الحصاد: بوادر نهاية"مُرتزقة وايتام رامسفيلد وبوش" في العالم العربي!!
بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 9.12.06
يبدو جليا ان العالم العربي المقهور وقواه الحيه وطنيا قد رأت في استقالة الفاشيى والمجرم رامسفيلد دلالة على بداية هزيمة المشروع الامريكي الفاشي اللتي حوَّل العراق الى دمار وخراب, وبالتالي بدأنا نسمع في الاعلام الفضائي والمكتوب العربي مصطلحات " ايتام رامسفيلد" من امثال الجلبي وغيره من مشتقات عملاء الغرب وامريكا في العراق والبلدان العربيه ككل,, الا انه وبالرغم من ان هذه التسميه والشماته في المجرم رامسفيلد امر مشروع ومبرر على ما اقترفه هذا السفاح من جرائم بحق العراق والوطن العربي,, الا ان الطريق الى هزيمة المشروع الامريكي ودحر ايتام الاستكبار وايتام معتوه واشنطن, ما زالت نوعا ما بين طويله وقصيره رغم قطع مسافه لابأس بها في هذا الاتجاه,, ولكن ما نراه من هروب ايتام رامسفيلد وبوش من العراق ثانية الى اوروبا يبشر ببداية حلول موسم الحصاد الحتمي للزرع الوافر اللتي زرعته المقاومه العراقيه في العراق وذلك بالرغم من كل ما يمر فيه العراق من مأسي " طائفيه" يغذيها من من سيصبحون قريبا " ايتام ايران" في العراق,, واخطأ من ظن ان القضيه في العراق قضية " سنه وشيعه" لابل انه صراع بين عرب العراق الاماجد بتاريخهم العربي كشيعه وسنه وبين من سيصبحون قريبا " ايتام امريكا وايران"!! وللتذكير والمثال فقط لاتدخر ايران جهدا في اضطهاد ومحاولة تفريس منطقة الاحواز العربيه رغم ان مذهب اكثريتهم الشيعه وليس السنه,, ولكنهم يظلون عربا فخورين بعروبتهم رغم ظلم النظام الايراني لهم ومحاولة تفريسهم!!!... بدعة الحكيم والجلبي في العراق ستسقط عاجلا ام اجلا, غارقه ومصروعه في برك الدم العراقي الطاهر والمقاوم!!
منذ امد بعيد تعِم العالم العربي فوضى سياسية وفكرية بغيضة تعكس في طياتها واقع القهر والظلم والاذلال الرهيب الذي يتعرض له الإنسان العربي اينما كان واينما تواجد وخاصة في حدود الوطن العربي الواسع بمساحته الجغرافية والضيق بِإمكانياته السياسية والوطنية من جهة وتعكس مدى تغَلغُل المؤسسات والقوى الاستعمارية داخل "المجتمعات العربية المُعربه" من خلال انظمة حُكم تابعة وعميلة ومدارس فكرية غربية ناطقة بالعربية ومُعادية لقضايا التحرر الوطني في العالم العربي من جهة ثانية وبالتالي وكما هو واضح من تسلسُل الاحداث ان العالم العربي تعرض و يتعرض الى هجمة استعمارية تخريبيه شرسة تقودها الامبريالية الامريكية بِمُساندة من قوى عربية من داخل وخارج الوطن العربي مُهمتها زرع الفوضى السياسيه والفكرية والاحباط السياسي والوطني الى حد الترويج الى حتمية القُبول بِالاستعمار الامريكي وإعتبارهُ "تحريراً" للعالم العربي كما جرى وجاريا في العراق من قلب للحقائق ساهم فيه الاعلام العربي الرسمي كَمُرتزقة ادًّت دورها المطلوب في خدمة المشروع الاستعماري الامريكي في العراق والوطن العربي, ومن ثم استبدلت جلدها في الوقت الراهن لتتباكى على ما وصلت اليه الامور في العراق من ذبح وخراب ودمار!!.. دفع النظام السعودي والمصري وانظمة الرده العربيه منذ عام 1990 في اتجاه نتيجه واحده واتجاه واحد وهو ماهو جاري وحاصل اليوم في العراق!!!...::اذا كانت امريكاهي الوكيل الرئيسي لما جرى ويجري في العراق من دمار وخراب,,إلا ان المجرم الحقيقي هو من باع عروبة ووجود العراق لامريكا وايران على صحن من ذهب,, وهو النظام السعودي واطرافه الخليجيه,, ووكر شرم الشيخ بقيادة حسني مبارك, والنظامان الاردني والسوري!!.. هؤلاء هم اخطر اشكال المُرتزقه اللذي عرفها العالم العربي والاسلامي منذ مطلع التاريخ!!
