logo
يوم الأرض .. الثلاثون من آذار .. يوم للحزن .. ويوم للشموخ!!

بقلم : عاطف الكيلاني* ... 30.03.2010

يوم الثلاثين من آذار 1976 م ... يوم الأرض ... هذا اليوم الذي خلده التاريخ كيوم حزين من أيّام الشعب الفلسطيني ، لا بد من الإشارة والتأكيد على أنه قد خلّد أيضا كيوم شموخ لهذا الشعب المناضل .. كيوم أكّد به الشعب الفلسطينيّ انه شعب ذو كرامة لا يمكن أن يتخلى عنها او عن أيّ جزء منها ... كرامة وطنية يبذل الغالي والنفيس دفاعا عنها ... ويضحي بالمال والنفس تمسّكا بها ....صحيح أن لون ذلك اليوم الحزين ، كان بلون الدم القاني لشعب فلسطين ، إلاّ أنه كان مؤشرا بالغ الدلالة للعدو الصهيوني ، بأن هذا الشعب الصابر المرابط ، المتشبث بأرضه ، هو شعب حريص على الحياة الحرة الكريمة ، اوالموت والإستشهاد دون ذلك ... إذ ماذا بعد أن يدفع الإنسان اغلى ما يملك دفاعا عن قناعة ما أو فكرة ما ؟
ان انضمام شهداء ذلك اليوم المشهود الى قافلة الشهداء من أجل الحرية في فلسطين ( كل فلسطين ) ، شكل نقطة تحوّل في شكل واسلوب النضال ضد هذا العدوّ الصهيوني المغرور والمتغطرس ، في نفس الوقت الذي كشغ للعالم كله زيف الإدعاءات الصهيونية حول الديمقراطية الزائفة والمساواة الموهومة التي حاولت ومنذ تأسيس كيانها كدولة تسويقها للعالم ... ولم يعد بإمكان دولة الكيان الصهيوني - منذ ذلك التاريخ – تمرير اكاذيبها وتضليلها على أحد ، ذلك انها كشفت عن حقيقة ما تمارسه من تفرقة ومن تمييز عنصري بغيض ضد المواطنين العرب في بلادهم وعلى ارضهم ....
ان ما حدث في ذلك اليوم قد فضح وأدان بواطن ومظاهر العنصرية، الرسمية وغير الرسمية، في إسرائيل بدءً من التشريعات القانونية مروراً بالقرارات والممارسات الرسمية السياسية وحتى التصريحات العنصرية والتحريضية العدائية تجاه الجماهير العربية داخل الخط الأخضر ...
أما الآن ، فإن الشعب القلسطيني ، أحوج ما يكون الى إحياء ذكرى يوم الأرض العظيم ، يوم عانقت فيه أرواح كوكبة الشهداء تراب فلسطين لترسم للشعب الفلسطيني طريق التحرروالخلاص ، بعيدا عن المساومات الرخيصة التي انتهجتها قيادات أوسلو ، لتصبح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والحلم الفلسطيني على ما هم عليه الآن .......
ولعل افضل ما اختتم به هذا المقال ، قصيدة قيلت بهذه المناسبة ، مهداة الى ارواح شهداء يوم الأرض ، وللأسف ، لم اعرف اسم الشاعرالذي نظمها :
خير ياسين

رجا أبو ريا

رأفت الزهيري

خديجة شواهنه

خضر خلايله

ومحسن طه

القصيده
*****
إنَّ البلابلَ تستحثُّ الآنَ أوتارَ الغناءْ

شجرٌ وشيءٌ من يديكَ على الطريقْ

وأنا رصيفُ البرتقالْ

وقفتْ أريحا في صفدْ

وتعانقتْ مدنُ البلدْ

كانت خديجة تكتبُ الوطنَ الكبيرَ على النوافذِ

واشتعالاتِ الصباحْ

تفّاحة للقدسِ حيفا

ورجا يغنّي للربيعِ نشيدَهُ

الأرضُ قافيةٌ وما بينَ الدماءْ

هذا صباح الخير والوطن الحبيبْ

لحجارةٍ في الضفّةِ انتشرتْ يداهْ

ومنَ الأصابعِ للأصابعِ كانت الأشجار تأتي

ورجا يغنّي

لحجارةٍ في الضفةِ انتشرتْ يداهْ

وعلى المدى كان الجنودُ يوزّعونَ رصاصهمْ

يتصايحونَ .. ويقتلونَ .. ويقتلونْ

كانتْ خديجةُ تشعلُ الأحجارَ ترسلها

قنابلْ ..

