عبقرى غزة قوته اليومى من جمع القمامة!!
بقلم : ماهرابراهيم ... 12.12.2009
"ماهرمحمد ابورمضان" -44عاما- [الصوره المرفقه للخبر] مواطن بسيط من سكان حى الشيخ رضوان بغزة ويمتلك قدرات عقلية ورياضية تضاهى الحاسبات الالكترونية.....التقته البيان وهو ذو بشرة قمحية ولحية خفيفة جدا , يبدو وكأنه شارد الذهن مع ان تركيزه عال بدرجة لا تصدق، وسرد لنا مسيرة حياته فقد مات والده وعمره 7سنوات وعمل فى مخبز يدوى لوالده وبسبب العمل لم يكمل تعليمه الإعدادي، ولازال أعزبا لم يتزوج بعد , وقد أمضى سنوات عمرة لينفق على اخوانه وهم بنين وبنات : (10) من امه و(10) اخوانه من ابيه لزوجته الثانية...ابورمضان انتبه اليوم الى خريف العمر, لكن حالته المادية المتعثرة لا تسمح له حتى بالتفكير فى الزواج فهو بالكاد يحصل على قوت يومه.. وهو يعاني حاليا من نوبات إغماء شبه يومية تداهمه نتيجة زيادة كهرباء الدماع عنده , حسب ما شخص حالته بعض اطباء غزة...يقول أبو رمضان إن مدرسيه في المرحلة الابتدائية كانوا يصعقون من قدرته على إعطاء ناتج أي عملية طرح أو جمع أو قسمة أو ضرب معقدة خلال 10-30ثانية فقط...ويؤكد عبقرى غزة باعتزاز وثقة كبيرة انه لا يخطىء فى نتائج عملياته الحسابية مهما كانت العملية الحسابية نوعها ولا حتى حجمه ويضيف أن الله سبحانه قد منحه موهبة الحساب، ويتحدى مبتسماً "هات أية عملية حسابية واخرج لك بالناتج فوراً ولا أحد يجرؤ على منافستي في الحساب". وباستطاعة أبو رمضان أن يحتسب العمر ويحدد يوم الميلاد بمجرد سماعه تاريخ ميلاد الأشخاص؛ بالسنين وبالأيام وبالساعات والدقائق وفى اى ايام الاسبوع .وقد اجرينا معه اختبار لقدراته بعلميات حسابية معقدة فاعطانا الاجابة خلال 15 ثانية فى اكبر مسأله حسابية, وطبعا دون استخدام ورقة او قلم اواى شىء يساعدة...
والعبقرى أبو رمضان، اليوم عاطل عن العمل, وقد فقد مصدر رزقه باغلاق المخبز, وهو يجول في شوارع وأزقة حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة حاملا كيسا فارغا من القماش ويبحث فى مجمعات القمامة , ليجمع الأواني والادوات البالية وقطع البلاستيكية المستعملة كقوارير المياه الغازية , وكل ما بلاستيك تالف او غير صالح للاستعمال ليبيعها الى مصانع تعيد صهرها وصناعتها من جديد وقال: "أعتاش من أشغال بسيطة تغطي حاجتي"واضاف انا استطيع ان اعمل فى كل شىء: أنقل الرمل او الاحجار او اى عمل يطلب منى مقابل ان اجد قوت يومى 10-20 شيكلا فى اليوم( من ثلث الى نصف دولار امريكى) ..ولا يقوى أبو رمضان على مزاولة المهن الصعبة، ويقول "محظور علي أن أعمل في الكثير من المهن، وذلك لتعرضي لنوبات إغماء بشكل دائم ومستمر، وهذا الأمر قد يعرضني لخطر حقيقي أثناء العمل". بالفعل هو معجزة، هكذا يصفه شقيقه أشرف الاصغر منه ، ويؤكد أنهم يعتمدون في صيام شهر رمضان من كل عام، على احتساب الأيام الذي يجريه شقيقه الأكبر ماهر. ولاحظت البيان ان ابو رمضان معروف جيدا فى حى الشيخ رضوان ويثقون فى قدراته ورياضاته الحسابية والعقلية الى حد ان الاسر في الحي تصوم وفق اليوم الذي يحدده ماهر(..)ووفقا لحسابات ماهر فأن شهر رمضان القادم سيبدأ في العاشر من أغسطس 2010 وسيكون يوم ثلاثاء، ويقول من يصم خلاف هذا اليوم سيكون صيامه خطأ.ولكن هذا العبقرى مهمش تماما ولا يلتفت اليه احد فى الحكومة ولا المؤسسات الاهلية الفلسطينية ويقول ابو رمضان أن أحدا خارج حي الشيخ رضوان لا يعلم عنى شيئاً.
www.deyaralnagab.com
|