التي يعرفها عنها اهلها الذين هجروها قسرا وعاش من عاش ومات من مات من بينهم في المنافي وما زال الكثيرون من بينهم ونسلهم يحلمون بيافا وحيفا وعكا على تلك الصوره العالقه في ذهنهم ووجدانهم منذ النكبه وحتى يومنا هذا... لا.. الحقيقه المره ان الاستيطان الصهيوني لم يترك شبرا في يافا او حيفا او عكا او اي مكان في فلسطين الا وقام بفكفكته وفكفكة خارطته الديموغرافيه العربيه ليصبح فلسطيني هذه المدن محاصرين في جيتوات صغيره مهمشه على هامش المستوطنات الصهيونيه الذي اقيمت على المدن الفلسطينيه واخذت اسمها وقامت بتحريفه ليصبح اسما وفحوا يهوديا..ديموغرافيا وجغرافيا..هكذا وعلى هذا النمط وانماط اخرى من الاستكبار" الاستعمار" يجري الاستيطان الاسرائيلي في كافة مناطق فلسطين وتضاريسها وبالتالي ما يجري على الارض متناسق تماما مع السياسه الاسرائيليه والامريكيه.. احدهم يستوطن ويحتَّل ويفرض وقائع على الارض والاخر يحماه دوليا واقليميا ويمنحه الزمن الكافي لتحقيق مأربه ومخططاته من خلال مفاوضات ووساطات وهميه وإلهاء الفلسطينيون والعرب بلعبة الوساطه الوهميه والجولات المكوكيه الامريكيه التي يمارسها الامريكان منذ عقود من الزمن وحتى زمن المُخادع جورج ميتشل الذي يوحي للاعلام انه يتفاوض مع نتانياهو لتجميد الاستيطان بينما الحقيقه ان ميتشل كسابقيه من مبعوثين امريكان يقوم بكسب الوقت لصالح الاستيطان الصهيوني وبعد ان يصبح هذا الاستيطان واقعا يبدا التفاوض على مسميات اخرى الى حد نجحت فيه امريكا واسرائيل بتحويل الاراضي الفلسطينيه المحتله[ الضفه والقطاع!] الى اراضي متنازع عليها بين الفلسطينيين والاسرائيليين, بمعنى بسيط ومن وجهة نظر الامريكان فأن مناطق القدس ورام الله ليست مناطق محتله لابل مناطق متنازع عليها وتخضع لمبدأ المفاوضات,, والواقع المر هو ان المفاوضات تجرى بين اسرائيل وامريكا في حين يُجلَّب الفلسطينيون احيانا الى طاولة مفاوضات وهميه ليدلون برأيهُم في قضيه تخصهم ولا تخصهم وعلى مبدأ صادها وما صادها: حيث يحكى ان رجل جائع رأى نمل كثير يجتمع فوق حفنه من الزبيب الملقاه على التراب, فبدأ ياكل حبات الزبيب على اساس ان هذه الحبه او تلك لم يلمسها[ صادها] النمل وصار يأكل ويقول صادها وما صادها حتى اكل كل حبات الزبيب, وهذا هو بالفعل حال فلسطين الذي التهمها الاستيطان الاسرائيلي والكذب الامريكي الذي يتفنن باسماء مبادرات سلام لم نسمع سوى جعجعتها ولا نرى طحين لابل ان صادها وما صادها لعبه اسرائيليه امريكيه واضحه تتجلى في الاستيطان والتلاعب بالاسماء والتسميات ... اراضي محتله.. اراضي متنازع عليها...تبادل اراضي.. تفاوض.. سلام...اقتلاع الاستيطان... تجميد الاستيطان. مستوطنات شرعيه واخرى غير شرعيه...خارطة طريق.. خارطة تيه.. سلطه فلسطينيه...سلطات... انقسام فلسطيني تدعمه امريكا واسرائيل كان اساسه وراسه اوسلو ووهم سلطة اوسلو وسلام اوسلو الذي نهب الاراضي الفلسطينيه ودمر مقومات القضيه الفلسطينيه .. اسرائيل وامريكا تفاوضان بعضهما البعض على كسب الزمن للاستيطان الاسرائيلي وليست بهدف السلام.. يفاوضون الى يوم انهاء القضيه الفلسطينيه ومقوماتها التي تتأكل سنويا :من الارض الى الانسان ومرورا بحق عودة اللاجئين وحتى فرض الاستيطان في الضفه والقدس و تحويل السلطه الفلسطينيه الى مجرد وزاره اسرائيليه او ملحق لوزاره مهمتها حماية الاستيطان والمستوطنين تحت ذريعة ومصوغات ان هنالك مفاوضات بين الفلسطينين والاسرائيليين وهنالك وساطه امريكيه... لا..هذا كله تضليل وكذب تعبرعنه ابتسامات ميتشل الوسيط الكاذب و الشريك الداعم للاستيطان الاسرائيلي في القدس والضفه الفلسطينيه...