logo
قلقيليه..فلسطين:الجدار يخنق قلقيليه: قلقيلية..المدينة الأعلى كثافة للسكان والاكثر نسبة بطالة في الضفة الغربيةالفلسطينيه!!

بقلم : الديار ... 15.10.2010

فيما تعيش معظم الاراضي الفلسطينية اوضاعا صعبة جراء تواصل الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة منذ عام 1967 الا ان هناك مدنا ومناطقا تعتبر اوضاعها اكثر صعوبة مثل محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية.وتقع محافظة قلقيلية في شمال الضفة الغربية، على الخط الغربي المحاذي للخط الأخضر الفاصل بين الاراضي المحتلة عام 1967 والمحتلة عام 1948 وتتمتع بخصوبة أراضيها ووفرة مياهها، وذلك لوقوعها على الحوض الجوفي الغربي اكبر الأحواض المائية في الضفة الغربية .وتقدر مساحة المحافظة 166 كم2 -وفق ما اكدته وزارة الاعلام الفلسطينية- منها 170.000 دونم أراضي زراعية، والباقي يقع ضمن المخطط الهيكلي للسكان .تاريخيا كانت أراضي المحافظة تمتد إلى ما بعد ما يسمى "الخط الأخضر" إلا أن السكان فقدوا قسما كبيرا من أراضيهم بعد النكبة عام 1967، حيث تشير التقديرات إلى أن مدينة قلقيلية لوحدها خسرت حوالي 28.000 دونم من أراضيها بعد النكبة وذلك من أصل 40.000 دونم كانت تمتلكها داخل الأراضي المحتلة عام 1948 .يتبع محافظة قلقيلية 32 قرية وتجمع سكاني، يسكنها حوالي 96 ألف فلسطيني يتمركز معظمهم في مدينة قلقيلية، ويقسم السكان من حيث التركيب السكاني ما بين بدو وفلاحين يعتمدون على الزراعة بصفتها المصدر الأساسي للرزق، وتشغيل الأيدي العاملة، هذا بالإضافة إلى كونها سوقا تجاريا يرتاده مئات المواطنين من داخل الخط الأخضر لشراء حاجياتهم .ومدينة قلقيلية الفلسطينية، "الأرض الخضراء" كما تُعرف بين سكان فلسطين المحتلة (وبالذات منطقة الضفة الغربية)، تقع عند نقطة التقاء السفوح الغربية لسلسلة جبال نابلس، والطرف الشرقي لساحل التجمعات السكانية والحضارية الممتدة على طول الساحل الفلسطيني، وهو الموقع الذي منح هذه المدينة أهمية خاصة، وأصبحت نقطة التقاء بين مدن فلسطين: شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، وهي نفس الأهمية التي حظيت بها قديماً يوم كانت محطة بارزة للقوافل التجارية وتحط عند ينابيعها الرحالة .
والموقع ذاته جعل من قلقيلية نقطة انطلاق الكثير من الغزوات الحربية، خاصة مع وجود محطة سكة للحديد فيها والواقعة على بعد 82 كيلومترا من المحطة المركزية في حيفا، الأمر الذي جعل منها إحدى المحطات المعدودة والمعتمدة على امتداد خط سكة الحديد الموصل بين الشام ومصر.ترتفع قلقيلية عن سطح البحر من 60 إلى 75 متراً، وتتألف من مرتفعات وتلال، وهذا ما تبقى لها بعد اتفاقية رودس عام 1949 التي أفقدتها أكثر من ثلثي أراضيها السهلية، وحولت سكانها إلى لاجئين في أرضهم. وقد تكون محطة اللجوء والتشرد التي عايشتها المدينة إبان نكبة 1948 واستكملتها خلال نكسة حزيران عام 1967، صورة مصغرة عن النكبة الاقتصادية والاحتلالية التي تغرق فيها قلقيلية منذ العام 2000.هذا واكدت وزارة الاعلام الفلسطينية ان جدار الفصل الذي اقامته اسرائيل في الضفة الغربية شكل نكبة ثانية لمحافظة قلقيلية المحاطة به.وكان من أهم نتائج إقامة جدار الفصل وفق وزارة الاعلام الفلسطينية على أهالي مدينة قلقيلية، مصادرة وعزل 20 ألف دونم من أخصب أراضيها المزروعة بشتى أنواع المزروعات، من الزيتون، والحمضيات، والفواكه، والخضراوات، سواء منها المكشوفة أو المحمية . 
