logo
بئر السبع.. النقب: ظاهرة تاريخيه:المجلس الاقليمي للقرى العربيه النقباويه الغير معترف بها من قبل اسرائيل..قياده ورياده!!

بقلم :  ... 19.11.2011

في معمعة التعتيم على التاريخ العربي النقباوي تجهل الاجيال الناشئه احيانا كثيره تاريخ النقب النضالي ولا بد من القول ان بدو النقب قد شاركوا في النضال والدفاع عن النقب وارضهم منذ عقود مضت, حيث شارك بدو النقب شعبهم الفلسطيني في ثورة عام 1936 على الانتداب البريطاني وسياسته واستشهد وجرح من بينهم الكثيرون, وقد شارك بدو النقب والكثير من عشائر وعائلات البدو في معارك عام 1948 وذكر المؤرخين ان البدو استبسلوا بدفاعهم عن مدينة بئر السبع وقضاء السبع ككل وسقط الكثير من بينهم بين شهيد وجريح واسير وقامت السلطات الاسرائيليه بعد عام 1948 بترحيل وتشريد اكثرية بدو النقب وبقي منهم حوالي ال11000 نسمه خضعوا للحكم العسكري حتى العام 1967, واستمر النضال البدوي الفردي والجماعي ضد سياسة اسرائيل ومصادرة الاراضي وتميزت فترة السبعينات بحركات نضاليه فرديه وجماعيه من شيوخ قبائل وغيرهم الذين حملوا راية النضال وحاولوا جهدهم بفضح سياسة اسرائيل سواء في الداخل او الخارج او عن طريق المحاكم الاسرائيليه ومن بينهم من استشعر الخطر الداهم والقادم من عملية توطين البدو قسريا والاستيلاء على اراضيهم وحاولوا توعية الناس وحثهم على الصمود والبقاء في ديارهم الاصليه ومنهم من طالب بقرى زراعيه للبدو بدلا من التوطين, الا ان اسرائيل نجحت الى حد ما بتمرير مشروع التوطين ووطنت حتى اليوم اكثر من نصف عدد البدو في قرى ومدن التوطين. وبالرغم من كل محاولات اسرائيل وارهابها صمد سكان اكثر من 45 قريه بدويه في النقب في قراهم في ظروف معيشيه وحياتيه صعبه ومعقده, حيث لاحقت اسرائيل سكان هذه القرى وصادرت اراضيهم واستولت على مواشيهم وحرمتهم من المراعي وهدمت بيوتهم ومارست ضدهم اعتى اشكال الارهاب والعنصريه وحرمتهم حتى من الماء والكهرباء ومع كل هذا ظلت بذرة وشعلة النضال مستمره وصار التمسك بالارض والديار شعار للبقاء والوجود والصمود وهكذا دواليك لابد ان نسجل ان النضال البدوي في النقب استمر ولم يتوقف يوم من الايام ضمن مراحل وظواهر تاريخيه تجلت في عقود من المثابره والمكابده والصمود ومن هذه الظواهر والمراحل كانت نشأة اللجان المحليه في القرى العربيه ال45 عام 1996 كقياده شعبيه تمثيليه بمساعدة ومؤازرة "لجنة التوجيه والتخطيط الإستراتيجي للقرى والمدن العربية" واللتي مهدت للاعلان عن تأسيس المجلس الاقليمي للقرى العربيه الغير معترف بها وذلك في تاريخ 17.5.1997, ومنذ ذلك الحين تناوب على رئاسة المجلس اكثر من رئيس وحتى الرئيس الحالي السيد ابراهيم الوقيلي الذي خلف السيد حسين الرفايعه ولا بد من ايداع شهاده تاريخيه لعمل المجلس الاقليمي المثمر والبناء والقيادي والريادي في خدمة وتمثيل القرى العربيه في النقب رغم الصعاب الذي مر بها المجلس سواء السياسيه ومضايقة السلطات له ولعمله او الماليه ومحدودية المجلس الاقتصاديه والماليه ومع كل هذه الصعاب قاد المجلس الاقليمي بجداره نضال القرى العربيه الغير معترف بها وما زال يقود النضال بعناد وثبات ضد المخططات الاسرائيليه وضد مخطط برافر وضد التوطين ويناضل من اجل الاعتراف بوجود القرى ال45 وطرح ويطرح بدائل لما تطرحه حكومات اسرائيل المتعاقبه واللتي تسعى لتهجير القرى البدويه وتوطين سكانها قسريا. وهنا لابد من تسجيل نقطه معنويه مهمه للمجلس الاقليمي وهو تواجده في المكان ومؤازرته للاهل اللتي تهدم السلطات بيوتهم وتصادر اراضيهم وعمل ونشاط المجلس في الميدان ومع وسائل الاعلام. وخبرة المجلس كما هو واضح تتراكم يوما بعد يوم وعام بعد عام في العمل والتحشيد الجماهيري وهذا امر ايجابي ويتطلب دعم سكان القرى وعرب النقب لهذا المجلس اللذي يمثل حوالي100000 نسمه وهم سكان 45 قريه بدويه صامده امام سياسة الهدم الاسرائيليه.. ايا كان ومهما تحدثنا لربما لا ننصف المجلس بالشكل الكامل ولا ننصف بعض الحركات والمؤسسات الاخرى التي تلعب دورا ما في دعم صمود عرب النقب, لكن المجلس الاقليمي يبقى العصب الرئيسي والمؤسسه الرئيسيه التي تمثل القرى العربيه في النقب رغم الصعاب ومحاولات الدوله الاسرائيليه الالتفاف على المجلس وتمثيله للقرى وعليه ترتب القول ان المجلس الاقليمي للقرى العربيه في النقب ظاهره تاريخيه أسست لمرحله نضاليه جديده في النقب,, وحبذا ولو يتوسع المجلس الاقليمي في عمله الاعلامي والميداني المحلي في اتجاه العمل الاقليمي والعالمي والعمل على فضح عنصرية الدوله الاسرائيليه والتوجه الى مؤسسات عالميه من منطلق انتهاك اسرائيل لحق عرب النقب التاريخي والحضاري والثقافي والعيش في ديارهم باسلوب حياتهم وحضارتهم, والتوجه مثلا الى هيئة الامم المتحده, والى اليونسكو, والبرلمان الاوروبي,ولجان حقوق الانسان العالميه وحتى الى الجامعه العربيه..نعتقد ان المجلس على الطريق الصحيح وعليه استغلال طاقات وقدرات ابناء وبنات عرب النقب وتوظيفها للعمل الاعلامي العالمي والاقليمي..من بين صفوف عرب النقب يوجد اليوم خريجي جامعات كثر من جميع الدول وهؤلاء يتقنون لغة البلاد الذي درسوا فيها وبامكانهم المساهمه في العمل اللغوي والاعلامي على مستوى العالم لدعم نضال القرى العربيه في النقب وايصال صوتها لكل العالم!!


www.deyaralnagab.com