بقلم : ريم عبيدات  ... 20.04.2010

هم الحالمون أكثر من غيرهم بالتغيير، يرون الأشياء بعيون صقر . . ويتعاملون مع أعداد غفيرة من البشر بإبداع وحب لافت يشعر كل من يتعامل معهم بفرادته .
إنهم قادة يتسمون بما للقيادة من سحر وجاذبية، ويلتف الناس حولهم طواعية، وفقاً لقدرات ما، ولمهارات مرتفعة في التعامل مع الناس والأحداث والتحديات، وكنتيجة طبيعية لذكائهم الاجتماعي الوجداني المرتفع، وعنايتهم الحقيقية بالناس .
للقادة الحقيقيين قدرات تصفها الدراسات بالخارقة، كما تصفها التجربة الحياتية بالمذهلة في نقلها الواقع الشخصي لأصحابها كما الواقع المؤسسي الذي يعملون به، نقلات كبرى، تستعصي على النظريات والدراسات والتوقعات .
يؤمنون بالتخطيط والتنظيم، ويعيشون عبرهما تجارب لافتة في نقل آخر الخبرات والأفكار والرؤى من حيز الكلمات والكتب والدراسات إلى حيز التنفيذ الدائم والمتجدد .
في أحلامهم يرون طرائق جديدة لتغيير الوقائع على الأرض، يحلمون بالتغيير وبتحويل حياة البشر وبإضافات نوعية لطريقة سير الأعمال المختلفة، وطريقة تنفيذ الأشياء والمعاملات وغيرها .
سحرهم الآخر يأتي من سرعات لافتة في الوثوب على التجارب المختلفة وتعلم الأشياء، كما المرونة الاستثنائية في التعاطي مع الأحداث والناس والمواقف مهما بلغت درجة صعوبتها وتعقيدها، كما التفاني في تنفيذ رؤاهم المختلفة .
مستقبليون بالطبيعة، منشغلون بالمستقبل وبكل ما هو استراتيجي ودائم ومؤثر، ويرون الأمام ولسنوات عديدة .
يستطيعون تغيير الواقع من حولهم مهما بلغت صعوباته، ويرفضون تماماً فكرة الإجابة السلبية، ويطوعون الأحداث ويحيطون بالتجربة من كافة الجوانب، ويعاودون اكتشاف جوانبها واحداً تلو الآخر . لا ينزلقون للأعذار المختلفة للتقاعس وتبرير عدم الإنجاز .
قادرون على اتخاذ القرارات، بل هم فنانو الخروج على المألوف في صياغة القرارات اللافتة والشجاعة والتي تغير شكل الجغرافيا بل التاريخ .
يجذبون الناس بالحب، وقدراتهم الساحرة للتواصل وتمرير الأفكار والإبداع الحقيقي في تشكيل فرق العمل، وفي تحقيق الأحلام والرؤى لفرقهم وزملائهم والناس الذين يتعاملون معهم . . كرماء في التجربة، يعتنون بتطوير قدرات العاملين معهم وإعطائهم الفرصة الكاملة للإبداع والابتكار .
هؤلاء هم العملة الأندر في واقع كفاءاتنا العربية، بعد أن تحولت مؤسساتنا إلى مؤسسات طاردة للإبداع ومدجنة للعقل ومنتجة للخوف بأشكاله وآلياته المختلفة .