logo
شكرا لك كلينتون !

بقلم : د .عدنان بكرية ... 02.11.2009

نعم .. شكرا لك كلينتون لأنك كشفت عن عورة الولايات المتحدة المكشوفة أصلا والتي حاولتم تغطيتها بتصريحات ليس لها رصيد لخداع الرأي العام العربي والعالمي .. ففي الذكرى الأولى لفوز اوباما وتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة فجرت بوجوه الزعماء العرب قنبلة الحقيقة.. حقيقة مواقفكم المعادية لحقوق الإنسان وتحرره وحقيقة مساندتكم للمحتل الغاصب!
شكرا لك كلينتون لأنك وضعت من راهن على التغيير في سياساتكم في مأزق لا يحسد عليه وبتصريحاتك المساندة للاستيطان وضعت حدا لكل الرهانات واثبت لهم بأنكم ماضون على طريق سلفكم "جورج بوش"!
كلينتون قدمت للعالم وللعرب وبالتحديد لشعبنا الفلسطيني اكبر خدمة ممكن أن يقدمها أي زعيم سياسي وهي قول الحقيقة والكشف عما حاولوا إخفائه لخداعنا,وبهذا تكون قد وضعت شعبنا أمام خيارات واتجاهات أخرى خيارات نضالية كانت مجمدة منذ فترة وهي أثبتت بالدليل القاطع زيف المواقف الأمريكية!
لقد طالبت وزيرة خارجية الولايات المتحدة من الطرف الفلسطيني العودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة ودون وقف الاستيطان باعتبار ان الاستيطان هام بالنسبة للأمن الإسرائيلي!وبهذا التصريح تكون قد نسفت أي إمكانية لكونها راعية للعملية السلمية المزعومة وكشفت عن أوراق الولايات المتحدة وعمليات الخداع والتضليل التي تمارسها على الحلبة السياسية!
لقد جاءت هذه التصريحات لتنسف التصريحات السابقة والداعية لوقف الاستيطان منسجمة مع الموقف الإسرائيلي لا بل مدافعا عنه.. كل هذا لتمرير المخطط الأمريكي الإسرائيلي فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.. إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن تشاكس مع إسرائيل قبيل تنفيذ الهجوم على مفاعلات إيران النووية.. ولا يمكنها معارضة اسرائيل في هذه الظروف بالذات!
شكرا لك كلينتون.. لان تصريحاتك ستكون امتحانا للرئاسة الفلسطينية وردة فعلها وستكشف للشعب الفلسطيني قدرة الرئاسة على التعاطي والتعامل مع هذه التصريحات! إننا ننتظر الرد الفلسطيني على العبث الأمريكي ونتمنى أن يكون الرد بحجم التصريحات لا أن يبقى يراوح في دائرة التريث والانتظار.. المفروض والمطلوب من محمود عباس اتخاذ خيارات عملية أخرى للرد على تصريحات ومطالب كلينتون فبقائه صامتا ستكون ضربة قاضية له !
الفرصة سانحة لعباس أن يعود إلى خيار الشعب وثوابته.. والفرصة مهيأة لان يستعيد تاريخ حركته الثورية المقاومة.. والشعب الفلسطيني قادر على استيعابه من جديد فيما لو انتهز الفرصة وفعّل خيارات المقاومة بوجه إسرائيل.. الشعب الفلسطيني قادر لان يتناسى زلاته وخطاياه فيما لو نفض يديه من مغامرات التفاوض ودعى لتفعيل الخيارات الأخرى!
فهل سيفعلها عباس هذه المرة أم انه سيضع حدا لحياته السياسية من خلال المضي في الرهان على أمريكا وإسرائيل ؟!


www.deyaralnagab.com