logo
حقول الغاز الفلسطينية واللبنانية!!

بقلم : د.عبد الستار قاسم ... 26.06.2010

منذ فنرة طويلة، تم الإعلان عن اكتشاف حقول غاز قبالة ساحل قطاع غزة وفي المياه الإقليمية الفلسطينية، لكنه تم التكتم على الأمر وإزاحته من وسائل الإعلام بسبب حساسيته الاقتصادية والسياسية، ولم يعد هناك من يتحدث عنه. لكن الموضوع بدأ يتفاعل مؤخرا بعدما أعلنت إسرائيل عن اكتشاف حقول غاز ضخمة قبالة ساحل عكا وحيفا، بخاصة أن آذان لبنان وعيونها قد تفتحت بكل قوة.
حسبما توفرت لدي من معلومات، كميات الغاز المكتشفة قبالة ساحل غزة ضخمة جدا، وفيما إذا تم استغلالها فإن فلسطين ستخرج من دائرة العوز وقلة الموارد الاقتصادية إلى عهد من البحبوحة المادية التي تؤدي إلى استثمار واسع في مختلف مجالات الحياة. وقد طمطمت إسرائيل على الأمر حتى لا تصطدم بالقوانين الدولية، وتؤلب شعوب الأرض وبعض حكوماتها ضدها على اعتبار أنه لا يجوز وفق القانون الدولي استغلال موارد أراضي واقعة تحت الاحتلال أو الحصار لصالح القوة التي تمارس الاحتلال أو الحصار؛ وإذا كان لإسرائيل أن تستغل هذه الحقول في تحد للقانون الدولي فإنها لا تستطيع أن تفلت من تقديم جزء من الأموال المتدفقة لغزة أو للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
ولهذا استمرت إسرائيل في عملية التنقيب على طول الساحل الفلسطيني عساها تجد حقولا أخرى ضمن ما يسمى بمياهها الإقليمية، وهذا ما تم الإعلان عنه مؤخرا. كعادتهم البطولية، لم يصبر اللبنانيون وطالبوا حكومتهم بالإسراع في عملية التنقيب عن الغاز قبالة السواحل الجنوبية للبنان، والعمل على استغلالها. وعلى الفور، هددت إسرائيل بأن أي اقتراب من مياهها الإقليمية عبارة عن عدوان عليها يستلزم ردا قويا، محذرة بذلك لبنان.
وقد ظهر تبرير إسرائيلي يقول بما معناه بأن المياه الإقليمية لدولة الصهابنة تمتد شمال الناقورة لتكون على خط يمتد من مستوطنة المطلة غربا بموازاة الحدود الفلسطينية اللبنانية الافتراضية. أي أن المياه الإقليمية للصهاينة، وفق ادعائهم، تمتد إلى شمال صور، أو إلى مصب الليطاني لدى القاسمية. وهذا ادعاء يعني بأن إسرائيل لا تعترف بالأراضي اللبنانية جنوب الليطاني بأنها لبنانية، ولا تعترف بحقوق لبنان في مياه الأنهار، ولا في مياه البحر الأبيض المتوسط. بالتأكيد، سيتصدى اللبنانيون لكل السياسات العدوانية الصهيونية.
بالنسبة لفلسطين، مطلوب من كل الفلسطينيين إثارة موضوع حقول الغاز قبالة سواحل غزة، ومطلوب بقوة من السيد اسماعيل هنية أن يجعل من الأمر قضية دولية. يجب إثارة هذا الموضوع في كافة المناسبات وفي مختلف المحافل، ومطلوب القيام بحملة توعية جماهيرية من أجل أن يكون الشعب على بينة من الأمر. على الفلسطينيين ان يستدرجوا عروض تنقيب عن الغاز، وأن يوقعوا اتفاقيات بهذا الخصوص وأن يضغطوا بشدة من أجل حقوقهم التعدينية. الحقول المتوفرة كفيلة بتوفير دخل للشعب الفلسطيني في كل مكان يكفيهم شر سؤال الآخرين، وتحررهم من التسول والتوسل والاعتماد على الآخرين ماديا، وهذا ما من شأنه أن يحرر إرادتهم السياسية، ويجعلهم أكثر قربا من تحرير وطنهم وانتزاع حقوقهم.


www.deyaralnagab.com