ويتضح حجم النكبة عند العلم أن مدينة قلقيلية قدرت مؤخرا بأنها أكثر المدن الفلسطينية من حيث الكثافة السكانية في الضفة الغربية، حيث بلغ عدد سكانها حسب آخر إحصائية سكانية أجراها المركز الفلسطيني للإحصاء (50) ألف نسمة، يسكنون في مساحة لا تتعدى 4200 دونم. بمعنى أن حصة الفرد من المساحة لا تتعدى 9% من المتر المربع الواحد.وفي الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الكثافة السكانية بين سكان المدينة ازدادت أيضا نسبة البطالة حيث وصلت لأكثر من 60%، والرقم وُصف بالأعلى في الضفة الغربية حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.وتعزو بلدية قلقيلية هذا التدهور إلى حرمان آلاف العمال من الوصول إلى أعمالهم داخل الأراضي المحتلة عام 48، بسبب إغلاق المدينة لعدة سنوات ، وكذلك بسبب تراجع فرص العمل داخل المدينة، سواء في الورش الصناعية أو في القطاع الزراعي.ورافق هذه الإجراءات أيضا منع مئات المواطنين من ممارسة أعمالهم الزراعية بسبب فقدان مساحات واسعة من أراضيهم لأغراض استيطانية، أو عزل أراضيهم خلف جدار الفصل العنصري، ومنعهم من الوصول إليها، أو بسبب فقدان المزارعين القدرة التسويقية، سواء داخل المدينة بسبب تأزم الأوضاع الاقتصادية أو خارجها نتيجة عدم القدرة على تصدير المحاصيل الزراعية بصورة طبيعية الى أسواق المدن الأخرى.وكانت مدينة قلقيلية تشتهر بفعل العوامل البيئية الملائمة، بتوافر عدد كبير من المشاتل الزراعية المتنوعة من حيث المساحة وأنواع المحاصيل والمزروعات. وحسب إحصاءات البلدية فإنه ما بين (15 ـ 20) مشتلا دُمّرت من قبل قوات الاحتلال خلال عمليات الاجتياح الإسرائيلي ، الأمر الذي أفقد المدينة أكثر من 15 مليون شيقل كانت تدرها هذه المشاتل شهريا.وتؤكد مصادر بلدية قلقيلية، إن تقدير حجم الخسائر الاقتصادية للقطاعات المختلفة في المدينة بلغت عشرات ملايين الدولارات تكبدتها نتيجة الحصار الاقتصادي الذي كان لجدار الفصل العنصري السبب الرئيسي فيه. وحسب تقديرات البلدية فإن هذه الخسائر نجمت تحديدا عن مصادرة آلاف الدونمات الزراعية لبناء الجدار، أو إتلاف مساحات زراعية واسعة أخرى دون مصادرتها، إلى جانب تدمير نسبة كبيرة من الآبار الارتوازية وأحواض المياه في المنطقة. وكان لالتفاف جدار الفصل العنصري حول المدينة ومحاصرته لها من جهاتها الأربع أسوأ تأثير تسبب في تفاقم نسب الفقر والبطالة بين السكان.600 مصلحة تجارية أغلقت أبوابها
وإلى جانب كونها مدينة زراعية بامتياز، نشأ في مدينة قلقيلية بعد احتلال عام 1967 عدد من المصالح التجارية والحرفية، الا أن هذه المصالح لم تدم طويلا بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض لعدة سنوات على المدينة. وتبعا للإحصاءات الرسمية فإن 600 مصلحة تجارية بين محلات ومنشآت وورش صناعية أغلقت في مدينة قلقيلية منذ نهاية العام 2000.يرى أهالي قلقيلية أن الحل الوحيد لمعالجة أزمة البطالة والكثافة السكانية تكمن في توسعة حدود المدينة، وتوسعة المخطط الهيكلي لها ، وهذا لن يتم الا من خلال إزالة جدار الفصل العنصري وخلق حالة من التواصل بين المدينة والقرى القريبة منها وتمكين المواطنين من الوصول الى أراضيهم الزراعية بحرية ودون أي قيود.والعمل الجاد على تشجيع الاستثمارات العربية والدولية للاستثمار في المدينة المنكوبة!!


www.deyaralnagab.com