القصة عند البدو في النقب!!
بقلم : زهير ابن عياد ... 04.04.2010
يمتلك بدو النقب تاريخ قصصي عريق , يتواترونه سلفا عن سلف , يتدوالونه بينهم كفاكهة حلوة المذاق , ينصتون لقائلها القاص بشغف وتذوق مثالي ,وتستسيغها العقول كتجارب ازلية تنير الدرب وتنشأ الفرد على معالم الرجال وتربية رجولية تحمل معاني المرؤوة والوفاء , انها قصص قد تتعدى كونها المسلي الى ان ترينا كيف تاقلم اجدادنا البدو مع الصحراء وقهروها بثباتهم وصمودهم البطولي , قصص قد نستنسخها في واقعنا الحالي كصفحات مشرفة مشرقة في تاريخنا , نستنسخ منها معاني الصمود والثبات في وجة عواتي الرياح واعاصير الظلام , فكما قهروا العطش سنعطش نحن اليوم , وكما باتوا جوعا , سننام على معد خاوية وكل هذه لا يساوي شيئا في جانب ثباتنا وصمودنا , قد يسمونا - الغير معترف بهم - وكأننا هامشا في جانب التاريخ , نظرية سوق لها القريب والبعيد , وهي كلمات لها ما بعدها ,بل نحن اهل التاريخ ومن سطره في هذه الارض رغم كوننا رعاة شاة وابل الا ان صدورنا متحضرة منذ قديم , انتجت وتنتج فلسفة لا يفهمها الا اهلها فلسفة تحاكي ازمنة موغلة بأبداعات ثقافية وادبية ... قد تشعب الحديث فتعالوا بنا نرجع لسالفتنا الاولى , نقول ان هذه القصص نستشف منها لمحات من طبائع البدو القديمة واسلوبهم وممارستهم في الحياة , ومن خلال استماعي لهذه القصص اشعر بوحي للبيئة العربية الجاهلية وذلك بذكر القبائل , ونسب الحادثة الى القبيلة اجمع وليس للفرد "فالتاريخ ملك للقبيلة وليس للشخص" كما يقولون -كان الشراري او قال الشراري -اقول ان هذه القصص يجب ان توثق بنصها الاصلي خاصة اللهجة لما تحفظه من رونق ومسحة اصيلة , وهي قصص قد تجد لها شبيهات في الوطن العربي بعرضه بل ربما تكون القصص ذاتها مع اضفاء او تغيير الموقع الجغرافي والاشخاص بما يتلائم مع الموطن الجديد وما هذا الا اثبات على امتداد العروبة والانتماء لها ,املي بأن تكون هذه السطور نواة في ديار النقب للملمة وتوثيق هذه القصص , فادلوا بدلوكم واعينوني ما استطعتم ,والان هاكم نبذ ومقتطفات اختصرتها لبعض هذه القصص :
- يقول الشاعر :
الطيق سماة الكريم اوقفنه = عن مايح بالبير يوم انهدم فيه
ارقى الهداما والحفايظ ولنه = قالوا ولنه والله اللي مواليه
وهذه قصة مشهوره يرويها شيبان النقب لاحد رحال الشرارات , كان في قاع البير يميح لربعه المي "يغرف" بالدلي ,فيوم يعبي الدلو يشيلونها الي فوقه بالخطاطيف , فهو تحت بالبير يميح وانهدم البير عليه , يقول يا قدرة الله الهظاب طوال وهن مطويات البير تصادمن فوقه هظبتين وحفظن عنه البير لا يدفنه , فقالوا مات واحدهم قال البير هذا هو قبرة , قال اخوه لأ اخوي انا ادفنه بيدي , قالوا يا رجل البير مدري ستين بوع مدري كم , قال اطلع اخوي وادفنة بيدي سواة الرجال ,انا ادري انه مات لكن انا ادفنه بيدي , فاحفروا يوم انهم وصلوا قاع البير ولاهم يسمعون له صوت يوم جو ولا الي يسمونهن الحفايظ متخاشمت فوقه ووقاه الله بهن عاد يقول :
الطيق سماة الكريم اوقفنه =عن مايح بالبير يوم انهدم فيه
ارقى الهداما والحفايظ ولنه = قالوا ولنه والله اللي مواليه
-حدثني جدي بقولة , قالوا في بدوي غاب عن بيته وقت طويل ويوم من الايام رجع ع اهله وان هزلمه الشبيب نايم ع جنب مرته , مسك حاله وطلع ينام في شقاقه ولمن اصبح تعلث حرمته وطردها وقال لها ارعيني ودي اشيع لكي مرظيين واصحي ترجعي , وفعلا حتى اتاها بنفسه مرضيا فرفضت " وفعل كل ذلك ليخطبها الناس " فطلقها وتزوجها الاول وصادف ليلة ان غاب ورجع عقاب الليل ولقي واحد عند مرته فكتلها وكتله واصبح مطرود يقول ما صادق غار جوزها الاول "فانظر الى خطة زوجها الاول اذ اخذ بمقولة عيب المرأة ع اهلها فاتقن خطة ليكشف الامر ولا يكون له اي دخل فيه فجعل زوجته تتعنت في الرجوع له بعد طردها ليخطبها الناس ويقولوا هي التي لا تريده وليس هو حتى حصل على مراده فطلقها وانكشف الامر مع الاخر "!!
www.deyaralnagab.com
|