logo
أَفِقْ أَيُّها الشَّرْق !!

بقلم :  محمود مرعي ... 13.09.2009



وَيَشْمَخُ إِنْ ثارَ العَذابُ بِقامَةٍ = تَجاوَزُ شَمْسَ الْخافِقَيْنِ مُوَحِّدا

وَما ذاقَ فَجْرٌ مُنْذُ أُهْبِطَ آدَمٌ = كَما ذاقَ هذا الفَجْرُ حَتَّى يُبَدَّدا

وَما ذاكَ إِلاَّ خَوْفَ يُؤْتِي ثِمارَهُ = فَتَحْتَضِنُ الأَحْقابُ حُبًّا مُحَمَّدا

*** = ***

أَفِقْ أَيُّها الشَّرْقُ الْمُخَدَّرُ قَبْلَما = تُساقُ وَتُلْقى لِلْحُتوفِ مُقَيَّدا

أَفِقْ أَيُّها الشَّرْقُ الْمُخَدَّرُ قَبْلَما = تَرى الْخَفِراتِ الطَّاهِراتِ لَدى العِدا

أَفِقْ أَيُّها الشَّرْقُ الْمُخَدَّرُ قَبْلَ أَنْ = تُشاعَ أَساطيرُ الظَّلامِ تَعَبُّدا

أَفِقْ أَيُّها الشَّرْقُ الْمُخَدَّرُ قَدْ بَدا = عَلى الأُفْقِ إِعْصارُ الأَفاعي مُجَدَّدا

يَجوبُ الفَضاءَ الرَّحْبَ يَعْصِفُ بِالثَّرى = وَيَفْغَرُ أَشْداقَ الْجَحيمِ مُعَرْبِدا

وَيَنْفُخُ فِي خِصْبِ الْحَياةِ لَهيبَهُ = وَيَطْلُعُ مِنْ قَحْفِ الْمَنِيَّةِ أَرْبَدا

وَيُطْلِقُ نَحْوَ القَلْبِ سَهْمَ خَرابِهِ = وَيَطْعَنُ فِي لُبِّ الْمَشاعِرِ أَحْمَدا

أَلا أَيُّها الشَّرْقُ الْحَفيدُ أَلا اسْتَفِقْ = فَجَدُّكَ أَرْقاكَ النُّجومَ وَوَسَّدا

أَشارَ عَلى الدُّنْيا فَأَهْدَتْكَ شَهْدَها = فَشَأْنُكَ بَيْنَ الْخَلْقِ أَطْوَلُهُمْ يَدا

وَجازَيْتَهُ الإِذْلالَ عَنْ كُلِّ مَفْخَرٍ = وَأَعْقَبْتَهُ بُؤْسًا وَأَوْرَثَكَ الْهُدى

*** = ***

وَنِمْتَ وَعَيْنُ اللَّيْلِ سِرْحانُ قَفْرَةٍ = رَأى غَفْلَةَ الرَّاعي فَعاثَ وَأَفْسَدا

وَما زالَ يَفْري ما اسْتَطاعَ بِجُرْأَةٍ = وَحِقْدٍ قَديِمٍ لا يَزالُ مُجَرَّدا

وَسَوْفَ يُحيلُ الرَّحْبَ فَوْقَكَ مَوْقِدًا = إِذا لَمْ تُفِقْ وَالأَرْضَ تَحْتَكَ مَوْقِدا

وَكَمْ أَبْدَتِ الآثارُ مَسْتورَ حِقْدِهِ = وَإِنْ لَبِسَ الأَخْلاقَ بُرْدًا مُعَسْجَدا

وَسائِلْ ضُلوعَ الصَّدْرِ مِنْكَ وَكَسْرَها = فَإِنْ سَكَتَتْ فَالكَسْرُ لَنْ يَتَرَدَّدا

وَفِي الصَّمْتِ أَحْيانًا أَجَلُّ بَلاغَةٍ = تُشِعُّ فَتَغْدو لِلْحَقائِقِ مُرْشِدا

أَفِقْ أَيُّها الشَّرْقُ الْمُخَدَّرُ فَالَّذي = تُخَوِّفُكَ الغِرْبانُ مِنْهُ هُوَ النَّدى

وَإِنَّ الَّذي قَدْ أَوْهَموكَ بِأَنَّهُ = أَمانٌ مَعَ الْخَيْراتِ لَيْسَ سِوى الرَّدى

سَتُبْدي لَكَ الأَيَّامَ ذِئْبَ قُلوبِهِمْ = فَتُدْرِكُ أَنَّ الغَدْرَ طَبْعٌ تَأَبَّدا

وَلَيْسَ إِلى سَحْقِ الطِّباعِ وَذِئْبِهِمْ = سَبيلٌ سِوى القُرْآن يَحْشُدُ مَسْجِدا

فَجَدِّدْ مِنَ الْجَدِّ الكَريِمِ بِناءَهُ = فَإِنَّ نَجاةَ الشَّرْقِ فِي أَنْ تُجَدِّدا

*من مجموعة "دورة كاملة في المقام " التي ستصدر قريبا للشاعر محمود مرعي

www.deyaralnagab.com