سلطه فلسطينيه .. غارِبها اسرائيل وحبلها الراتب.. اما ان لها ان ترحل؟!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 28.11.2009
في زمان غابر وعابر كان المذياع يعيد ويكرر اغنية " وين على رام الله" واذا لم تخني الذاكره المثقله والمفعمه بالاحداث الفلسطينيه والعربيه فأن المقطع الثاني من هذه الاغنيه يحكي عن " ولفي يا مسافر", والسفر والمسافر كان وما زال جزء لا يتجزأ من التاريخ والتراث الفلسطيني والعربي بشكل عام ويبدو لي ان الوطن الفلسطيني ما زال مسافرا وسائرا في دروب التيه والمتاهات ولم يحط رحاله الاخير بعد في فلسطين وتبدو القافله الفلسطينيه سائره وتسير بدون قياده ودون مقود ولا رسَّن... الرسن على الغارب كما هو الحبل على الغارب ونأمل ان لايبقى حبل التيه والتدهور الفلسطيني على الجرار في وضع وزمن يزداد فيه الاحتلال والاحلال الصهيوني في فلسطين وقاحة وقسوة وكثافة تربو الى مستوى الاباده الجغرافيه والديموغرافيه لكل ماهو فلسطيني في فلسطين لابل انني اجزم ان الحرب الاستيطانيه والاحلاليه الجاريه في فلسطين في الوقت الراهن هي الاخطر منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا والسبب ان اسرائيل تفعل ما تشاء في ظل وجود سلطه فلسطينيه مخترقه ومهتريه ولا تحرك ساكنا في وجه الاحتلال والاحلال الصهيوني الزاحف بسرعه فائقه على الارض الفلسطينيه اينما تواجد الفلسطيني في فلسطين التاريخيه لابل ان الاحتلال والاحلال زاحفا نحو مداخل وباحات وساحات المسجد الاقصى وبالتالي ماهو جاري انه في الوقت الحالي وفي لحظة غياب الرد الفلسطيني تسعى اسرائيل الى فرض واقع استيطاني على كامل ارض الضفه الفلسطينيه ولكنها تركز استيطانها على العمود الفقري للقضيه الفلسطينيه الا وهو القدس التي تتعرض الى اباده جغرافيه وديموغرافيه ضمن مخطط صهيوني واضح المعالم وهو اغراق القدس في بحر من المستوطنات والاستيطان الصهيوني وهذا ما هو حاصل الان ضمن المشاريع الصهيونيه الاستيطانيه الجاريه حول وفي قلب القدس العربيه ولكن في المقابل لا نرى سوى سلطه فلسطينيه عاجزه وفاسده رهنت وترهن كامل فلسطين مقابل الحفاظ على رواتب موظفيها وشرطتها واجهزتها الامنيه التي شكلها دايتون لتكون الحاجز والمانع بين المقاومه الفلسطينيه[ بكل اشكالها] والاحتلال الاسرائيلي, بمعنى بسيط: السلطه الفلسطينيه واسرائيل تضعان القضيه الفلسطينيه والمقاومه الشعبيه الفلسطينيه في موقع بين فكي الكماشه الاسرائيليه من جهه والفلسطينيه الدايتونيه من جهه اخرى.
