حذر عربي وتخبط فلسطيني!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 31.07.2010
تهرب وزراء الخارجية العرب، ولم يجمعوا في اللجنة الوزارية على كلمة سواء، ولم يقولوا بصراحة للسيد عباس، اذهب، واستأنف المفاوضات المباشرة، ونحن من خلفك سائرون، وإنما تركوا له حرية الخيار، وتحمل مسئولية القرار، الذي سيتخذه على ضوء ما يحسب هو شخصياً، وأركان قيادته؛ أنه ضمانات كافية لتحقيق نجاح المفاوضات.
لقد أدرك وزراء الخارجية العرب أن السيد عباس لا يريد تحمل المسئولية عن فشل المفاوضات غير المباشرة، أو المباشرة، وإنما يفتش عن شركاء يتحملون معه المسئولية، أو يحملهم المسئولية، وليس هنالك أعرض من ساحة وزراء الخارجية العرب يلقي على أكتافهم الفشل، ولكن بعض وزراء الخارجية العرب أعلن بوضوح أن استئناف المفاوضات في البداية والنهاية هو قرار فلسطيني، وقد سبق للفلسطينيين أن اتخذوا القرار بالتوقيع على اتفاقية "أوسلو" دون الغطاء العربي، فلماذا الارتجاف في هذه المرحلة، والبحث عن غطاء!؟
كان بإمكان وزراء الخارجية العرب أن يقولوا: لا للمفاوضات المباشرة، وغير المباشرة مع الإسرائيليين؛ طالما تواصل التوسع الاستيطاني، وطالما جرت المفاوضات دون مرجعية قانونية دولية، وطالما لا تعلن إسرائيل صراحة عن موافقتها على الانسحاب إلى حدود سنة 1967، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في دولة ذات سيادة. وقد سبق للعرب أن أعلنوا عن مثل هذا الموقف بصراحة وجلاء، بعد أن تأكد لهم أن الفلسطيني صاحب الشأن غير مستعد للتفريط بحقوقه، ولكن عندما جنحت القيادة الفلسطينية إلى التسوية، وتخلت عن كل الخيارات الأخرى، فمن المنطق ألا يبدو وزراء الخارجية العرب مغردين خارج السرب، ويكونوا فلسطينيين أكثر من السيد عباس الذي يرى نفسه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، والناطق باسمه، والمعبر عن مصالحة!
لقد تنبه وزراء الخارجية العرب للمصيدة التي نصبها لهم السيد عباس، ورفضوا تحمل المسئولية المباشرة عن استئناف مفاوضات محكومة بالفشل قبل أن تبدأ، وأعادوا الأمانة كاملة إلى حضن السيد عباس، وأعضاء لجنته المركزية، وأعضاء لجنته التنفيذية، ليقولوا كلمتهم، ويتحملوا أمام الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية مسئوليتهم، ويعلنوا هم بصراحة، هل المفاوضات المباشرة تخدم القضية الفلسطينية أم لا، هل ما يجري على الأرض يخدم الفلسطينيين أم هو ضد مصالح الفلسطينيين، الذين مزقت وحدتهم مفاوضات عبثية جرت لعشرين عاماً، نجح خلالها المستوطن اليهودي في بسط سيطرته على أراضي الضفة الغربية بهدوء وسلام، وترك الفلسطينيين يفتشون عن باقي وطنٍ في الزحام.
www.deyaralnagab.com
|