الدوريات وعُمر وأنتِ!
بقلم : المحامي حسن صالح* ... 29.07.2010
(1)
لأنك
ولأنكِ الوطنْ، يصير السؤال، كيف لا نُحبك، وكيف لا نبني جسر محبة بين القمرِ ولحظة اللقاء القادمة،
أنت هواي ،
والوطنْ لغة الوصول ،
أنت هواي ،
ومساء القبلة الأولى، لا زال يذكر اللحظةِ..
لأنك الوطنْ .. هوايّ أنت
وأنتِ هواي
(2)
صراعُنا
كان ِصراعُنا الداخلي مجنونًا وغبياً وخارج اللحظة،
الناس " أصل الحكاية " خارج لحظتنا وخارجً الزمن الذي نوده ،
صراعنا مجنونُ وغبيُ، ويضحك ومِّنا حتى نعناعُ الأرض ..
فأنتً لا لغة لك، إلا أنت،
يا سيدي، ماذا تريد عندما يصبح فرحنا أقل، ومساءنا بلا لغة العشاق،
ماذا تريد يا سيدي، عفوا هل أنت السيد
السيد من يجمعٌ الناسٌ، من يكون الوطنْ بالمعنى أولا فيهً ولديه.. وأنت هواك وذاتك وليلك أولا .. فلست بسيدي…
صراع ليس في داخلنا ، خارجنا هو المحّتلْ وهو الليلُ والوجعُ الثقيل
فلا تقتلني بذاتك النعسانةُ بنرجسها والمهووسة الذات والهوى المريض ،
أنت لست أنا ولا نحنُ،
فاغرب عنْ هوانا ومساء بلادي ،
أنت الموت
ونحنْ الهوى والعمرُ الجميل..
(3)
يا عمر
أين أنت الآن يا عمرُ ..
كان ابن العاصْ …داهية الحرب والعرب
وأنتً يا عمرْ .. تكبر الآن ولا تعرف الحب أو الحرب
لا تعرف كيف سافر جّدك من الغِنى إلى الفقر .. كيف مشى من البيت إلى الخيمة ..
ومن الوطنْ إلى الغربة
جدك غريب يا عمر
وأنت يا ولدي غريب رغم اسمك في بلاد العرب غريب .. في بلاد العمر أنت المطارد والغرب ،
أنت الموقوف في المطار .. والموقوف في الصباح والمساء
اسمك غريب يا عمر
ولونك غريب يا ولدي
من أنت يا عمرْ ..
(4)
اقتحام أريحا
جاءت الدورية الإسرائيلية ودون سابق إنذار ، ورغم الأمن والأمان في المدينة ، وبل رغم عدم وجود حتى ولا مشكلة شخصية أو عامة ، جاءت الدورية بعرباتها الأربع تجوب وسط المدينة ، وتقتحم الجامعة ، وسوق الخضار ، وتدخل المتاجر وتسأل عن المواد والأسعار ، تستوقف شرطيا للسياحة وتسأله …. توقفٌ مواطنا وتسأله …
ويعرفون أن كاميرات وسائل الأعلام المختلفة تترصدهم ولا يأبهون أو كأنهم يريدون أن يجري كل شيء أمام أنظار شاشات التلفزة ،
كانوا هادئين ودون توتر ، كأن المهمة ليست أمنية .
وكانوا ينوعون بالعناوين التي يستوقفونها ويسألونها
والمدى الزمني امتد على ثلاث ساعات، وكأنه زمن طويل لرسائل طويلة
والسؤال لمن كان كل ذلك وماذا يريدون ؟ وأي رسالة يريدون أن تصل؟
ولمن؟
والسؤال أيضا إن التوقيت جاء بعد لقاء الرئيس أوباما و نتنياهو في واشنطن ، وبقد لقاء د.سلام فياض ووزير الدفاع أيهودا باراك؟
وبعد كلام كثير عن محادثات هنا أو هناك؟
قال بعضهم .. ربما رسالة إلى الجميع ؟
وقال صوت من أخر الصف .. هل يريدون السلام ؟
ومن بين الجلبة والأسئلة .. كان صوت أخر يقول ، هذه رسالة غير كل الرسائل وعلينا جميعا أن نقرأها بإتقان .. وان نوصلها أيضا لمن يجب أن تصل له
انه الوطنْ الذي بلا حرية لا يكون وطنْ ؟؟
والصراع سيبقى من اجل الحرية والوطنْ
أما المسؤول الهادئ ، فقال أنهم يريدون أن يتأكدوا يجربوا ، قبل أن يعطونا صلاحيات جديدة!!؟.
(5)
زمان يا …
هذا الحاجز الفجائي مرة أخرى ، يوقفٌ يدقق ، يسأل ،
هذا الحاجز يوقف زماننا ،
وجواب إن سألت عنْ سبب الحاجز ، ولا جواب عن الوقت ،
ولا جواب عن المكان… سوى التميمة الدائمة … لدواعي أمنية…
إنها دولة أمن وخاصة الجانب الرئيسي من الأمن وهو الحرب،
يقف الناس بالآلاف في الاستراحة ، أو على سخونة شمس الغور الحارقة ،
والباصات تعود أدراجها بحمولتها من الناس ..
ودائماُ الحجج جاهزة.. دواعي الأمن ..
ازدياد عدد المغادرين..!!!؟
والكل يعرف إن الصيف زمن المغادرة والعودة ، زمن حركة الناس ، ثمةٌ جديد
ولكن ثمةٌ تعقيد لا زال مستمراُ ..
(6)
حاجات الأمن
يا هذا الأمن إما تستريح
حتى يستريح الوقت والحاجز والناس
(7)
رأيتكِ
رأيتك .. صار وجهيْ فرحاُ وابتسام
رأيتك .. قلت يا الله
منْ أغرى الأفق بطير الحمام
(8)
غَريب أَمرهم
غريب أمرهم ، لا يريدون السلامْ
وهم يقولون عنا لا يٌريدون الحّرية
كم مضحكة هذه المعادلة ، من ذا الذي لا يريد الحرية ؟! نحنٌ يا نحنٌ
الصراع لا ينته ، والوردة لا تبزغٌ في ليل أريحا ،
غريب أَمرٌهم والحواجز والحداد والقدس الشرقية تئنٌ من حزن مستديم
القدسْ .. آه و آه ، ليلها الغجريّ لا يموت .. والحزن مدى
القدسْ.. انصر القدسْ بالناس ، انصر القدسْ بالآتين .
انصر القدسْ تخرج من ثقل الدمعة .. والأسى الثقيل
غريب أمرهم .. والسلامْ يا قصة السلامْ .. نتدعثر بالمستوطنة وخوذة الجندي وشهقة دَمِنا
والقدس دائما في البالْ ..
(9)
عربيّ
تهربٌ المدينة ، تبعدْ .. اصرخ الأَن أَينَ بغداد ، أين بيروت
ملءٌ فميّ شارع الرصافةِ وغزةٌ في الشارعِ الأخير
عربيّ دم الغزال
والمكان
والقرى البعيدة
عربيّ دمه
دمك
دمهم..
*رئيس بلدية أريØا
www.deyaralnagab.com
|