logo
عام على العدوان: سلامٌ عليكي يا غزة الشامخه في أزمان الخيانات العربيه!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 02.01.2010

سلام عليكي ياغزة هاشم وسلام على كل ذرة تراب في ترابكي وسلام على كل قطرة دم طاهره سالت على ثراكي وسلام على اهلكي وشهداءكي في ثرى ثراكي وسلام الله على شيبكي وشبابكي ونساءكي واطفالكي وحاراتكي واحياءكي ومساجدكي ومأذنكي العامره والمدمره من الشجاعيه ومرورا بحي الزيتون واحياءكي الشرقيه والغربيه, وتحية لكي من القطاع الى القطاع ومن غزة الى رفح , وتحية لكي من فلسطين كل فلسطين و من رفح الى جنين ومن النقب الى الجليل ,وتحية لكي من المحيط الى الخليج وتحية لكي من غرب الدنيا الى شرقها ومن شمالها الى جنوبها في ازمان الخيانات العربيه وفي ازمان ابت فيها اصنام الغدر والانحطاط الا ان تجعل الخيانات مواسم ودورات خيانه وغدر في ازمان عام مضى ودَّع فيها الغيطيون والباركون مجرمي حرب اسرائيل ليغرقون في اليوم التالي ابناء غزه في برك الدم, واليوم بعد عام من العدوان واعوام من الحصار على غزه يضرب الباركون والغيطيون جدار فولاذي حول الصمود الغزي الفولاذي.. نعم انها مواسم الخيانات العربيه ومواسم البطولات الفلسطينيه.... نعم انها البطوله الفلسطينيه نقيضة الانحطاط والحضيض العربي.... ايا غزه لا انت هو انت و لا الزمان هو الزمان لابل ان الزمان قد ضيع معناه في طيات صمودكي الاسطوري... يوم.. يومين .. شهر.. شهرين. عام..عامين وهاهن اصبحن اربعة اعوام من الحصار والظلم والعدوان,, وكأن عالمنا العربي ينتظر بثوابيت واكفان على الحدود حتى يشيع اجساد اطفال غزه الى مثواها الاخير لابل حتى يشيع جثمان صمود غزه الى مثواه الاخير.. ولكن هيهات وثم هيهات من ان تسقط رايات العز والشموخ الغزي الفلسطيني وهاهي ما زالت ترفرف عالية كمنارة في ليل العرب الطويل,,, وكأنها واحة في صحراء العرب القاحله والماحقه... غزة الوردة في وسط بيداء الصمت والخنوع.... في هذه الايام تحل الذكرى الاولى للعدوان الاسرائيلي الفاشي والهمجي على قطاع غزه, حيث استلت اسرائيل قبل عام من الان كامل اشكال وانواع اسلحتها الفتاكه وصبت نيرانها الحاقده على قطاع غزه ظنا منها ان الدمار الشامل والقتل العشوائي والجماعي سيردع شعب لطالما تغنى بمقولة " إذا الـشـعـب يـومــاً اراد الـحـيــاة..فـــلا بـــد أن يستـجـيـب الــقــدر..ولا بـــــد لــلــيــل أن يـنـجــلــي..ولا بـــــد لـلـقـيــد أن يـنـكــســر" وعليه ترتب القول ان غزه باقيه ما بقي التاريخ وصامده في سرح الصمود و تقف وستقف على قدميها نخلة شامخه عبر التاريخ كما هو حال الطفله جميله الهباش اللتي بترت صواريخ العدوان قبل عام من الان ساقيها وتقف اليوم على عكازيها كل صباح في طريقها الى المدرسة متجهة نحو تحقيق حلمها في ان تصبح صحافية لكي تتمكن من" فضح جرائم اسرائيل التي افقدتها ساقيها في عدوانها الهمجي على غزه... وجميله الهباش ابنة الخمسة عشر ربيعا الذي رأاها قبل عام الملايين من العرب وراى رباطة جأشها بالرغم ماحل بها من مأساه,باتت اليوم رمزا لصمود اطفال غزة حين اكدت وتؤكد اصرارها على تحقيق حلمها بان تصبح 'صحافية'. وتؤكد اليوم وفي كل صباح وهي في طريقها الى المدرسه ان الحياه والعزيمه اقوى من صواريخ الاحتلال, وتؤكد وضعية جميله التي فقدت ساقيها في حين قتلت شقيقتها شذى (11 عاما) وابنة عمها اسراء (عشرة اعوام) وفقد محمد ابن عمها ساقه ايضا حينما باغتهم صاروخ اسرائيلي وهم يلهون فوق سطح منزلهم في حي الشعث شرق مدينة غزة في الرابع من كانون الثاني (يناير).. تؤكد ان مقتل اكثر من 1400 فلسطيني وجرح الالاف جلهم من الاطفال والنساء والمدنيين وهدم الاف المنا زل الفلسطينيه وتلويث الارض والمياه الغزيه لن يثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في الحياه في ظل الدمار والحصار واقامة الجدران الفولاذيه في ظل حكم مبارك البارك....