غزه.. فلسطين: إسم عثماني : افتتاح 'التكية الفلسطينية' لإمداد الفقراء والمحتاجين في غزة بوجبات غذائية ساخنة!!
بقلم : ... 18.07.2011
التاريخ يعيد نفسه بعد قرون وفي مشهد أعاد للأذهان فترة الحكم العثماني قبل أكثر من 300 عام مضت، اصطف فقراء ومساكين من قطاع غزة الساحلي المحاصر أمام 'التكية الفلسطينية' وحصلوا على وجبات طعام، سدت جوعهم، في أول يوم تعمل فيه هذه 'التكية' الأولى في القطاع.ففي مشهد لم يعرف من قبل في القطاع، وباسم اندثر استخدامه منذ عشرات السنين، افتتحت مؤسسة خيرية تنشط في مجال تقديم الخدمات الإنسانية 'تكية' للطعام بمدينة غزة، تعنى بإطعام الفقراء والمساكين، سمتها 'التكية الفلسطينية'.وهذه هي أول 'تكية' من نوعها في قطاع غزة، الذي يعاني فقراً مدقعاً، ونسبة بطالة عالية لم تعرف من قبل، بسبب فرض إسرائيل حصاراً محكماً عليه منذ أكثر من أربع سنوات، حولته بموجبه إلى سجن كبير.وبحسب ما تفيد الإحصائيات فإن نحو 80 بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة، وغالبيتهم من اللاجئين يعتمدون على المساعدات الخارجية، فيما بلغت نسبة البطالة أكثر من 60 بالمئة، عززها الحصار الذي أفقد غالبية السكان أماكن عملهم، وحولهم إلى فقراء.وأول أمس وبحضور عدد من رجال الخير والضيوف، إضافة إلى العشرات من الفقراء، أعلنت مؤسسة 'تعاون بلا حدود' في مدينة غزة عن افتتاحها أول تكية في القطاع، حيث شرعت بتوزيع الطعام على الفقراء ومراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في اليوم الأول من عملها.ويعود إنشاء التكايا إلى فترة الحكم العثماني، والتي أقيمت في ذلك الوقت لرعاية الفقراء ومن لا عائل لهم ومن لا يستطيعون العمل وكبار السن والأرامل، إضافة إلى الغرباء وعابري السبيل الذين لا يجدون لهم مأوى.ويذكر القائمون على العمل أنهم يريدون ملامسة البعد الإنساني للعديد من فقراء غزة من خلال تقديم الطعام.وفي كلمات ألقيت في حفل الافتتاح طالب المشاركون المؤسسات المانحة بدعم التكية سيما في هذه الأيام التي تتزامن مع حلول شهر رمضان، مؤكدين أهمية مثل هذه المشاريع الخيرية التي تهدف إلى معالجة اثار الفقر.ويقول الدكتور عادل رزق المدير التنفيذي لمؤسسة تعاون بلا حدود إن فكرة إنشاء التكية في القطاع على غرار التكيات القائمة في الخليل والقدس 'تستحق الإشادة والتقدير'، وأكد على ضرورة أن يتم تطوير مثل هذه المشاريع الخيرية. ويقول ان السبب في افتتاحها راجع لارتفاع معدلات الفقر والبطالة في صفوف سكان القطاع في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي.وأكد أن التكية ستقدم وجبات الطعام الساخنة للمحتاجين وبشكل يومي وعلى مدار السنة، إضافة إلى تزويد العائلات المحتاجة بالطعام، إضافة إلى إعادة تأهيل الفقراء من خلال تقديم خدمات التدريب والتوظيف الداخلي وتسويق منتجاتهم من مواد غذائية.وأشار إلى أن الكثير من الشرائح سيما المرضى والمسنين والمعاقين في دور رعاية المعاقين هم بحاجة ماسة إلى رعاية غذائية خارجية.واعترف بأن حاجة المواطنين إلى الرعاية والإغاثة أكبر وأعمق من قدرة التكية على ذلك، لكنه قال انهم سيبذلون جهودا مضاعفة لتوسيع عمل التكية من خلال التعاون مع المؤسسات المانحة.وكان عدد كبير من سكان غزة استشاطوا غضباً بعد أن أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'الأونروا' عن تقليص عملياتها الإغاثية الطارئة، والتي شملت وقف تقديم 'كوبونات غذائية' لـ 120 ألف أسرة.يذكر أنه بسبب الفقر في القطاع، أعلن في وقت سابق من العام الماضي عن افتتاح 'بنك الطعام' لتقديم وجبات الطعام للفقراء أيضاً!!
www.deyaralnagab.com
|