ساهم الكثير من كُتاب وابواق البلاط العربي وبعض الإنتهازيين والمُنتفعين من ما يسمى بالقوى "القومية والاسلامية" في تَعوِيم الحالة العربية وإعطاءَها صبغة الغُموض تحت شعار "الواقِعية والعقلانية السياسية" رغم الوضوح الساطع لاسباب الوضع القائم في العالم العربي, بِمعنى اَّنهُ بينما يَقوم كُتاب وابواق البلاط العربي بِتبجيل رموز الطغيان والهزيمة المتمثلة في ظاهرة اخطر مرتزقه عربيه, وتبرير سياسة الذل والخذلان والتبعية التي يُمارسها الحاكم العربي منذ عُقود, يقوم الانتهازيين من "قوميين وإسلاميين" بالتباكي على حال الأُمة دون المس بـ"قُدسية" الرئيس او الملك المُرتزقة ودون تسمية الاسماء بِأسماءها من خلال القاء اللوم على الاستعمار والعدو الخارجي مُتغاظيين عن خُطورة العدو الداخلي والمرتزقه ودورها المُباشر في ذبح وسلخ الامة العربية من المُحيط الى الخليج ومن الوريد الى الوريد.
من هُنا وتحديداً في ظل العدوان المباشر على الوطن العربي سواء في فلسطين او العراق, ما زالت للاسف تَطِل علينا اسراب من ما يُطلق عليهُم بِالمُفكرين والُمحللين السياسيين والعسكريين من المأجورين والمُتسلقين وايتام امريكا والامبرياليه الغربيه بِهدف تبرير العدوان وتبرير موقف الحُكام وعملاء الاحتلال حتى تَمُر العاصفة بعد تراكم الهزيمة تلوى الهزيمة, ثُم يَعود هؤلاء الى جُحورهُم في دواليس انظمة الظلام يحظون بِأوسمة "الشرف" العار على دورهُم في تمجيد وتخليد المُرتزقة وحُلفاءَها ودورهُم في ترويض وتَخدير الشعوب العربية بعد ان سَهلَّت المُرتزقة العربية مُهمة احتلال ودمار العر اق ومن قبله فلسطين, وها هي اليوم[ اي المرتزقه] تتباكى على العراق بعد ان بدأت تلوح في الافق هزيمة الوكيل والمرتزقه في ان واحد!!,.. ونحن والشعوب العربيه مع موعد حتمي قادم نرى فيه كثرة ايتام انظمة المرتزقه وايتام بوش والنظام الايراني...حتما سيجرون ذيولهم الى اوكارهم في لندن واشنطن وكل مكان خارج الوطن العربي!!... لقد امطر الفاشي بوش ورامسفيلد العراق بمئات االالاف من اطنان القنابل,,, وجَيَّش مئات الالاف من المرتزقه لذبح الشعب العراقي, ولكنه فشل وسيفشل من كسر شوكة المقاومه العراقيه اللتي بدأت ترسم سيناريو بغداد واحد على وزن سايقون في فيتنام!!