يا ليلُ .. إنَّ الليلَ زائلْ ..

كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ ..

والطرقاتُ تغلي ..

ورجا يقاتلْ ..

الأرضُ أرضي والبلادْ ..

سقطتْ خديجةُ في جفونِ البرتقالْ

كانَ الجنودُ يوزّعونْ

ورجا يحبّ التربةَ السمراءَ يعبدها ويأتي

كانتْ خديجةُ والظلالْ

يأتي ويأتي .. ثم .. يأتي

عرسٌ هي الأرض النشيدْ

وزنودهمْ ..

كانتْ على الطرقات تغلي

عرسٌ هي الأرض النشيدْ

ومنَ الوريدِ إلى الوريدْ

كانتْ توزّع وجهها

الكرملُ الآنَ الخليلْ

يافا تشدّ يدَ الجليلْ

ومن الطريق إلى الطريقِ تدفق الوطن الكبيرْ

اليومَ يومُ الأرضِ فاقرأْ …

لفّتْ على الجذرِ العميقِ رجالَها ..

راحت تدقّ الفجرَ فانفتحَ النشيدْ ..

قال الصغير لأمّه ِ

يا أمّ لون الشمسِ أحلى

والبرتقالُ اليوم أطيبْ

وتدفّقَ الولد الصغير على الطريقْ

كانت جذوع السنديانْ

قال الصغير لأمهِ

إنّ الجذوعَ اليومَ أصلبْ ..

كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ ..

وارتطموا ..

ضحك الصغير لأمّه ِ

ضمّتهُ فانتشرت يداهْ ..
* * * * *
تتمخَّضُ الأرضُ الغمامَ على النشيدْ

هذا أوان الشدِّ .. فامتدّي

يتأخر الشهداء في حفظ التفاصيل

الصغيرةِ

يحفظونَ الآنَ أسماءَ البلادِ جميعها

وجميعَ أسماءِ السنابلْ

كانتْ خديجةُ تدخل القمح المعبَّأَ بالغد الآتي

وترحلُ في زغاريد البلادْ

يتأخّر الشهداء في حفظ التفاصيل الصغيرة ..

يرحلون الآنَ في دمهمْ ..

وتطلعُ طرحةُ العرسِ الحكايا ..

قبلة ً بينَ النشيد وبينَ رائحة الترابِ ..

وبينَ شعبٍ لا يساومْ

برتقالات ٍ رحلنَ إلى الموانئ فاختصرنَ

الموجةَ َ الأولى ..

ذراعاً .. كانت الأشجار تضحكُ

أو تغنّي حلمها ..

واشتدَّ في الشهداء نبض الأرضِ

فانتصبتْ ..

لهم زيتونة في الدار ما جفّتْ

تصبّ الزيتَ فوق يدينِ آتيتين من منفى

وعرس الأرض طرحتهم ..

وكان نشيدهم أعلى من الطرقاتِ

من قاماتِ هذا الليلِ ..

من حقدٍ يحاصرهمْ ..
* * * * *
قال الصغير لأمّهِ ..

وقفتْ أريحا في صفدْ ..

وأنا أحبّ التربةَ السمراء يا أمي

الكرملُ الآنَ الخليلْ

يافا تشدّ يد الجليلْ

الشمس أحلى ..

والبرتقال اليوم أطيبْ

الشعبُ كان على الطريقْ

ما زال يمضي ..

يمضي ويمضي .. ثم يمضي ..

ضحكَ الصغير لأمّهِ ..

ضمتهُ فانتشرتْ يداهْ ..

* عاطف الكيلاني.. ناشر ورئيس تحرير " الأردن العربي "ا

www.deyaralnagab.com