logo
يهودية الدولة ... تصفية السلطة لا القضية!!

بقلم : محمد السروجي* ... 14.10.2010

بغض النظر عن مدى صحة أو خطأ التصريحات المنسوبة لبعض قادة السلطة الفلسطينية عن قبولهم بدولة يهودية للكيان الصهيوني مقابل دولة فلسطينية على حدود ما قبل 67 وفقاً لما نشرته صحيفة "هآرتس" الأربعاء 13\10\2010 م ومع صحة ما نسب للسيد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حين قال " يجب على الإدارة الأمريكية أن تقدم لنا خارطة واضحة بحدود دولة إسرائيل التي تريد هل هي على حدود ما قبل 67 أم الواقع الحالي المفروض بما فيه المستوطنات" وهي تصريحات تتزامن مع قرار حكومة الكيان الصهيوني المسمى "قانون الجنسية" .... يهودية الدولة تعني الاعتراف بشرعية المحتل الغاصب وإهدار الرصيد النضالي للحركة الجهادية الفلسطينية وحرمان ملايين الفلسطينيين من حق العودة وطرد مليون ونصف المليون من أراضي 48فضلاً عن إشعال المنطقة وتأجيج الصراع الداخلي لدول المنطقة وفي الأخير تصفية السلطة لنفسها بعد أن تفقد سبب وجودها لأن الكيان الصهيوني وفقاً لتاريخه العنصري الأسود سيأخذ من الضعفاء ما يريد بدعم أمريكي ودولي وصمت أو تواطؤ عربي ولن يعطيهم إلا الوهم والسراب ، قد يظن البعض أن ما يحدث يهدد بإنهاء القضية الفلسطينية وأتصور عكس ذلك تماماً وهو أن التنازلات المتكررة في مربع الاعتدال العربي والسلطة كشفت النقاب عن وهم النضال المزعوم من بقايا حركة فتح التاريخية كما رفعت الغطاء السياسي والأخلاقي والوطني عن أطراف كثيرة ظلت تتعامل مع القضية الفلسطينية بفكر رجال المال والأعمال لا بفكر المناضلين المجاهدين ، ما يحدث رغم قسوته ومرارته يحقق أكبر حالة فرز في التاريخ السياسي العربي لتوقن شعوب الأمة من مع قضاياها ومن ضدها ، كما حققت أكبر توازن في تاريخ معادلة الصراع العربي الصهيوني وهو اليقين بأن المقاومة هي الحل ، نحن بحاجة لإعادة قراءة المعادلة لننفض أيدينا من أنظمة الاستبداد والفساد والمصالح الشخصية والضيقة ونراهن على استكمال الدور النضالي والمقاوم للحركة الوطنية ، ضد الأنظمة المستبدة الفاسدة بالمقاومة السلمية ، وضد المحتل الغاصب بالمقاومة المسلحة.

*مدير المركز المصري للدراسات والتنمية

www.deyaralnagab.com