زي الحلاق يضحك على الاقرع بطقطقة المقص!! .... جورج ميتشل يطقطق ويضحك على ذقون الفلسطينيين والعرب, ومقص الزمن والاستيطان الاسرائيلي يقص يوميا ويقتص من ما تبقى من اراضي فلسطينيه... ما تبقى لسلطة اوسلو::::طقطقة ميتشل واستيطان اسرائيلي وصل الى اعتاب مقاطعة رام الله؟؟ ... احلام واوهام فلسطينيه بُنيَّت على اساس هش و ساقط و بينها وبين التشقشُق عوالم كبيره وحقائق واقعه يعيشها ويكابدها الشعب الفلسطيني الذي يحتاج الى الف تصريح و معبر حتى يقطع المسافة بين رام الله والقدس..ناهيك عن حرمان الفلسطيني من الصلاه في المسجد الاقصى وهو الذي يقطن على مرمى حجر من الاقصى ويرى يوميا على وسائل الاعلام ابتسامات ميتشل وحديثه عن السلام والمفاوضات....ياهل ترى؟؟ هل يعتبر ميتشل باحات الاقصى " اراضي متنازع عليها" ام محتله؟ لابل هل مقاطعة رام الله اراضي محتله ام متنازع عليها؟؟..... اغرب ما في الامر ان يُشبه شمعون بيرس سلام فياض ب بن غوريون الصهيوني المستوطن الذي احتل ارض الفسطينيين واقام عليها قسرا دولة اسراويل... والسؤال المطروح : هل ابقى بن غوريون الصهيوني واحفاده ارضا اصلا حتى يقيم عليها بن غوريون "الفلسطيني" دولته خلال عامين؟....طقطقة دولة فياض وهديل عباس.. حمامة السلام..... اظن جازما او نصف جا زما : انه لم يحصل ولن يحصل لنا الشرف ان يُشبه الفلسطيني بقاتله وسارق ارضه ومُشرد شعبه, واظن جا زما ان بن غوريون " الفلسطيني" ليست فلسطيني حال قبوله هذه التسميه المهينه لشعبنا الفلسطيني وشهداءه واحياءه الذين كانوا وما زالوا ضحايا المستوطن الغاصب بن غوريون وبيرس وغيرهم الكثيرون.... واظن جا زما ان طقطقة دولة فياض جزء من طقطقة وساطة ميتشل وسلام نتانياهو المزعوم.....اكاذيب تسبق ظلها....دولة بن غوريون الفلسطيني كما تمناها بن غوريون الصهيوني: محميه صغيره ملحقه باسرائيل...دوله بلا حق عوده.....دوله نصفها مستوطنات ومستوطنين اسرائيليين::: اسرائيل تُو يديرها البِن غوريونيون الفلسطينيون وشرطة دايتون!!!
يستغرب الانسان من التغاظي الفلسطيني" الرسمي" عن ما يجري في غزه من جريمة حصاروحديث البن غوريونيون الجدد يدور عن مفاوضات ودوله فلسطينيه خلال عامين لا يوجد فيها اي ملامح دوله لا جغرافيا و لا ديموغرافيا ولا سياسيا وتخضع بالكامل لاسرائيل وشروط دايتون ناهيك طبعا عن استثناء القدس كعاصمه للدوله والاكتفاء كما يبدو بابوديس المطله على القدس...برِيحة الشئ ولا عدمه!!....يستغرب الانسان ايضا كيف لا يطالب الفلسطينيين برفع الحصار القاتل عن كاهل قطاع غزه قبل بدء اي مفاوضات, وكأن غزه ليست في فلسطين وجزء لا يتجزأ [على الاقل في هذه الجزئيه] من اتفاقية اوسلو ... اللي اختشوا ماتوا وصارت فلسطين بين حانا اوسلو ومانا نتانياهو وميتشيل... والسؤال المطروح: اين سيقيم بن غوريون " الفلسطيني" دولته؟؟..على فتات ماتبقى من الضفه الفلسطينيه ام على اطلال حقوق الشعب الفلسطيني ام كليهما معا!...
من الواضح ان القضيه الفلسطينيه دخلت محور جديد من محاور التنازل والتفريط والمفاوضات الوهميه في ظل طقطقة ميتشل ومقص الاستيطان الاسرائيلي الذي يقص ويقتص يوميا ما تبقى من اراضي الفلسطينيين في الضفه,, ودولة بن غوريون الفلسطيني ماهي الا مقاطعة رام الله القائمه مع تكحيله هنا او هناك او ازالة حاجز اسرائيلي من هنا ونصبه في مكان اخر ..دولة بن غوريون الفلسطيني العاجز والفاسد....مع كل هذا... كل عام وانتم جميعا بخير والعيد القادم ونحن افضل حال من ما نحن عليه الان... في الدار والديار!!
*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية
www.deyaralnagab.com
|