أغرب ما في الامر ان نرى المرتزقه "العربيه" تحاول انقاذ مشروع معتوه ومجرم واشنطن في العراق من خلال محاولة الالتفاف على انجازات المقاومه العراقيه الباسله, وذلك بعد ان حولت هذه المرتزقه المجرمه الوطن العربي مُنطلق للتوسُل والارتزاق "للرب" القاطن في البيت الاسود الذي حوَّلتهُ االمُرتزقة العربية الى أسطورة رَبَّانية، لا حول ولا قوة للعرب إلا بِالخُنوع لها، ولهذا القدر القادم من واشنطن الذي يَقذف ويقصُف بِحُماه المدن والقُرى العربية ويُقطع الاطفال إرباً إرباً ويهتك الاعراض العربيه ويرتكب ابشع المجازر بحق الشعوب العربيه.!!..... لا ننسى كيف قامت المُرتزقة بمنح قوى العدوان ثُلثي مساحة الكويت وحفر الباطن وقناة السويس واراضي واجواء الاردن حتى تسهل احتلال وذبح العراق,,,, وتقوم اليوم بالتباكي على العراق زورا وكذبا حتى تُنقذ معتوه واشنطن من ورطته في العراق!!... لا يجوز ولايصح الا الصحيح, ولا يمكن للعرب ان يُطالبوا بمحاكمة بوش لوحده كمجرم حرب, لابل ان الصحيح هو محاكمة بوش وجميع المرتزقه العرب كمجرمي حرب اباده جاريه ضد الشعب العراقي والفلسطيني ايضا!!...صححوا عقولكم واقلامكم ياعرب:: المجرم الرئيسي هم مرتزقة امريكا في العالم العربي!!
إن الاحتلال والاستعمار أمر وارد ومعروف في تاريخ الامبريالية الامريكية والبريطانية, ولكن اخطر ما في الامر هو احتلال العقل العربي بِإنتاج وإخراج عربي لمَنظومة هزيمة شاملة هدفها ترسيخ العجز والخذلان كقدر محتوم ومَقرون بِبَقاء واستمرارية مُرتزقة امريكا في الوطن العربي الذين يختبئون في زمن العدوان بعد ان يُوَفروا لهُ المُقومات الجغرافية والسياسية, ثُم يَعُودون للظهور والتباكي بعد كُل عدوان وإحتلال على مصير الشعوب تماما كما تفعل مُرتزقة امريكا في الوقت الراهن في عمان والقاهره والرياض ودمشق الذي اعادت علاقاتها الدبلوماسيه مع وكرعملاء المنطقه الخضراء في بغداد.. لاحظوا انواع واشكال واساليب الارتزاق والمرتزقه في العالم العربي!!
راهن الكثيرون من العرب وخاصة في زمن الازمات الساخنة على دور الجماهير العربية في قلب الموازين لصالح القضايا العربية وخاصة في مواجهة العدوان الامريكي على العراق, إلا ان الرهان على جماهير غير مُنظمة ومُؤطَّرة رهان خاسر ووهم لم ولن يتحقق في غِياب قوى تنظيمية قيادية تضبط وتُنظِم حركة وإيقاع الجماهير ضمن برنامج واضح المعالم والاهداف يَختلف عن ما هو جاري من ردة فعل هنا وهناك[ لاحظوا العدد القليل للمتظاهرين الاردنين ضد زيارة معتوه واشنطن الاخيره للاردن!!] غاضبة وآنية تَعْوَّدَ عليها الغُزاة والطُغاة في آنٍ واحد من جهة وتَعودَّت عليها ما يسمى بالمُعارضة العربية في تَسجيل موقف سياسي لِمُجرد الشهادة بِأنَّها تَظَاهرت ضد العدوان او حَدَث آنِي دون إحداث أي أثر على مسار الاعتداءات المُتكررة على العالم العربي ودون الحيلولة من مُشاركة الانظمة العربية موضوعيا وفعليا في جميع اشكال العدوان الامريكي على الشعوب العربية من جهة ثانية.