عام على العدوان واعوام على الحصار المفروض على قطاع غزه وغزة هاشم ما زالت الشامخه هي هي في زمن امه عربيه باركه لا تحرك ساكنا ولا تحرك حتى قافلة تحدي واحده نحو غزه التي تحاصرها اسرائيل والامبرياليه الغربيه ومشتقاتها من عرب هجرتهم الكرامه والشهامه من امثال حسني مبارك البارك الذي يقيم جدارا فولاذيا على حدود مصر العربيه مع قطاع غزه... ان يكون مبارك البارك كما كان دوما سندا لكل اشكال العدوان الاسرائيلي الامريكي على العرب فهذا اصبح امر عادي, ولكن ان يصل الانحطاط بالبارك ان يخنق غزه حاضرا ومستقبلا بجدار فولاذي فهذا يعني ارتقاءه بالخيانه الى درجة اجراميه انحطاطيه تشرعن ذبح حاضر ومستقبل غزه من الوريد الى الوريد,, والحديث عن الامن القومي المصري في هذه الحاله حديث عبثي ومخزي لان غزة بالاصل كانت قبل احتلالها عام 1967 تحت سلطة وادارة مصر, وعليه كان الاجدر بالنظام البارك ان يتحلى بذرة اخلاق تاريخيه حول مسؤولية مصر عن امن غزه الغذاءي على الاقل!,,, ولم نسمع في التاريخ من قبل ان غزه شكلت يوما من الايام خطرا على امن مصر الا في عصر الانحطاط المباركي والغيطي الذي يريد تدمير الانفاق باوامر امريكيه واسرائيليه ولو فتح النظام المصري الخائن المعابر لما كان هنالك اصلا حاجه لانفاق!... يقتلون القتيل ويسيرون في جنا زته ... مجرمون يعبثون بامن مصر القومي ويدعون الدفاع عنه من خلال جدار فولاذي سيدمر الطبيعه والابار والمياه الجوفيه وينهي الحياة على الارض وتحتها في تلك المنطقه الحدوديه وما بعدها في العمق الجغرافي المصري والفلسطيني!.... في ازمان الخيانات العربيه صار كل شئ بالمقلوب فبدلا من ان يُأمِن العرب الغذاء والدواء لقطاع غزه المحاصره من قبل اسرائيل وامريكا ومشتقاتها من دايتونيون,, يسعى النظام البارك ومعه عرب الرده الى تشديد الحصار وتكثيف الذبح بحق ابناء غزه في حين تقف فيه الشعوب العربيه والمسلمه متفرجه على التنكيل بالشعب الفلسطيني في قطاع غزه واذاقته اشد اصناف التعذيب والتنكيل و الجوع والعطش والمرض والتشرد وكأن غزة لايكفيها ما فيها من دمار وتلويث حتى يبني مبارك البارك جداره الفولاذي لتدمير ماتبقى من شبه حياة في غزه.... اسرائيل صبت قبل عام رصاصها المصبوب على غزه وتركتها مدمره واليوم وبعد عام يصب النظام المصري زيت اخر على نار حصار الحصار يصب جدار فولاذي على الشعب الفلسطيني المحاصر... في زمن نظام ازمان الخيانات العربيه الابديه لا يهبون لرفع الحصار عن غزه لابل ينسقون امنيا مع اسرائيل وامريكا لتشديد الحصار على غزه ويقيمون مع المخابرات الامريكيه جدارا فولاذيا على غزه,,,, وفي زمن ازمان الخيانات الفلسطينيه[جماعة دايتون] يزيدون جرعة التنسيق الامني مع اسرائيل بعد عدوانها الدامي على غزه لابل يأتمرون باوامر المخابرات المركزيه الامريكيه ,,ويذهب رئيس سلطة اوسلو الى حد ابعد حيث يُقسم القسم تلوى القسم بان لا انتفاضه فلسطينيه لطالما هو جالس على الكرسي...كرسي خائن!,, واخر من هؤلاء الدايتونيين يمد عنقه ويتلوى كالبعير الفالت من عقاله في الاعلام ليقول ان من حق مصر "السيادي" ان تقيم جدار فولاذي" اخوي"...نعم هذه هي ازمان الخيانات العربيه ومشتقاتها من فلسطينيين فقدوا فلسطينيتهم في دهاليس ودروب اوسلو ودايتون ... كُنا زمان نتعجب في كيفية ان تصبح الخيانه مجرد وجهة نظر! لنصل لمرحله ان الخيانه تصبح مفخره للخائن الذي ينسق في وضح النهار مع اسرائيل في كيفية استمرار العدوان والحصار على غزه لابل يعطي طائراتها معلومات عن اماكن تواجد المقاومه والمقاومين!!.. احد ساقطي النهج الساقط يدعو دون خجل قبل عدة ايام الشعب في غزه للانتفاض ضد حماس ...اخلاق ساقطه...!!
