نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية!!
بقلم : عطا مناع ... 01.02.2010
كم يحتاج العرب والفلسطينيون من وقت للوقوف على حقيقة رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي ينشط لتفعيل عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية المغلوبة على أمرها جراء الضغوط الأمريكية والعربية الداعية لاستئناف المفاوضات مع دولة الاحتلال بشروط إسرائيلية....وإلا.
نتنياهو يرفع شعار السلام والتعايش مع الفلسطينيين، ويبدي استعداده للتفاوض على كل القضايا المعلقة، ويستعطف العالم لإقناع الرئيس محمود عباس بالعدول عن شرط وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات، ويبشر بمستقبل اقتصادي يفوق الخيال للأجيال القادمة، أنة رجل السلام الذي لم يطرق باباً إلا وطرقة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
نتنياهو يعترف بالفلسطينيين وبحقهم في الحياة في تجمعاتهم السكانية، ويقول أننا باقون هنا إلى الأبد ، ولن تكون القدس عاصمة لكم فهي العاصمة الأبدية"لدولة إسرائيل"، وبالنسبة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم التي هجروا منها عام 1948 مجرد خيال، ونتنياهو ينادي ببقاء قطعان المستوطنين في الضفة الغربية إلى الأبد، وهذا لا يتناقض مع فلسفة السلام مع الفلسطينيين كما ينادي.
نتنياهو يجول ويصول في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 فقد ضمن الأراضي المحتلة عام 1948 فقد دق اوسلو المسامير في نعشها، وألان الدور على ما يسمى بالضفة الغربية التي تجري المفاوضات حولها، وينشط السيد جورج ميتشل بجولاته المكوكية التي لن تغير وتبدل لإنعاش عملية تفاوض ماتت وشبعت من الموت، وهذا يعني أننا أمام سيناريو تفاوضي جديد يحمل لنا المزيد من المخاطر.
نتنياهو يريد السلام مع الفلسطينيين، ويزرع أشجار الزيتون في مستوطنة اريئييل كبرى المستوطنات في الضفة الغربية، وفي مستوطنة كفار عتصيون ومعاليه ادوميم ويعلن بالفم المليان باقون هنا إلى الأبد، ونتنياهو مزارع مخضرم يعلن محبة للأرض والتزامة ببقائها خضراء في رسالة واضحة تؤكد بقاء المستوطنات وتحوليها لمدن كبيرة.
عن أي مفاوضات يتحدثون؟؟؟؟ ما الذي سيقدمه نتنياهو للفلسطينيين؟؟؟؟ هل هي ما يسمى ببادرة حسن نية للإفراج عن أسرى فلسطينيين محكوميتهم قاربت على الانتهاء؟؟؟ أم استمرار الولايات المتحدة الأمريكية بدفع الرواتب للسلطة الفلسطينية، هذا ما جاء به مبعوث اوباما للمنطقة جورج ميتشل، هل يكفي أن تتوقف دولة الاحتلال عن دخول المناطق المساه"أ" ليعود المفاوض الفلسطيني للمفاوضات، وهل الإفراج أموال ضرائب المقاصة التي تحتجزها إسرائيل مقنع للعورة عن شرط وقف الاستيطان للانخراط بمفاوضات جديد تخضع لشروط مختلفة واضح تماما أنها ظالمة للشعب الفلسطينية وتوريطيه للقيادة التي تجاوزت حالة المرونة التفاوضية لتتنازل عن ثوابت لطالما نادت بها.
لقد أعلن نتنياهو الحرب على الشعب الفلسطيني قبل ان يصل الى موقعة كرئيس وزراء لدولة الاحتلال، وما خطابة الشهير الرافض للوجود الفلسطيني إلا شاهد على صلف العقلية الصهيونية التي يتسم بها، وقد ذهب نتنياهو لأبعد من ذلك فهو الناطق باسم غلاة المستوطنين الذين يجاهرون بآباده الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه، وهناك تناغم واضح بين تصريحات نتنياهو وممارسا المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، فهو يزرع شجرة في مستوطنة عتصيون وغلاة المستوطنين في مستوطنة ألون موريه يعتدون على أراضي قرية ير الحطب الفلسطينية ويحرقون 400 دونم مزروعة بالحبوب، ناهيك عن الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الفلسطيني على الحواجز باعتراف جنود ومجندات إسرائيليات.
نتنياهو الابن الشرعي لغلاة المستوطنين وهو يدرك أن السير قدما ليتربع على ما يسمى عرش ملوك إسرائيل لن يتسنى إلا بمزيد من المواقف المتطرفة ودعم فتاوى الموت الصادرة عن أعتى حاخامات دولة الاحتلال، وتكمن نهاية نتنياهو السياسة في التعاطي مع الحقوق الفلسطينية المستندة للشرعية الدولية، وهنا مربط الفرس، ولكن؟؟؟؟
نتنياهو ليس شمشون الجبار ولا الرجل الذي لا يهزم، وقوة نتنياهو كشخص وحزب جاءت من ضعف الموقف الفلسطيني الذي يعيش صراع لا نهاية له، هذا الصراع الذي تنطبق علية نظرية المؤامرة، وجاءت التصريحات الصادرة عن شخصيات أمريكية وإسرائيلية حول عدم الرضا الذي ذهب لدرجة الرفض للمصالحة الفلسطينية لتؤكد استمرار حالة الانحدار الفلسطيني والانقسام الذي لم يعد خصوصية فلسطينية وإنما لعبه إسرائيلية وعالمية وعربية أحيانا.
إن أطراف الانقسام وبالتحديد حركة حماس يتحملا المسئولية عن المخاطر التي تحملها الأشهر القادمة للشعب الفلسطيني، وما التهديد المباشر حيناَ والغير مباشر أحيانا الذي توجه حماس للفصائل الفلسطينية المؤيدة لاستمرار المقاومة من القطاع إلا دليل سافر على انخراط قيادة حماس في اللعبة السياسية، وقد أكد هذا الدكتور سلام فياض عندما قال في مؤتمر صحفي على هامش منتدى دافوس الاقتصادي ان هناك توافقاً بين حماس والسلطة في هذا الجانب، وقد ساعد منهج المقاومة الشعاراتية التي تنتهجه حركة حماس على تمسك دولة الاحتلال باستراتيجيتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وذلك لإدراكها أن العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني قد أتى بثماره الميدانية التي أنتجت مواقف استسلامية لحركة المقاومة على الأرض، وأنا هنا أتحدث عن الأداء السياسي والتكتيك المقاوم الذي غاب عن المشهد العام.
إن الخلاص من المصيبة القادمة يتمثل بإحداث اختراق في الوضع الفلسطيني الداخلي، ولن يتحقق هذا الاختراق إلا بتحييد المصالح الحزبية الضيقة، تلك المصالح التي حفرت قبراً جماعياً للشعب الفلسطيني وقضيته، وطالما أن أطراف الانقسام وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية عاجزون عن أي فعل ايجابي فالكرة في ملعب الشعب الفلسطيني وقواه الحية إن وجدت، هذا الشعب الذي يمتلك مخزوناً وطنياً قد يحدث مفاجأة لأعتى المحللين السياسيين الذين يراهنون على تراجعه وانكساره، وكنت قد تطرقت في مقال سابق حمل عنوان...ماذا لو نزلنا إلى الشارع لهذه الجزئية المحيده في الأداء الفلسطيني والتفكير الدولي تجاه القضية الفلسطينية، وفيما اذا حدث تحرك في الشارع الفلسطيني سيكون الأخطر وسيوجه الصفعات لكافة الأطراف وعلى رأسهم رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
www.deyaralnagab.com
|