سرت.. ليبيا:الحرب القادمه:"إنه علي"..الحرب الحقت دمارا هائلا بمدينة سرت والسكان يتهمون ميليشيات مصراته بتدمير المدينه عمدا وانتقاما!!
بقلم : ... 29.10.2011
تقرير :تفوح رائحة الموت والدمار من كل شارع وبيت حاره في سرت وتبدو مدينة سرت المدمره وكأنها مدينه من المدن اللتي دُمرت في الحرب العالميه الثانيه , حيث دفعت سرت مسقط رأس القذافي ثمنا باهظا في المعركه الفاصله بين قوات القذافي من جهه وقوات المعارضه وحلف الناتو من جهه ثانيه,فقد تم تدمير جل هذه المدينة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط وذات الطرق والشوارع المزينة بأشجار النخيل, فلم تعد أحياء بكاملها صالحة للسكن, بعد أن أحدثت فيها القذائف حفرا ضخمة وحولتها إلى خراب, لا ماء بها ولا كهرباء, وقد غمرت شوارعها بحطام الأنابيب الممزقة والشظايا المتناثرة."كانت مدينة جميلة, بل كانت أجمل مدن ليبيا", هكذا يتذكر الأستاذ الجامعي رجب زروق عبد الله (42 عاما) مدينته وهو يقف خارج منزل أهله الذي تعرض لأضرار بالغة, قبل أن يضيف "إنها اليوم لينينغراد, أو غزة أو بيروت عندما مزقتها الحروب".. ستة أسابيع من القتال تركت الكثير من سكان سرت البالغ عددهم 140 ألفا يغلون من الغضب بسبب ما يقولون أنه تدمير متعمد انتقامي من قبل الثوار المناهضين للقذافي لمدينتهم. قله قليله ولا تذكر تحمل القذافي مسؤولية ماجرى في سرت التي دمرها القصف وتبدو خرابه تفوح منها رائحة العفن والتعفن ورائحة الجثث المتحللة اللتي لا تزال عصية على الإزالة حتى بعد أسبوع من وفاة القذافي، التي مثلت نهاية الحرب ولربما بداية حرب اخرى .وخلف عيادة في الحي رقم 2 بسرت يقف معيتيق الغزالي على ربوة يتابع نقل الجثث وها هم عدة رجال يسحبون جثة ملفوفة ببطانية. يرفع الغزالي البطانية, ثم يقول بهدوء "إنه علي" يعني ابنه البالغ من العمر ثلاثين عاما.لقد كانت المقاومة في مدينة سرت شرسة للغاية، ولم تتمكن القوات المناهضة للقذافي من التقدم خلال ثلاثة أسابيع على بدء المعركة إلا لبضع مئات من الامتار داخل المدينة.بدأت معركة سرت في منتصف سبتمبر/أيلول، أي بعد حوالي شهر من سيطرة ميليشيا المعارضه على معظم ليبيا، بما في ذلك العاصمة طرابلس, وسرت واحدة من المعاقل الأخيرة للموالين للقذافي.لقد كانت المقاومة في مدينة سرت شرسة للغاية، ولم تتمكن القوات المناهضة للقذافي من التقدم خلال ثلاثة أسابيع على بدء المعركة إلا لبضع مئات من الأمتار داخل المدينة.ومع تصاعد القتال، فر معظم المدنيين، ولم يبق سوى الموالين للقذافي في تلك المدينة التي تبعد حوالي 400 كلم جنوب شرق طرابلس.والواقع أن القذافي كان يقاتل في سرت في الأسابيع الأخيرة من الحرب، حيث كان يتنقل بين منازل مهجورة في الحي رقم 2 مع حاشية من حوالي عشرين شخصا، بينهم ابنه المعتصم.وفي يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول، طوق الثوار المنطقة، وحاول القذافي وأتباعه الفرار في قافلة، لكنها تعرضت لقصف من طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على طريق سريع على مشارف المدينة.وحاول القذافي -الذي كان يعاني لإصابات- من الاختباء، ولكن تم القبض عليه، وتعرض للضرب على يد ميليشيات مصراته ومن ثم تم اعدامه ميدانيا ، مما دفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بالتحقيق في وفاته. وقد تم عرض جثة القذافي في مصراته بشكل انتقامي وهمجي لمدة أربعة أيام قبل دفنه الثلاثاء الماضي في مكان مجهول بالصحراء.