logo
يا شِعْرُ عُدْ بـي لِلزَّمانِ الْأَوَّلِ !!

بقلم : محمود مرعي ... 01.09.2010

يا شِعْرُ عُدْ بـي لِلزَّمانِ الْأَوَّلِ = حَيْثُ الطَّبيعَةُ طُهْرُها لَـمْ يُقْتَلِ

حَيْثُ السَّعادَةُ وَالْبَساطَةُ وَالْـهَنا = حَيْثُ الْـجَمـالُ وَغادِياتُ الْـجَدْوَلِ

حَيْثُ الْبُكورُ بِكُلِّ حُسْنٍ تَبْتَدي = حَيْثُ الْعَشايا بِالصَّفا لَـمْ تَبْخَلِ

وَالذِّكْرُ يَهْمي فـي الْوِهادِ وَفـي الْقُرى= عَذْبًا نَدِيًّا فـي خُشوعِ مُرَتِّلِ

وَالْعَيْشُ صَفْوٌ رَغْمَ فَقْرٍ شامِلٍ = حَتَّى الرَّغيفُ تَقاسَموهُ لِـمَأْكَلِ

كانَ التَّكافُلُ رَغْمَ قِلَّةِ حيلَةٍ = يَمْشي بِلا دَفْعٍ وَغَيْرَ مُعَطَّلِ

وَالْيَوْمَ عَمَّ الْـمـالُ أَرْكانَ الدُّنى = وَالْفَقْرُ أَوْدى بِالْكِفافِ، فَحَوْقِلِ

لَوْ قيسَ ماضينا الْـجَميلُ بِعَصْرِنا = رَجَحَ الْقَديمُ عَلى الْـجَديدِ، وَحَـمْدِلِ

وَعَنِ الْـجَمـالِ إِذا سَأَلْتَ فَلَنْ تَفي = لِبَيانِهِ الصَّفَحاتُ مَهْمـا تُـحْمَلِ

مِنْهُ الْـهُدوءُ وَراحَةُ الْبالِ الَّتي = رَحَلَتْ وَما عادَتْ تُرى فـي مَنْزِلِ

مِنْهُ الزَّواجُ لَدى الْبُلوغِ تَـحَصُّنًا = وَحِـمـايَةً لِلْعِرْضِ مِنْ مُتَسَلِّلِ

وَتَعَدُّدُ الزَّوْجاتِ شِرْعَةُ خالِقٍ = ما كانَ عاداتٍ وَنَهْجَ تَبَدُّلِ

وَالْيَوْمَ أَصْبَحْنا رَديفًا لِلنِّسا = فـي شَرْحِ آياتِ التَّعَدُّدِ وَالْوَلـي

لا يَرْتَضينَ ضَرائِرًا وَشَراكَةً = إِلَّا عَلى كُرْهٍ بِضِغْنٍ مُـمْتَلـي

وَنُفَسِّرُ الْآياتِ وِفْقَ رَغائِبٍ = لِلرَّافِضاتِ الْـهائِمـاتِ بِمِكْحَلِ

وَنُذِلُّ أَنْفُسَنا، نُذِلُّ حُروفَنا = بِقَصائِدٍ، كَزُؤانَ عِنْدَ مُغَرْبِلِ

فَكَأَنَّمـا صارَ الْقَصيدُ مُوَظَّفًا = يُنْهى وَيُؤْمَرُ بِالْعَميلِ الْأَنْذَلِ

يا شِعْرُ عَهْدي بِانْفِجارِكَ لَـمْ يَـخِبْ = ما كُنْتَ صَوْتَ مُـخَنَّثٍ مُسْتَرْجِلِ

بَلْ كُنْتَ صَوْتًا لا يَزالُ مُدَوِّيًا = يَـجْلو الْـحَقائِقَ رَغْمَ كُلِّ مُدَجِّلِ

يا شِعْرُ لَسْتَ مُـخَيَّرًا فـي أُمَّةٍ = عَدَلَتْ عَنِ النَّهْجِ الْقَويمِ، فَعَدِّلِ

وَاشْهِرْ جَـمـالَ الْـحَقِّ وَاطْلِعْ شَمْسَهُ = وَالنَّقْدُ لِلسَّلْبِيِّ فَرْضٌ فَافْعَلِ

