قادم الأيام!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 08.05.2010
يتفق معي الجميع أن للصراع الدائر في فلسطين تشابكات إقليمية ودولية، وأن الفلسطينيين بشقيهم؛ الرافض للمقاومة المسلحة، والرافض للمفاوضات العبثية، ليسوا أفراداً، أو أفكاراً محلية تتفاعل في جزر صغيرة منعزلة عن المحيط، الفلسطينيون هم جزء حيوي، ومؤثر في حالة الترقب العام لقادم الأيام، وما تحمله مستجدات الأحداث من مفاجآت.
تقول قادم الأيام: إن الحالة الراهنة لا تخدم المصالح الأمريكية الطامحة إلى تواصل الهيمنة بلا منغصات، ولا تسر إسرائيل، ولا ترضى شهيتها لتهويد كل فلسطين. بالتالي فإن بقاء هذا الحال على ما هو عليه يحمل نذر شر على مستقبل إسرائيل وحلفائها، ومصلحة الدولة العبرية تقوم على انعدام التوازن العربي مع إسرائيل في كافة المجالات، ولا يرضيها هذا الوجود العسكري لحزب الله في الجنوب اللبناني، وهذا الوجود العسكري للمقاومة الفلسطينية في الجنوب الفلسطيني، ولا يرضيها بروز قوى إقليمية تهدد علناً الوجود الإسرائيلي، وعليه يمكن الاستنتاج: أن المرحلة القادمة ستشهد نشاطاً إسرائيلياً استثنائياً لتغير المعادلة القائمة حالياً في الشرق الأوسط، وعدم الانتظار حتى يتحطم آخر الأصنام التي تستمد طاقتها الروحية من قوة الدولة العبرية، وعدم الانتظار حتى تغدو صورة التكتل الفلسطيني، والعربي، والإسلامي، حلماً يراود مخيلة الأجيال، ولاسيما بعد أن صار محور المواجهة جريئاً في رفض الاعتراف بإسرائيل، ويرفض الإملاء الأمريكي، بل ويعمل ليل ونهار لخلق مزيد من الحقائق العسكرية الجديدة التي فرضت نفسها سياسياً.
ضمن هذا التخيل يمكن تقدير أسباب الإلحاح الأمريكي لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وبغض النظر عن النتائج المرجوة منها، وضمن هذا التخيل يمكن تقدير شكل المصالحة الفلسطينية القادمة، التي ستنتظر مضطرة حتى جلاء المشهد السياسي الإقليمي، وما ستسفر عنه المواجهة القادمة؛ فإما أن تكون المنطقة بمجملها محمية أمريكية، ويداً عربية تنسق ورد المذلة في أصص الحلم اليهودي، وإما أن تنكفئ الهجمة الأمريكية، ويتناثر في مفاصلها أنين الحلم اليهودي. وفي كلا الحالتين لن تكون هنالك حاجة إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، ولن تكون هنالك حاجة إلى حوار فلسطيني داخلي، فالأيام القادمة لن تحسم مصير المنطقة فحسب، بل ستحسم مصير الخلاف الفلسطيني لصالح طرف دون الآخر. بحيث تنعدم المنطقة الوسطي بين المفاوضات العبثية والمقاومة المسلحة. وللعلم؛ لقد دللت تجربة الصمود في جنوب لبنان، وفي جنوب فلسطين أن الإنسان العربي لقادرٌ إن أُعطي الفرصة، وأن إسرائيل مهما عظمت وتجبرت، هي وهمٌ زائلٌ!!
www.deyaralnagab.com
|