ويتهم سكان سرت مقاتلي مصراتة بأنهم إنما تعمدوا تدمير مدينة سرت وأوقعوا بها أضرارا تجاوزت ما يمكن اعتباره أضرارا جانبية بغية تسوية حسابات قديمة.يقول الميكانيكي علي مصطفى (26 عاما) وهو يقف في حطام فيلا من طابقين في الحي رقم 2 بسرت "أنا غاضب للغاية من الثوار, انظروا إلى ما سببوه من دمار", لقد سووا هذه العمارة بالأرض لأن أحد الجيران ذكر أنها كانت آخر مخبأ للقذافي.وأضاف "كلما أطلقت رصاصة واحدة من أحد البيوت فإنهم يقومون بتدمير البيت كله"..وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تم العثور على أكثر من خمسين جثة متناثرة في الفناء المقابل للبحر من فندق المهاري, الذي كان حسب منظمة هيومن رايتس ووتش، بأيدي "ثوار" مصراتة خلال القتال.ويقول فراج الحمالي -وهو من سكان سرت وكان من بين الذين اكتشفوا القتلى- 25 ممن عثرنا على جثثهم كانت أيديهم مقيدة وراء ظهورهم, وكان بينهم مدنيون وموالون للقذافي، وكان معظمهم قد قتل برصاص في الرأس أو الصدر.وقد دعت هيومن رايتس لإجراء تحقيق في "إعدام جماعي واضح"..وقد نفى المتحدث باسم المجلس العسكري لمصراتة إبراهيم بيت المال مسؤولية قوات مدينته عن تلك المجزرة, وقال إنه يعتقد أن القتلى قضوا على يد رفاقهم, بعد أن رفضوا أوامر بمواصلة القتال.وأدعى بيت المال كذلك أن الدمار الذي تعرضت له سرت كان على يد القوات الموالية للقذافي لتشويه صورة الثوار على حد زعمه. وزعم أن الثوار بذلوا قصارى جهدهم لحقن الدماء من خلال إعطاء المدنيين وقتا كافيا للمغادرة، مشيرا إلى أن الذين أصروا على البقاء في الأيام الأخيرة كان واضحا أنهم موالون متعصبون للقذافي.غير أن الأستاذ الجامعي زروق عبد الله سخر من مثل تلك المزاعم, قائلا إن الثوار قتلوا أخاه هشام البالغ من العمر 34 عاما والذي كان مدنيا.وأضاف أن شقيقه بقي في سرت لحماية منزل العائلة, لكنه اعتقل قبل أن يقتل مع آخرين في فندق مهاري.وحذر عبد الله من تصفية حسابات قد تبدأ في الأيام القادمة، قائلا "الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد, وستبدأ في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني أي بعد أن تغادر قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)", مشيرا إلى نهاية مهمة التحالف العسكري الدولي الذي كان يفرض حظرا على الطيران بليبيا ويعمل على حماية المدنيين من قوات القذافي.ورغم أن عبد الله توقع أن يلجأ الناس للانتقام، فإنه أعرب عن عدم رغبته في إراقة مزيد من الدماء. وقال شخص يدعى الحمالي -وهو مالك محل لغسيل السيارات- إن الأضرار التي لحقت بسرت كبيرة إلى درجة لا يمكن فيها لمصراتة أن تدافع عن نفسها أو تعتني بها.وحسب المتحدث باسم السلطات الليبية الجديدة جلال الجلال فإن الحكومة الليبية التي ستشكل في الأسابيع القادمة ستضطلع بعملية إعادة البناء لكن لا يوجد حل سريع.وأكد أن جميع المدن التي دمرت خلال الحرب سيتم إعادة بنائها، غير أن الحكومة المؤقتة الحالية عاجزة عن فعل أي شيء حاليا, والحكومة الجديدة ستوفر مساكن مؤقتة للمتضررين.أما سائق الشاحنات مفتاح مبارك (42 عاما) فإنه يعتقد أن نظام القذافي وفر الأمن وفرص العمل, منحيا باللوم فيما حصل من قلاقل على التدخل الأجنبي بما في ذلك تدخل حلف ناتو.ووصف مبارك من حاربوا ضد القذافي بأنهم "جرذان", مضيفا أن توفر السلاح بكميات كبيرة في ليبيا اليوم كفيل بأن يؤدي لحرب أهلية أخرى.وفي بادرة تحد واضحة, أخرج مبارك رأسه من نافذة مقعد السائق وهو يبدأ رحلته, مكررا "الله, ليبيا معمر وبس"!!
www.deyaralnagab.com
|