وَاسْتَنْكِرِ الظُّلْمَ الْبَغيضَ جَـميعَهُ = ما كانَ، مِنْ فَرْدٍ وَفِكْرٍ مُـمْحِلِ

وَاهْجُ الْقَبيحَ وَعَرِّهِ مِنْ ثَوْبِهِ = وَارْفَعْ مَقامَ الْأَجْـمَلِ الْـمُتَأَصِّلِ

جَلَّ الَّذي جَعَلَ التَّعَدُّدَ شِرْعَةً = وَبَيانُ ذٰلِكَ فـي الْكِتابِ الْـمُنْزَلِ

حُكْمُ التَّعَدُّدِ قَدْ يَغيبُ عَنِ الْـحِجى = فَيَرى الصَّريحَ بِحاجَةٍ لِتَأَوُّلِ

وَالْبَعْضُ يَغْلو فـي تَأَوُّلِ آيَةٍ = فَيَرى حَرامًا طَيَّ كُلِّ مُـحَلَّلِ

وَالْبَعْضُ يَطْعَنُ فـي الشَّريعَةِ عامِدًا = قَصْدَ انْتِقاصٍ لِلصَّحيحِ الْأَفْضَلِ

فَيَطيرُ كُلُّ مُفَرْنَجٍ فَرِحًا بِهِ = وَيَصيحُ: هٰذا الْفِكْرُ أَجْـمَلُ، فَاعْدِلِ

وَكَذا مُفَرْنَجَةُ الْـحِجى مِنْ جَهْلِها = هامَتْ هُيامَ الْعاشِقِ الْـمُسْتَتْبَلِ

وَيُعينُ فـي كُلِّ الْـمَطاعِنِ أَبْتَرٌ = ظَنَّ التَّحَضُّرَ فـي اتِّباعِ الْأَرْذَلِ

ظَنُّوا التَّحَضُّرَ فـي التَّفَرْنُجِ وَانْثَنَوْا = يَتَسابَقونَ لِـهَدْمِ نَهْجٍ أَمْثَلِ

وَإِذا أَتى ذِكْرُ النِّساءِ تَصايَـحوا: = إِنَّ التَّعَدُّدَ لِلزَّمانِ الْأَوَّلِ

وَبِعَصْرِنا كُلُّ النِّساءِ تَـحَرَّرَتْ = وَعَنِ التَّعَدُّدِ جُـمْلَةً، لَـمْ تَسْأَلِ

فَتَعَدُّدُ الزَّوْجاتِ ظُلْمٌ واضِحٌ = مَنْ يَرْضَ ظُلْمًـا يا مُعَقَّدُ، يُعْزَلِ

فـي الْغَرْبِ تَـخْتارُ الْفَتاةُ حَليلَها = وَعَشيقَها، لَوْ كانَ خُنْثى الْـهَيْكَلِ

أَوْ زَوْجَ أُخْرى، أَوْ خَطيبَ عَفيفَةٍ = فَالْعِشْقُ يَأْتـي فـي الْـمَقامِ الْأَوَّلِ

حاءُ الْـحَليلَةِ ضَعْ عَلَيْها نُقْطَةً = هٰذا شِعارُ الْعَصْرِ وَالْـمُسْتَقْبَلِ

وَلَدَيْكَ آيَةُ ( فَانْكِحوا ما طابَ) لـي = وَلَهُ، وَلٰكِنْ لِلنِّسا لَـمْ تَشْمَلِ

أَيْنَ الْـمُساواةُ الَّتي قُلْتُمْ بِها = وَالْعَدْلُ لِلْجِنْسَيْنِ فـي ذا الْـمُشْكِلِ

أَتَرى النِّساءَ خُلِقْنَ مَفْعولًا بِهِ = لا فاعِلًا مُتَصَرِّفًا فـي أَفْعَلِ؟

جَهِلوا شَريعَةَ رَبِّنا وَاسْتَرْشَدوا = فـي فَهْمِها، بِمُضَلَّلٍ وَمُضَلِّلِ

فَحَلالُـهُمْ تَـحْليلُ كُلِّ مُـحَرَّمٍ = وَحَرامُهُمْ تَـحْريمُ كُلِّ مُـحَلَّلِ

