logo
كالسَّرْوِ في الغاب أُصلّي واقفاً!!

بقلم : سعود الأسدي ... 20.10.2009

كالسَّرْوِ في الغابِ أُصَلّي واقفاً
والظِّلُّ يسجدُ لي أمامي ،
وبيادِرٌ تتلو الضُّحَى ،
والنَّجْمُ يُصغي لي بِصَمْتي
مثلَ إصغائي إلى هَدْرِ الحمامِ ،
لا نبتةُ النّعناعِ تُؤويني
ولا الأحلام في زهر الخُزامِ
****
ورأيتُ في حُلْمي التي
مَرّتْ كما مَرِّ الغمامِ
وصحوتُ من نومي
كصحوِ الطفلِ من جوعِ الفطامِ
ولفافةُ التّبغِ التي دَخَّنْتُها
وشربتُ رَكْوَةَ قهوةٍ*
شربَتْ منامي ،
ورأيتُ من مرَّت كما مَرِّ الغمامِ
كسنابلِ القمحِ الملثَّمِ بالوئامِ
وجبينُها زَهْرُ الضّياءِ
وليتني ما كنتُ في حزني يُدَثُّرني ظلامي
ناديتُها ولعلّها تأتي إليَّ
وقلتُ يا هذي !
تعالي واسهري !
أو هاكِ زندي تَوَسَّديهِ
كما يشاءُ تَوَسُّدي حجراً
ونامي !
فلعلّني أسلو جروحاً
بعضُها قد جَفّ في قلبي
جفافَ قرنفُلٍ ،
والبعضُ يُشْبِهُ زنبقاً
لمّا يَزَلْ في الصدرِ دامي
وغرقتُ إمّا جئتِ
في همسٍ ،
وفي لمسٍ ،
وفي بدرٍ ،
وفي شمسٍ ،
وفي شوقٍ قديمٍ
للبوادي والخيامِ
****
إني أتوقُ إلى الرمالِ
تدوسُها قدماك
توقَ الغيثِ من ظمأٍ الى ظمأِ الرّغامِ
****
وظَلِلْتُ ليلي ساهراً
وأنا أُصَلّي صامتاً :
يا ليتَ من مرّتْ كما مرِّ الغمامِ
يا ليتها تأتي تزور بحُلْمها
في ليلتي هذي
كما كانتْ تزورُ بوهمِها
في عيد ميلادي
ولو لدقيقةٍ في كلِّ عامِ !!
ـــــ
رَكْوَة قهوة : إبريق قهوة.


www.deyaralnagab.com