من هنا يبدو واضحا ان محاولة سلطة اوسلو الهروب نحو اعلان دوله فلسطينيه وهميه ماهو الا محاوله يائسه لمركب غارق يحاول عبثا الهروب نحو الشاطئ لينقذ ذاته من غرق محتم, وفي هذه الحاله الفلسطينيه المأساويه والتراجيديه تحاول سلطة اوسلو وجيش الراتب ان يطيلوا عمر المركب الغارق لضمان الرواتب من خلال الصمت على ما يجري من احتلال واحلال صهيوني لم يبقى اصلا لا ارضا ولا اجواءا حتى يعلن عباسيم وعريقيم دولتهم الوهميه عليها وبالتالي حال سلطة اوسلو اليوم هو حال الموت او الميت الكلينيكي التي تبقيه المكائن والاجهزه الطبيه على قيد الحياة الميته لسبب من الاسباب او للتاكد من الموت واستحالة الحياة فيما بعد... سلطة اوسلو اليوم ميته ولا علاقه لها في الوطن والقضيه الفلسطينيه وهي في حالة موت وغيبوبه كامله والمستفيدين من هذه الحاله والمعنيين بابقاءها معلقه بين الحياة والموت هما اسرائيل وامريكا والغرب من جهه والانتهازيين و جيش الراتب والرواتب الفلسطيني والانظمه العربيه الخائنه من جهه ثانيه وبالتالي واضح ان القضيه الفلسطينيه هي اللتي تخسر يوميا جزء من مقوماتها بينما الانتهازيين وغرباء الغارب الفلسطيني يجمعون المال ومن ثم يهربون عائدين الى الخارج... عادوا الى فلسطين حتى يساهموا في سلبها و نهبها و ليس لتحريرها وعودة شعبها!...عادو ليعيثوا دمارا وخرابا في القضيه الفلسطينيه ومن ثم يعودون الى الخارج غانمين غنائم بيع الوطن وقابضين على العار كرصيد...... العار الوطني لمن يعرف ويدرك معنى الوطن ويشعر بهذا الشعور.., ولكن من الواضح ان وكر رام الله فقد حاسته وحواسه الوطنيه ولم يعد يفرق بين العار الوطني والرصيد الوطني...رصيد المال والاموال والعار ام رصيد الوطن والشرف والكرامه الوطنيه, والواضح ان سلطة اوسلو قد فضلت رصيد الراتب والمال والعار على رصيد الوطن والامانه التاريخيه... الجاري في فلسطين كارثة الكوارث و قلة حياء سلطه فلسطينيه فقدت منذ امد حواس الحياء والخجل واصبحت غريبه ومغتربه بالكامل عن القضيه الفلسطينيه من جهه وتابعه لمشروع الاحتلال والاحلال الصهيوني من جهه اخرى وبالتالي ماهو جاري اليوم في فلسطين هو افظع واشنع عبثيه خيانه عرفها التاريخ الفلسطيني وهذه الخيانه واضحه كوضوح الشمس وتتمثل في السلطه وجيش الراتب الفلسطيني التابع لها...!!
يتسم الوضع الفلسطيني الراهن بظاهرة التدهور و التدحرج نحو الهاويه االوطنيه والتاريخيه بدلا من التقدم الوطني نحو الامام والافضل, ولا يبدو ان هنالك في الوقت الراهن وفي ظل وجود سلطه فلسطينيه تحمي ظهر الاحتلال, املا في ان يلوح الفرج في الافق الفلسطيني ولا يبدو ان الفجر سسيبزغ في ظل وجود جيش الراتب ومعادلة الوطن مقابل الراتب.... واضح ان ما لم تفلح فيه اسرائيل على مدى وجودها الكياني, تفلح بتطبيقه في ظل سلطه فلسطينيه ساقطه عن الغارب وغارقه في غربة غرباء مفلسطنون[ الحقيقه: مؤسرلون] يبدو انهم جاءوا الى الوطن او جُلبوا اليه على اساس تمهيد الطريق امام اعداء شعبهم لهزيمة المشروع والحق الوطني الفلسطيني من خلال وجود سلطه ورئاسه كان اولها وهمَّا واخرها سرابا وخيانه صارخه ونتيجتها الجاريه على الارض كارثه وطنيه تعصف بالحق والوجود الفلسطيني وطنا ومهجرا, وفي حين يفترس الاستيطان الاسرائيلي كل شئ فلسطيني,,يذهب الخائبون الى طلب دوله فلسطينيه وهميه.. دولة ورق وسلطة ورق!!؟... الحقيقه المره هي :اذا كان الفلسطينيون والعرب يؤرخون العام48 بعام النكبه[ ماجرى عام 1948 هو تطهير جغرافي وديموغرافي للشعب الفلسطيني وليست مجرد نكبه], فلابد لهم من تأريخ العام 1993 [ اوسلو] كعام ام الكوارث والتسونامي الذي عصف وما زال يعصف وُيدمر مقومات القضيه الفلسطينيه واحدة تلوى الاخرى: الارض.... المياه.. البشر.. الحجر.. الحقوق.. المقدسات والقدس.. اللاجئين وكل مايرمز للقضيه الفلسطينيه....