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الْـخَليقَةَ عالِـمٌ = أَنَّ الْـخَليقَةَ فَهْمُها لَـمْ يَكْمَلِ

وَالنَّقْصُ فـي الْـمَخْلوقِ طَبْعٌ لازِمٌ = إِذْ ظَنَّ عَبْدَ الدَّارِ رَبَّ الْـمَنْزِلِ

فَاللهُ حَلَّلَ لِلْعِبادِ تَعَدُّدًا = بِشَريعَةٍ بِالنَّقْصِ لَـمْ تَتَوَسَّلِ

وَهُمُ أَباحوا لِلتَّعَدُّدِ إِنَّمـا = بِحَليلَةٍ وَخَليلَةٍ فـي الْـمُجْمَلِ

وَتَرى الْـخَليلَةَ عِنْدَهُمْ أَمَةً فَلا = حَقٌّ لَـها، شِبْهَ الْـمَتاعِ الْـمُهْمَلِ

حَتَّى إِذا ما احْتاجَها لِسَريرِهِ = نادى فَلَبَّتْ لِلنِّداءِ الْـمُخْمَلي

وَلَدى امْتِناعٍ تُسْتَباحُ لِسَيِّدٍ = وَالْاِغْتِصابُ يُـحيلُها لِلْمَحْمَلِ

أَوْ تَشْتَكي بِسَريرِ مَشْفى بَعْدَما = حالَتْ نَضارَةُ جِسْمِها مِنْ تَنْبَلِ

أَوْ تَغْتَدي خَبَرَ الصَّحافَةِ عاجِلًا = وَوَسائِلِ الْاِعْلامِ دونَ تَـمَهُّلِ

وَيُـخَفِّفونَ بِمـا اسْتَطاعوا وَقْعَهُ = وَيَمُرُّ مُقْتَضَبًا بِغَيْرِ تَرَسُّلِ

أَمَّا إِذا كانَ الْـمُقارِفُ مُسْلِمًـا = هاجَتْ مَـجامِعُهُمْ كَسَيْلٍ مِنْ عَلِ

يَتَجَهَّمونَ وَيَغْضَبونَ كَأَنَّمـا = بُرْكانُ أَوْدى بِالْقُرى وَالْعُزَّلِ

أَوْ زُلْزِلَتْ بُلْدانُهُمْ وَتَـحَوَّلَتْ = أَثَرًا، وَجالَ الْـمَوْتُ فـي الْـمُتَزَلْزِلِ

وَمَقولَةُ الْاِرْهابِ جاهِزَةٌ وَكَمْ = لُصِقَتْ بِشَرْقِيِّ الْـمَلامِحِ، فَابْتُلي

يَسْتَنْكِرونَ وَيُنْكِرونَ جَريمَةً = وَلَدَيْهِمُ أَضْعافُها لَـمْ تُنْقَلِ

وَتَرى النَّواشِزَ بَيْنَنا فـي صَدْمَةٍ = يَبْكينَ، يَسْتَصْرِخْنَ كُلَّ مُغَفَّلِ

يَرْمينَ شِرْعَةَ رَبِّنا بِنَقائِصٍ = وَيَرُمْنَ رَيًّا مِنْ عُصارَةِ حَنْظَلِ

مُسْتَرْجِلاتٍ لِلْمَثالِبِ جُنِّدَتْ = بَثًّا وَتَشْويهًا بِغَيْرِ تَعَقُّلِ

شَتَّانَ بَيْنَ شَريعَةٍ وَمُشَرْعِنٍ = هٰذي الْـحَلالُ وَذاكَ مِنْ مُتَمَحِّلِ

فَشَريعَةٌ حَوَتِ الْكَمـالَ بِدايَةً = تِلْكَ الْوِعاءُ وَغَيْرُها كَالْـمُنْخُلِ

وَالْـمـاءُ يَثْبُتُ فـي الْوِعاءِ عَلى الْـمَدى = وَتَرى الْـمَناخِلَ حِفْظَهُ لَـمْ تَقْبَلِ

