logo
"أطياف متمردة" لزياد جيوسي!!

بقلم : جهاد أبو حشيش* ... 24.03.2010

صدر حديثا للكاتب والإعلامي زياد جيوسي كتاب " أطياف متمردة" عن دار فضاءات وقد جاء الكتاب في 212 صفحة من القطع المتوسط وصمم غلافه الفنان نضال جمهور.
قدم للكتاب الشاعرة الفلسطينية منى الظاهر ببورتريه بعنوان "زياد جيّوسي سادنُ الأطياف المتمرّدة" فتقول:
أنتَ القارئ وأنتِ القارئة، وهو السّابح في ملكوت عشقه الدّاني؛
كما لو أنّكَ تتخيّله: هو المستند على نمارق أحاسيس ملوّنة، يصخي السّمع لبوح الياسمين الـ يتسلّق لبلاب الرّوح المتأتّية من نور الله/ شفافية الطّبيعة.
كما لو أنّكِ ترقُبينه مِن حبره العابق بوضوح لما يعتمل هذيانات دواخله ودواخلك، ليخطّ حالات من وطن/ حبّ يجتاح الكينونة كلّها.
كما لو أنّنا نهجس بما ينكتب فينا من نوستالجيا غائرة في أجساد الفوضى، الّتي منها ننبثق بمباسم من نسرين وروائح صفصاف ومذاقات زيتون.
هو زياد جيّوسي/ غريب مع الواحة الملهِمة، قريب من طيفه الرّاقص على أنغام نيران قلبه، المقاتل بحقيقيّته في قارب أوراقه المثقلة بحنين ذاكرة، تلهج بزمكانيّة الهويّة الصّامدة المترسّخة فينا/ في قلب المليكة/ فلسطين.
نصوصه المتمرّدة بأطياف مضمونها تتحنّى بنسغ خطاب يتوق لإنسانيّة حقّة، فيها ولع لأرواح زاخرة بجوّانيّة معادن تمتشق سراديب مغلقة في عمق أعماقنا نحن البشر.
في قهوة صباحاته تتفتّح الزّنابق من خلف إطلالة المنفى والاغتراب ومن أمام غيوم الشّتات والوطن، لتتنشّق الكلمات روائح الأمكنة وتَرصّد تراب الأرض والحجر.
وبنهاراته استعادة للمنسيّ قسرًا والمُبعد جبرًا، المنْشَقّ في أنهار الوجدان الّذي استلبته آلة القمع والاحتلال.
وفي أعشاب مساءاته هو العرّاب، تصدح صور الشّخوص الملتهبة من مخيّلته المسكونة باندلاع الطّرقات والبيوت وتنقّلاته في أسْره وحصاره والدّفء في حريّته وملاذه.
"أطياف متمردة" كتاب ضم الكثير من الألم والعشق حتى استباح دمع العبارة ووجدها حد استحضار الأخر، هذا الغائب الحاضر الممتد عبر السنوات على خارطة التمني ، الفارد خطاه على جسد الذاكرة بانحفار غريب ، يحتل هذا الكتاب مشروعيته ووهج مفردته من رائحة الياسمين التي تعطر النصوص بكليتها تلك النصوص العابقة بذاكرة تأبى أن يتخطفها وحش الضياع فمن السجن إلى رام الله تظل الحبيبة / الإنسان امتدادا حقيقيا لوجود إنساني مرهف .
****
زياد جيوسي وعلى امتداد سنوات الألم الذي عاشه ظل يحاول لملمة طيفه الحارس/ طيفه الذي لا تنطفئ ناره ولا ينتهي وهج ضوءه رغم اختلاف الأمكنة والأزمنة، ربما هي محاولة منه لإبقاء نبضه حيا وحقيقياً في زمن صار فيه كل شيء معروضا للبيع. ربما هي محاولة للغياب في بياض الطيف القابل للإنولاد والتجدد عشقيا في كل صباحاته ومساءاته في ظل صورة غطى السواد قامتها حد الفجيعة.
*****

*مدير دار فضاءات للنشر والتوزيع- الأردن

www.deyaralnagab.com