لا ادري وادري كيف يبيع النظام المصري البارك شهامة وكرامة وعروبة مصر بهذه الطريقه الفذه ويتأمر على غزه ومصر معا بهذا الشكل الصارخ من الخيانه والاستهتار وكأن غزه التي احتلتها اسرائيل واحتلت معها سيناء عام 1967 هي التي قصفت المدن المصريه وقتلت الاسرى المصريين وارتكبت مجزرة مدرسة بحر البقر؟.... الايخجل هذا النظام االبارك والساقط من قلب الحقائق وهو الذي يستقبل الصهيوني بنيامين بن الليعزر الذي قتل ال مئات من الاسرى المصريين بدم بارد!!....نعم... ان النظام المصري ليست نظاما عربيا خائنا فحسب لا بل نظاما صهيونيا بامتياز وكان وما زال شريك في العدوان الاسرائيلي على غزه وعندما ودع ابوالغيط صديقته تسيبي ليفني قبل عام من الان كان واضحا التورط المصري في العدوان الاسرائيلي الذي بدأ في اليوم التالي لعودة ليفني من قاهرة ابوالغيط.......من الواضح ان فولاذ مبارك البارك هو استمراريه لرصاص اسرائيل المصبوب لابل انه عدوان سافر على شعب غزه..
واخيرا وليس اخرا لابد لنا ان نفرق بين الشعب المصري الشقيق والبطل وبين النظام الخائن الذي ساهم في تدمير العالم العربي وتدمير واحتلال العراق وتدمير لبنان وتدمير القضيه الفلسطينيه والان يتأمر على غزه المحتله وغزه المرتبطه جغرافيا وتاريخيا بمصر وامن مصر, ولا ننسى بطبيعة الحال كم من شهداء مصريين سقطوا على ثراء فلسطين و غزه وقاتلوا دفاعا عن فلسطين و غزه الذي يحاصرها النظام المتكالب بالفولاذ... نعم نحن على يقين ان الشعب المصري في صف غزه وليس في صف النظام المكروه مصريا وعربيا ومعروف بتبعيته لامريكا واسرائيل..نحن على يقين ايضا ان شعبنا المصري يرفض مسلكية نظام وكر شرم الشيخ نحو غزه ويبغض بالاصل نظام مبارك البارك الذي دمر عظمة مصر العظيمه... تحية لمصر الشعب والعروبه والخزي والعار لنظام مبارك البارك.. تحية لغزه الشامخه والسلام كل السلام عليكي يا غزه.. ولا بد لليل ان ينجلي وسيأتي اليوم الذي سيندحر فيه الاحتلال الاسرائيلي وينكسرالحصار ومعه حثافيله من امثال مبارك البارك ,ومهما زرع مبارك من فولاذ في ارض مصر العربيه سيأتي اليوم الذي سيقتلع فيه شعبنا المصري والفلسطيني معا فولاذ مبارك وامريكا من ارض مصر العربيه... عام على العدوان واعوام على الحصار وما زالت غزة هاشم صامده وشامخه...سلام كل السلام عليكي يا غزه الشامخة...سيدة النخيل الشامخ !!

*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية

www.deyaralnagab.com