ما النَّقْصُ فـي شَرْعِ الْإِلٰهِ وَحُكْمِهِ = اَلنَّقْصُ فـي عَقْلِ الْـخَليقَةِ فَاعْقِلِ

وَاقْنَعْ بِمـا حَكَمَ الْإِلٰهُ وَخُذْ بِهِ = فَالْفَوْزُ فـي إِتْيانِهِ، لا تَكْسَلِ

وَانْظُرْ لِنَفْسِكَ فـي الْـحَلالِ مُنَعَّمًـا = إِنْ كانَ مَثْنى أَوْ ثَلاثَ، تَـخَيَّلِ

أَوْ كانَ أَرْبَعَ، لَيْسَ ذٰلِكَ مَأْثَمًـا = أَوْ مَغْرَمًا، يا صاحِ، لا تَسْتَعْجِلِ

بِالنَّقْدِ لِلتَّشْريعِ وَانْظُرْ لِلَّذي = شَرَعَ التَّعَدُّدَ قَبْلَ عَصْرٍ أَجْهَلِ

فَهُوَ الْعَليمُ بِضَعْفِ حالِكَ قَبْلَمـا = يُنْشيكَ فـي رَحِمٍ، وَقَبْلَ تَشَكُّلِ

وَبِأَنَّ روحَكَ سَوْفَ تَهْفو كُلَّمـا = لاحَتْ لِعَيْنِكَ غادَةٌ فـي مَنْزِلِ

قَدْ قالَ رَبُّكَ (فَانْكِحوا ما طابَ) لا = قَصْدَ التَّصاهُرِ وَابْتِغاءَ تَنَسُّلِ

وَالْعَدْلَ عَنْكَ نَفاهُ فـي أَمْرِ النِّسا = مَهْمـا حَرَصْتَ عَلَيْهِ، مِلْتَ لِأَجْـمَلِ

وَعَدَلْتَ لِلْأُخْرى وَتِلْكَ خَليقَةٌ = كُلُّ الرِّجالِ بِها سَواءٌ، فَاقْبَلِ

وَكَذا النِّساءُ تَـميلُ نَحْوَكَ خِلْقَةً = وَانْظُرْ إِلـى (امْرَأَةِ الْعَزيزِ)، تَأَمَّلِ

شُغِفَتْ بِيوسُفَ، صَرَّحَتْ عَنْ عِشْقِها= لَـمْ تَسْتَطِعْ كَتْمًـا لِـحُبٍّ مُثْمِلِ

وَانْظُرْ إِلـى موسى عَلى ما مَدْيَنٍ= إِذْ أَقْبَلَتْ (إِحْداهُما) لِلْمَنْهَلِ

وَتَقولُ (إِنَّ أَبـي) وَ (يا أَبَتي) وَفـي = لُغَةِ الْفَتاةِ إِبانَةٌ عَنْ مَأْمَلِ

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الرِّجالَ مَعَ النِّسا = أَدْرى وَأَعْلَمُ بِالسَّبيلِ الْأَعْدَلِ

وَهُوَ الْعَليمُ صَلاحَهُ وَصَلاحَها = وَحِـمـايَةً لَـهُمـا بِأَمْنَعِ مَوْئِلِ

وَالظُّلْمُ أَفْظَعُ ما رَأَيْتُ تَعامُلًا = يا مَنْ تُـمـارسُ ظُلْمَها لا تَفْعَلِ

ما جازَ تَظْلِمُها بِشِرْعَةِ رَبِّنا = وَبِشَرْعِهِ زُوِّجْتَها، فَتَمَهَّلِ

إِنْ كانَ ساءَكَ بَعْضُ خُلْقٍ فـي النِّسا = أَفَأَنْتَ عَنْ هٰذي الصِّفاتِ بِمَعْزِلِ؟

عامِلْ بِلُطْفٍ وَاجْتَنِبْ كُلَّ الَّذي = إِنْ حَلَّ أَفْضى لِلشَّقاءِ الْـمُرْمِلِ

إِنَّ الَّذي أَغْناكَ أَغْناها فَلا = تَـحْسَبْ بِأَنَّ الْـمـالَ حَظُّ الْأَفْضَلِ

