لا، إياك يا فهمي شبانة!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 19.02.2010
لاأصدق أن ضابط مخابرات فلسطيني يأمر القيادة السياسية الفلسطينية فتطيع، يطلب منها لجنة تحقيق، فتتمنع قليلاً، ثم تسارع إلى تشكل لجنة تحقيق، ويطلب منها إقالة رفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس، فتتمنع السلطة قليلاً، ثم تقيل رفيق الحسيني، كل ذلك لا يعجب فهمي شبانة، الذي يطالب السلطة بإعادة تشكيل لجنة التحقيق دون مشاركة عزام الأحمد، وإلا، فتتمنع السلطة قليلاً، ثم تستجيب لطلبه، وتحل اللجنة التي شكلها الرئيس قبل أن تمارس عملها، ويعاد تشكيلها من جديد، بناءً على أوامر فهمي شبانة!.
فما هذا الاستخفاف بتاريخ شعب ضحى بدمه؟ ما هذا التحقير للجرحى، والتسخيف للأسرى، والازدراء لمن افتقد ولداً، أو فقد قطعة لحم من جسده؟ لماذا تستسلم القيادة بهذا الشكل المهين أمام ضابط مخابرات؟ وما الذي يخفيه فهمي شبانة، ويخيف فيه قيادة الشعب الفلسطيني؟ ما السر الذي تحتويه الملفات التي لم تعرض بعد؟ لقد سئل شبانه من الجزيرة نت: هل يعني أن الوثائق التي بحوزتك تدين الرئيس عباس أو أبناءه مباشرة؟ فأجاب: لدي وثائق رسمية تتعدى الناحية المالية والأخلاقية، لقد أوفد الرئيس مبعوثين بدرجة لواء، حاولا فتح خط معي، فرفضت، وطلبت منهما إبلاغه بعنوان المؤتمر الصحفي الذي سأعقده، فأصيبا بالصدمة، وعادا للرئيس، وأنا في انتظار الجواب، بعدما أطلعتهما على خطورة القضية.
فما الذي تخفيه يا سيد فهمي شبانة، والذي لا علاقة له بالمال والأخلاق؟ فهل لديك أسرارٌ وطنية، أو وثائق لها صلة بوفاة الرئيس ياسر عرفات؟ إن كان كذلك؛ فهذه الأسرار هي ملك للشعب الفلسطيني، ولست الوريث الوحيد للحقيقة، ويجب أن تكشف ما لديك، وأي تراجع عن النشر سيرتد عليك فضيحة، وعلى أسرتك مذلة، فلا تلق بنفسك في تهلكة التنكر للحق العام، ولا تتراجع أمام الإغراءات، وأنت الذي لم ترتعب من التهديدات. بعد أن صار الفلسطينيون أكثر رغبة في اكتشاف السر، وينتظرون يوم 22 من الشهر على أنه اليوم الوطني لمحاربة الرذيلة، التي تأصلت لدى أقطاب السلطة، فارتعبت أمام ضابط صغير. ونحن الذين تأملنا من السلطة تحرير فلسطين، لقد صدقنا في غفلة من الزمن أن هذه القيادة ستحرر يافا، وحيفا، والقدس، وعسقلان، وأسدود، وبيت دراس، وبشيت! وصدقنا أن هذه القيادة السياسية ستتحدى القيادة الإسرائيلية، وتلوي عنق الغاصبين..
جاءتني رسالة بريد إلكتروني من أحد كتاب القدس، ومثقفيها، والذي أوصاني بعدم ذكر اسمه، وحذف الرسالة بعد قراءتها، وفيها يقول: إليك معلومات جديدة عن المدعو فهمي شبانة، الذي قام مع شبان من القدس بتكليف من توفيق الطيراوي أكبر نصاب في رام الله، والذي كان يشرف على عصابات لصوص حقيقية، وليس كذباً، وقاموا باستدراج الحسيني بعد أن بعثوا له الفتاة التي قيل إنها صديقة لصديقه ( ....) من القدس، وبعد أن استطاعت الفتاة أن تغريه، وتستدرجه لبيت أعدوه بإحكام للتصوير، حصل ما شاهدت، وقد قام شبانة بمساومة الحسيني على أن يقدم له الشريط، مقابل أن يقدم الحسيني ما بحوزته من ملفات فساد عن ( .........) ـ ذكر عدة أسماء لقيادات، وأعضاء من اللجنة المركزية ـ ولكن لسبب ما لم يقبل الحسيني رغم معرفته أن فضيحة في انتظاره.
ويواصل المثقف المقدسي القول: إن شبانة لم يكشف لنا عن فساد الطيراوي الذي عمل معه سنوات، وشاهد عمليات التآمر واللقاءات مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، والتي كان الإسرائيليون يقدمون أوامرهم لجماعة السلطة، ولم يكتب حرفا واحدا عن جبريل الرجوب، رغم أنه عمل معه سنوات، فلماذا اختار الحسيني ليكون كبش فداء؟
إنه الفساد متعدد الأبعاد الذي جعل مقالي يطول هذا اليوم عن معدله الطبيعي، لذا اكتفي بما سبق من رسالة القدس التي تفرض على الضابط فهمي شبانة أن يواصل خطواته حتى النهاية، لأن نصف قفزة في الهواء تبقي صاحبها معلقاً، أو تسقطه متعثراً.
www.deyaralnagab.com
|