مصر بين رجالات المال وجنرالات الأمن!!
بقلم : محمد السروجي ... 19.12.2010
تصنيف دولي جديد مقصود ومتعمد تحت قبة البرلمان وداخل الوزارات خاصة السيادية ، تم تفصيله من قبل ترزية القوانين وفقهاء الالتفاف على أحكام القضاء ، تبدلت نسب التصنيف عدة مرات ، من أصحاب الأطيان والرتب العلية ، إلى كبار الموظفين وصغار الملاك الممثلين للطبقة الوسطى ركيزة التغيير والإنتاج إلى التكنكوقراط وكبار موظفي الدولة إلى الساسة والمفكرين وممثلي القوى الوطنية ليصل البرلمان في العهد الحالي إلى محطته الأخيرة قبل حادث الانهيار المنتظر حيث رجالات المال والأعمال جنباً إلى جنب مع جنرالات الأمن والتعذيب والتزوير ، هذا هو التصنيف الأخير والعبقري للبرلمان المصري وللحياة النيابية بل ولمنصة الحكم لأكبر وأعرق دولة في المنطقة والعالم ، تصنيف استدعى لذاكرتي مخطط تدمير ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي عندما تم الترتيب لوقف الجولات العسكرية المتبادلة والاكتفاء بترقية الفاشلين الفاسدين لأعلى المناصب ليتحقق المطلوب ويأتي البنيان من القواعد ليخر السقف على من تحته ، تحولت تشكيلة المجلس أو نادي الحزب الوطني إلى عدة تكتلات تصب كلها في أنبوب واحد ضيق ومسدود النهاية ، الأولي كتلة كبار رجال المال والأعمال قرابة ال30 ملياردير أصحاب الفكر الاحتكاري البحت الذين احتكروا الثروات والمؤسسات وأخيراً إرادة المصريين يليها في المرتبة الثانية كتلة كبار الملاك وأصحاب النفوذ وكبار عائلات وعُمُد ووزراء وتنفيذيون ، والثالثة كتلة جنرالات الأمن قرابة ال50 جنرالاً لمعظمهم تاريخ أسود في القمع والتعذيب وأخيراً السطو على أصوات الناخبين في أسوء انتخابات في تاريخ مصر الحديث والرابعة الكتلة النسائية التي أتوا بها كرسالة لمن يهمه الأمر ، كتلة سهلة في ظروف صعبة لا ينتظر منها إلا المزيد من الثناء والمدح للتجربة المصرية العبقرية ، وأخيراً كتلة أصحاب القوائم السوداء المدانون في العديد من المخالفات والأحكام القضائية جاؤ تحت القبة هروباً من سجلهم وأملاً في حمايتهم ليكونوا أدوات في أيدي الكتل الثلاثة الأولى ، وبالتالي من المتوقع أن يتم الدفن العمد لكافة ملفات الفساد والتعذيب التي فُتحت في الفصل التشريعي السابق ، وسن المزيد من التشريعات الخادمة للفكر الاحتكاري وليذهب المواطن المصري الذي لا يمثله أحد تحت القبة ليشرب من ترع ونيل مصر التي تعاني التلوث بل والجفاف المتوقع ، فضلاً عن إخلاء الساحة للرئيس القادم الذي سيصل لمنصة الحكم دون عناء بمنافسة من النوع المألوف عربياً "مرشحون يعطون أصواتهم لمنافسهم" الواقع قد يكون مؤلماً وقاسياً لكن مازال يبدو في الأفق شواهد عدة تؤكد أن العريقة مصر وشعبها الصابر الحمول تعاني المخاض الأليم للميلاد العظيم .... حفظك الله يا مصر ....
مدير المركز المصري للدراسات والتنمية
www.deyaralnagab.com
|