اَلْـمـالُ يَفْنى وَالشَّبابُ مَسيرَةٌ = فَإِذا بَلَغْتَ تَـمـامَها تَتَحَوَّلِ

وَكَذا الَّذي قَوَّاكَ قَوَّاها وَكَمْ = ضَعْفٍ رَمى الْفُرْسانَ فَوْقَ الْـجَنْدَلِ

فَكُنِ الْـحَريصَ عَلى رِضاها تَلْقَها = أَحْنى عَلَيْكَ، وَإِنْ تَزِدْ تَتَدَلَّلِ

إِنْ تُرْضِها فَرِضاكَ أَكْبَرُ هَمِّها = أَوْ تُؤْذِها فَلْتَنْتَظِرْ لِلْمُقْبِلِ

وَعَجِبْتُ مِـمَّنْ لِلتَّعَدُّدِ فَسَّروا = بِغَرائِبِ التَّفْسيرِ رَغْمَ تَأَصُّلِ

يا صاحِ، خالَفْناكَ فـي شِعْرٍ بَدا = وَأراكَ جانَبْتَ الصَّوابَ بِمُجْمَلِ

ما قالَ رَبِّـي بِالتَّعَدُّدِ وِفْقَ ما = أَوْرَدْتَ مِنْ حُكْمٍ خِلافَ الْـمُنْزَلِ

أَنْطَقْتَ شَرْعَ اللهِ غَيْرَ بَيانِهِ = حَـمَّلْتَ آيَ الذِّكْرِ ما لَـمْ تَـحْمِلِ

كَلَّا، فَمـا حَصَرَ الْإِلٰهُ تَعَدُّدًا = فـي (الْباكِياتِ فُجِعْنَ بَعْدَ تَرَمُّلِ)

أَوْ فـي (الْعَوانِسِ وَالْـمُطَلَّقَةِ الَّتي = تُرِكَتْ) وَلا خَصَّ الْيَتامى، فَافْصِلِ

وَانْظُرْ لِأَسْبابِ النُّزولِ فَقَدْ حَوَتْ = فَصْلَ الْـخِطابِ وَفَسَّرَتْ لِلْمُشْكِلِ

وَاقْرَأْ (فَإِنْ خِفْتُمْ) وَ (أَلَّا تُقْسِطوا) = تَـجِدِ التَّعَدُّدَ سابِقًا لِـمُكَمِّلِ

لٰكِنَّمـا الْـمَعْنى يُـخالِفُ فَهْمَكُمْ = أَصْلَ التَّعَدُّدِ، صاحِ، لا تَتَأَوَّلِ

قَدْ كانَ يَـجْمَعُ واحِدٌ عَشْرًا وَزِدْ = وَيَـخافُ مَنْعَ الْـمَهْرِ بَعْضًا، وَاسْأَلِ

فَتَنَزَّلَ الْـحَلُّ الصَّحيحُ مِنَ السَّمـا = فَانْزِلْ عَلى حُكْمِ السَّمـا، لا تَعْدِلِ

إِنَّ التَّعَدُّدَ فـي شَريعَةِ رَبِّنا = حِلٌّ مُباحٌ مِنْ لَدُنْ رَبٍّ عَلي

وَالشَّرْطُ فيهِ الْعَدْلُ حَصْرًا يا أَخي = فَمَنِ اسْتَطاعَ تَعَدُّدًا فَلْيَفْعَلِ

وَلَـها اشْتِراطُ زَواجِهِ مِنْ غَيْرِها = أَوْ مَنْعِهِ، فـي الْعَقْدِ، دونَ تَفَضُّلِ

فَاصْدَعْ بِأَمْرِ اللهِ دونَ تَهَيُّبٍ = مِنْ غَضْبَةِ النِّسْوانِ وَالْعِلْجِ الْـخَلي

لَوْ خُيِّرَتْ جُلُّ النِّسا ما اخْتَرْنَ ما = شَرَعَ الْإِلٰهُ لِأُمَّةِ الْـمُزَّمِّلِ

بَلْ كُنَّ شَرَّ مَعاوِلٍ بِيَدِ الَّذي = يَبْغي زَوالَ شَريعَةِ الْـمُتَبَتِّلِ

وَالْعِلْجُ يَرْقُبُ أَنْ تَـموتَ شَريعَةٌ = وَيُرى كِتابُ اللهِ تَـحْتَ الْأَرْجُلِ