ماهو جاري اليوم هو استراتيجية البلدوزر وجرف كل ماهو فلسطيني من فلسطين!!... لا ننسى طبعا هذه العدميه السياسيه البائخه...و ماهو جاري اليوم على الساحه الفلسطينيه وتحديدا الصراع الدائر بين جمهوريتي رام الله وغزه,, حيث تتجلى المأساه الفلسطينيه بوضوح في قطبي السلطه الفلسطينيه في غزه ورام الله اللتان إختزلا اللقضيه الفلسطينيه الكبيره في قضيه صغيره وتافهه تاريخيا وهي قضية الصراع الدائر على وهم الرئاسه وسراب سلطة اوسلو بين حماس وفتح, وهو الصراع الذي وضع الشعب الفلسطيني بين مطرقة الاحتلال الصهيوني وسندان الصراع بين فتح وحماس لابل ماهو جاري يجعل فتح وحماس حليفا موضوعيا لاسرائيل وعاملا مُساعدا في ترسيخ الاحتلال الاسرائيلي والظلم الذي لحق ويلحق بالشعب الفلسطيني... سلطة غزه وسلطة رام الله هما نتاج مباشر لسلطة اوسلو ومن ينكر هذا الواقع المرير عليه ان يطرح سؤال بسيط ونقدي: لماذا لم تعلن حركة حماس حتى اليوم حل مرجعية السلطه الفلسطينيه في غزه على الاقل!؟..... للاسف:ماهو موجود على الساحه الفلسطينيه الداخليه[ والى حد بعيد الساحه الخارجيه] من قيادات يُجسد رؤيه جهويه وفصائليه عدميه ولا يُجسد باي حال من الاحوال رؤيه سياسيه لمشروع وطني فلسطيني كامل وشامل ينهل قوته من اسباب وجود القضيه الفلسطينيه كقضيه[ لو ان الشعب الفلسطيني بقي في ارضه ووطنه وماحل به ماحل من احتلال لما كانت هناك اصلا قضيه فلسطينيه يناضل الفلسطينيون من اجلها] لها مقوماتها العادله, ويرتكز[ اي المشروع الوطني] في عمله واستراتيجيته الوطنيه على مرجعية القضيه الفلسطينيه ومكوناتها الوطنيه والتاريخيه, وهي قطعا ليست مكونات ومرجعيات فصائل فتح او حماس!!!.. المطلوب اليوم هو ترميم الخراب الوطني الفلسطيني اللتي جلبته غربان اوسلو ومشتقاتها على القضيه الفلسطينيه من خلال بناء رؤيه وطنيه فلسطينيه تتضمن مركبات ومقومات الحق الفلسطيني بكامل اشكاله: الجغرافيه[ الارض], والديموغرافيه [ الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا ],, والسياسيه [ الدوله والسياده], والاقتصاديه[ بناء الاقتصاد الفلسطيني و ضمانة حق العيش الفلسطيني وليست هدر هذا الحق كما هو جاري اليوم في غزه من تجويع],, والتاريخيه [ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وديارهم الاصليه في فلسطين] !!
اليوم اصبح العائق الكبير امام ترميم الوضع الفلسطيني ومقارعة الاحتلال الاسرائيلي هو : وجود سلطة اوسلو ودون رحيلها لن تقوم قائمه للشعب الفلسطيني والمطلوب اليوم بالحاح هو ايجاد قيادات فلسطينيه جماهيريه تقود نضال الشعب الفلسطيني [ الشعب الفلسطيني كشعب اثبت انه جمل المحامل وشعلة النضال واعطى ويعطي الكثير من امثال التضحيه الوطنيه... الانتفاضات الفلسطينيه وعدد الشهداء والجرحى والاسرى الفلسطينيون خير دليل على جاهزية الشعب الفلسطيني النضاليه] نحو رؤيه تحرريه واضحه وليست رؤيه فصائليه وجهويه وقبليه وعدميه كما هو حاصل الان على ضفتي اوسلو في رام الله وغزه وخصوصا ضفة رام الله!!......الكلام اليوم حول دولة عريقات وعباس لن يجدي نفعا وقد فات الاوان حيث بلغ الاستيطان الاسرائيلي في الضفه والقدس ذروته وعدد المستوطنين في الضفه قد تزايد من عام 1993 اضعاف الاضعاف,, ولا يوجد امكانية وجود دوله فلسطينيه ولا شحار بين!....و في ظل وجود السلطه الفلسطينيه صارت غزه غزتين.. صوماليا تُو !!