يبدوجليا ان المُعارضة "العربية الداخلية" قد فشلت الى حد بعيد في تحقيق ادنى الانجازات السياسية بسبب التذبذب والتَكيُف مع ما تَفرضهُ الانظمة الحاكمة من "قيود وحصار"؟ على كُل حركة مُناهضة للأنظمة الموالية للإستعمار, ويبدو ان المُعارضة العربية الداخلية لم تطرح بعد على نفسها سؤالا جوهريا وهو: ماهو الفرق بين الاستعمار وبين مرتزقته و ادواته المحلية التي تَتَقيد اكثرية المُعارضة العربية بقوانينها وقُيودها المفروضه عنوه على الجماهير العربيه بهدف مساندة جميع اشكال العدوان الامريكي والاسرائيلي على الامه العربيه!!
من الواضح ان "المعارضه الخارجيه" "العربيه"و" الفارسيه" المرتزقه والعميله والتابعه لامريكا والتي قدمت على ظهر الدبابات الامريكيه الى العراق, في طريقها للاندحار والانتحار السياسي سوية مع جيش بوش ورامسفيلد في العراق وبالتالي تلوح بوادر هزيمة المرتزقه في العراق بوضوح في افق العراق وتتجلى في فشل الجيش الفاشي الامريكي وحلفاءه من ميليشيات وعصابات طائقيه من تحقيق سوى هدف دمار وخراب العراق دولة وكيانا...لم تحقق واشنطن ومرتزقتها اي هدف سياسي في العراق سوى سرقة النفط واموال الشعب العراقي... لاحظو ان فضائيات النفط والرخص العربي تجري مقابلات مع ايتام رامسفيلد وبريمر وواشنطن الهاربون من العراق الى جحورهم في اوروبا!!.. لاحظوا مثلا كيف تجري محطة " العربيه" العميله والناطقه باسم مرتزقة واشنطن,, مقابلات مع اياد علاوي وغيره من مرتزقة امريكا منذ فتره من لندن وليست العراق!!!!
يبدو ان العراق سيعود الى مقوله قديمه وان المقاومه العراقيه اقتربت من موسم الحصاد والغله, وقطاف ثمرة النضال ضد الاحتلال الامريكي الغاشم ومرتزقته الذين سيصبحون ولو بعد حين ليست ايتام رامسفيلد وبوش وبريمر وحسب لابل ايتام ايران والكويت وغيرهم من مرتزقة ووكلاء امريكا في العالم العربي,,, وتحضرني هنا مفارقه: وهي امكانية تضاعف عدد البدون في الكويت اللتي منحت قوى العدوان والغدر الجغرافيا وقاعدة الانطلاق لاحتلال العراق!!!!
مما لاشك فيه ان ما ذكر اعلاه حول تفشي ظاهرة التبعية والمُرتزقة لايُغطي بالكامل مكامن أزمة الهوية السياسية والاجتماعية التي يُعاني منها العرب بسبب مرتزقة امريكا من جهة، وبسبب ثقافة التبعية والتضليل الاعلامي والحضاري الذي تنتهجه انظمة الحكم منذ عقود من جهة ثانية، وبالتالي لن يكون هناك نهضة عربية ونصر عربي كامل دون المُعالجة التاريخية والجذرية للأسباب الداخلية التي تَحول دون نهضة الوطن العربي حتى يتسنى للشعوب العربيه كنس مرتزقة امريكا وايتام التبعيه والعماله للنظام الامريكي الفاشي ومشتقاته من مرتزقه عرب....تحرُك النظام الاردني والسوري والمصري والسعودي لن ينقذ معتوه واشنطن وايتامها من هزيمة قادمه لامحاله في العراق والسؤال المطروح ليست حول حتمية بداية موسم الحصاد لابل حول::كمية وفرة الغله النضاليه في العراق وانعكاساتها على مرتزقة امريكا في العالم العربي!! ؟
نقباوي
www.deyaralnagab.com
|