وَلَقَدْ رَأَيْنا لِلْعُلوجِ وَفِعْلَهُمْ = وَسَلِ الْعِراقَ فَكَمْ شَكا مِنْ أَرْذَلِ

أَوَ ما سَمِعْتُمْ بِالنِّساءِ وَهَتْكِها = بِأَبـي غُرَيْبٍ، بَصْرَةٍ، وَالْـمَوْصِلِ

وَاعْطِفْ إِلى الْأَفْغانِ وَاسْأَلْ حالَـهُمْ = وَلِكُلِّ رُكْنٍ بِالْفِرِنْجَةِ يَصْطَلي

هَلْ غَيْرَ دينِ اللهِ أَوْ أَتْباعِهِ = يَصْلَوْنَ نارَ الْغاصِبِ الْـمُتَجَوْقِلِ؟

هَلْ غَيْرَ شَرْعِ اللهِ أَمْسى خَصْمَهُمْ = وَزوالُهُ هَدَفًا لِأَخْبَثِ مَـحْفَلِ؟

وَاقْصِدْ لِباريسِ الدَّواجِنِ فاحِصًا = وَاسْمَعْ لِسارْكوزِ الدَّعِيِّ الْأَهْبَلِ

يُفْتي بِأَمْرِ صِيامِنا وَصَلاتِنا = فَاعْجَبْ لِشَرِّ مَغَفَّلٍ مُسْتَغْفِلِ

وَاسْأَلْ لِبوشِ الْـمَخازي إِذْ عَوى = وَغَوى، وَثارَ وَحارَ حيرَةَ دَغْفَلِ

عَجَبًا لَـهُمْ زَعَموا التَّحَرُّرَ دَأْبَهُمْ = وَتَسابَقوا لِتَحَرُّري بِالْـجَحْفَلِ

وَلِـجَهْلِهِمْ وَغَبائِهِمْ وَخَبالِـهِمْ = فَهِموا التَّحَرُّرَ فـي انْتِشارِ الْقَسْطَلِ

وَخِطابُهُمْ حَوْلَ النِّساءِ مُرَكَّزٌ = وَعَلى النِّساءِ خِداعُهُمْ كَمْ يَنْطَلي

هٰذي تَثورُ وَتِلْكَ تَصْرُخُ وَالَّتي = تَأْبى انْسِياقًا فَهْيَ رَمْزُ الْغُفَّلِ

هٰذي تُطالِبُ شَطْبَ آيِ تَعَدُّدٍ = وَتَرى الْـحِجابَ لِباسَ عَصْرٍ أَوَّلِ

وَتَرى التَّحَرُّرَ فِعْلَ ما يَـحْلو لَـها = وَإِذا أَبَيْتَ سُلوكَها، فَتَحَمَّلِ

أَنْتَ التَّخَلُّفُ وَالتَّحَجُّرُ فـي الْوَرى = وَيَزينُ مَسْلَكَها صَديقٌ أَوْ وَلـي

يا قَوْمُ إِنِّـي بِالتَّحَرُّرِ جاهِلٌ = يا عالِـمًـا فَحْواهُ، أَنْتَ مُعَوَّلـي

أَمِنَ التَّحَرُّرِ أَنْ تَكونَ نِساؤُنا = شِبْهَ السَّوائِمِ فَوْقَ أَرْضٍ مَـجْهَلِ؟

أَمِنَ التَّحَرُّرِ أَنْ نُديرَ ظُهورَنا = لِصَريحِ آياتٍ وَنَهْجِ الْـمُرْسَلِ؟

أَمِنَ التَّحَرُّرِ رَفْضُ شَرْعِ تَعَدُّدٍ = بِاسْمِ التَّعَصْرُنِ وَاتِّقاءَ تَقَوُّلِ؟

فـي الشَّرْعِ تُنْكَحُ فـي الْـحَلالِ لِواحِدٍ = وَهُناكَ تؤطَأُ فـي الْـحَرامِ بِمَرْجَلِ