والضفه والقدس صارت عشره.. افغانستان وكرزاي تُو.!!.... في ظل اوسلو والرئيس المزعوم صار حق العوده عودَتين بالعوده الى جنيف عبدربه2003..عوده عبدربه تُو... في زمن الرئيس والسلطه الفلسطينيه صارت الحواجز الاسرائيليه في الضفه والقدس تُو ثاوزنت [ الفين] ...في زمن الرئيس والسلطه شقَّ الاستيطان وحائط اسرائيل الضفه الفلسطينيه الى تُو ثاوزنت كانتون ومحميه فلسطينيه على خارطة طريق امريكا.....في زمن الرئيس الفلسطيني المزعوم صار كل شئ في فلسطين تُو [ اثنين]... الوطن صار تُو ... الشعب صار تُو... القدس صارت مع ابوديس تو قدس... والدوله صارت تُو دوله على الورق في غزه ورام الله... والاهم من هذا وذاك ان الرئيس وحاشيته غارقون في الفساد والعجز وشكليات الفخامه ودايتون في الوقت التي تُقضم فيه اطراف ومكونات القضيه الفلسطينيه,.. المطلوب اليوم ساعيده واكرره مرة اخرى كما كتبته منذ زمن وهو :: خلق وصناعة قياده فلسطينيه تُعيد الخيل الى مرابطها,, و تعيد الميثاق الوطني الفلسطيني الى اصله ونصابه كقلب جديد نابض لمنظمة التحرير الفلسطينيه التي هدم الاوسلويون والعدميون اركانها ومهامها الاساسيه كجامعه جموع الشعب الفلسطيني,,, الجوهر والاساس والدستور والميثاق الوطني الفلسطيني بامكانهما استيعاب اطياف المكونات السياسيه الفلسطينيه بما فيها حماس اذا شاءت!! بمعنى واضح : الميثاق الوطني الفلسطيني الاصيل بامكانه ان يكون الضمانه لمشروع وطني فلسطيني جديد في ظل قياده فلسطينيه جديده تتجاوز معوقات عواقب حرب فتح وحماس وفصائل وميليشيات عهد اوسلو البغيض!!!!. اذا كانت الحقيقه تقول :ان اسرائيل هي الدوله الاحلاليه والاحتلاليه التي تحتل فلسطين وتشرد شعبها,, فهذا ليست كل شئ حول حقيقه وجوهر هذه الحقيقه!!:::: حقيقة الواقع الفلسطيني هي الوجه الاخر و الذي يقول: ان السلطه الفلسطينيه تشكل عائق ليس باقل خطوره من اسرائيل امام المشروع الفلسطيني الوحدوي الذي من المفروض ان يسعى ويناضل من اجل تحصيل حقوق الشعب الفلسطيني ككل وليست حقوق فاسدي اوسلو!!.. المناضلين الفلسطينيون والنضال الفلسطيني هم ظاهره نبيله في التاريخ الفلسطيني, ولذلك يجب التفريق بين المناضلين وبين الفاسدين والعدميين, وعليه يترتب اليوم الاعلان عن ان علة الشعب الفلسطيني لاتكمن في قلة مناضليه ومناضلاته, فهم والحمد لله كُثر لابل ن العله تكمن في سلطة اوسلو ومشتقاتها من انتها زيين يساريين وغيرهم يذرفون الدموع على عدم ترشيح محمود عباس نفسه لرئاسه الفلسطينيه المزعومه..هؤلاء اليساريون الفلسطينيون المزعومون والطحالب الانتهازيه تطلب من عباس ان يعدل عن قراره بعدم الترشح في حين كانوا في زمان غابر يقيمون الدنيا ولا يقعدوها على مجرد الاعتراف بوجود اسرائيل!!. ياعيب الشوم:: يساريو الراتب والكرسي.. انهيار سياسي واخلاقي وايديولوجي.. يحتاجون على مايبدو لنقطة نظام او وقفة نظام؟!,, ... اليوم ببساطه ::الواقع الفلسطيني يقول بان بقاء السلطه والوضع الفلسطيني على حاله في ظل احتلال واحلال صهيوني زاحف وجارف,, يعني اننا بعد حين سنفقد فلسطين وَن وواحد وفلسطين تُو, وقدس تو وثري,وحق العوده واحد وحق العوده تُو في ظل وجود سلطه فلسطينيه غارِبها اسرائيل وحبلها الراتب بمعنى ان هذه السلطه تاركه الحبل الفلسطيني على غارب اسرائيل... والسؤال االمطروح : اما ان الاوان لسلطة اوسلو ان ترحل؟او تحل ذاتها ويعود اعضاءها لا اسف عليهم الى منافيهم او الى ج ..ه...ن..م. وبؤس المصير!!
*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية
www.deyaralnagab.com
|