وَلَرُبَّمـا عادَتْ صباحًا حامِلًا = وَأَبو الْـجَنينِ بِحِضْنِ ذاتِ تَغَزُّلِ

وَالظُّلْمُ لِلنِّسْوانِ، تِلْكَ ذَريعَةٌ = لَيْسَتْ تَـمُرُّ عَلى الْـحَكيمِ الْأَعْقَلِ

ما ذَنْبُ تَشْريعِ السَّمـاءِ بِفِعْلَةٍ = مِنْ جاهِلِ التَّشْريعِ خَبٍّ موهَلِ

اَلظُّلْمُ فـي الْإِنْسانِ لا فـي شَرْعِنا = مَنْ يَقْتَرِفْهُ بِحَقِّها فَلْيُسْأَلِ

وَعِقابُهُ فَرْضٌ كَأَيِّ جَريمَةٍ = لا شافِعٌ، وَالْـحُكْمُ غَيْرُ مُؤَجَّلِ

هٰذا هُوَ الْعَدْلُ الصَّحيحُ وَلَيْسَ ما = شَرَعَ الْأُلـى نَظَروا بِعَيْنِ الْأَحْوَلِ

وَانْظُرْ إِلـى الْإِنْجيلِ، وَاسْتَفْتِ الْأُلـى = دَرَسوهُ عَنْ مَعْنى الْـجُسومِ وَمَدْخَلِ

أَنْ لَيْسَ ما دَخَلَ الْـجُسومَ مُنَجِّسًا = فـي شَرْعِهِمْ، وَالنَّصُّ مَعْروفٌ جَلي

وَاسْأَلْ عَنِ السُّفَهاءِ أَوْ مَنْ حَلَّلوا = فِعْلَ اللَّواطِ بِلَـيِّ عُنْقِ مُرَتَّلِ

بِاسْمِ التَّحَرُّرِ قَدْ أَتَوْهُ وَمارَسوا = بَلْ أَسْنَدوا ما قَدْ أَتَوْا لِلْإِنْجِلِ

وَاسْتَنْكَرَ الْعُقَلاءُ قُبْحَ فِعالِـهِمْ = وَتَبَرَّأَ الْإِنْجيلُ مِنْ مُسْتَحْلِلِ

لٰكِنَّهُمْ لَـمْ يَقْبَلوا حَذْفًا وَلا = تَبْديلَ أَوْ تَعْديلَ أَيِّ مُعَدِّلِ

فَعَلامَ تُلْوى عُنْقُ نَصِّ كِتابِنا = وَيُـجازُ غَيْرُ مَقولِهِ الْـمُتَعَقَّلِ

دَعْ عَنْكَ لَوْمي وَافْتِني يا صاحِبي = أَتَلومُ لِلْإِنْجيلِ أَمْ لِـمُؤَوِّلِ

وَهَلِ التَّحَرُّرُ أَنْ تَشيعَ فَواحِشٌ = اَلْبُهْمُ قَدْ نَكِرَتْ وَلَـمْ تَتَقَبَّلِ

بَلْ حارَبوا رَبَّ السَّمـاءِ بِباطِلٍ = (قُرْآنِ حَقٍّ) أَلَّفوا لِتَبَلْبُلي

قَدْ جَوَّزوا تَبْديلَ قُرْآنـي فَهَلْ = حُرِّيَّةُ التَّعْبيرِ شَطْبُ مُنَزَّلِ؟

وَهَلِ التَّحَرُّرُ فـي مُـحارَبَةِ الْـهُدى = فَدَعِ ادَّعاءَ تَـحَضُّرٍ، لا تَأْتَلِ

سَخِروا بِأَحْـمَدَ فـي رُسومٍ وَانْثَنوا = يُعْلونَ شَأْنَ الْأَبْتَرِ الْـمُسْتَأْصَلِ

إِنْ كانَ ذاكَ هُوَ التَّحَرُّرُ فَاعْلَموا = أَنَّ التَّحَرُّرَ بابُ لَيْلٍ أَلْيَلِ

وَبِهِ وَلَوْ حَكَمَ الْبَسيطَةَ كُلَّها = كَفَرَ الْفُؤادُ مَعَ الْـحِجى وَالْـمِقْوَلِ


www.deyaralnagab.com