مَا أجْمَلَ صَباحَكِ يا مِصْرُ!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 30.01.2011
ما أجمل صباحك يا مصر، وأنت تمسحين حبات العرق عن جبينك الندي! وتواصلين بكرامة مشوارك العربي، أنت يا مصر، يا من نثرت المجد على صفحات التاريخ، وأنت يا مصر، يا من لوّحت للحرية بأجنحة الريح، وأنت يا مصر، يا عربية الوجدان، ويا معزوفة الإنسان في الليل الجريح، أنت يا مصر، يا من أغلقوا عليها الأبواب، وسدوا دونها المنافذ، وتركوها عارية في حضن ليبرمان، وأولمرت، ونتانياهو، وسلفان شالوم.
ما أجمل صباحك يا مصر، وأنت تحطمين القيود، تحررين معصميك، وتطلقين ساقيك، وتدوسين على رأس أعدائك مرفوعة الهامة، وتشقين الزمن، أنت يا يمامةٌ، تراكم على ريشها غبار الطريق، تنتفضين، وتشعلين في الخوف الحريق!
عودي يا مصر إلى نبضك الحنون، عودي يا حبيبة العرب إلى حضنك المفتون، عودي يا مصر إلى مصر التي سرقها الغاصبون، عودي يا وردة، يا نجمة، يا رعشة المكنون، عودي وكحل العين شعب لا يُذلُّ، شعب مصر الحر شعبٌ لا يهونْ، عودي فإن الشرق دونك أجوفٌ، والغرب يذبل في الجفونْ.
تقول كتب التاريخ: إن مصر كانت مطمع الغزاة الفرنسيين حتى سنة 1801م، وإنها ظلت دولة ضعيفة فقيرة ممزقة جائعة يتقاسم خيرها المماليك حتى سنة 1811م، عندما دبر لهم محمد علي باشا مذبحة القلعة، وسيطر على حكم مصر.
عشرة أعوام من ذاك التاريخ، نهضت مصر، وتحول الشعب المصري من شعب فقير إلى شعب غني، ومن شعب ضعيف إلى شعب قوي، ومن شعب مهزوم يطمع فيه الغزاة إلى شعب منتصر؛ وصلت جيوشه إلى السودان، وبلاد الحجاز، وأرض الشام، خمسة عشر عاماً من ذاك التاريخ؛ وصل الجيش المصري إلى اليونان في أوربا، قبل أن تتحالف كل من روسيا وفرنسا وبريطانيا ضد الأسطول المصري، في ذلك الزمن، سأل أحد قناصل أوروبا إبراهيم باشا: إلى أين أنت تمضي بجيشك، فقال: "إلى حيث أكلم الناس ويكلمونني بالعربية".
لن ننتظر عشرة أعوام يا مصر، الشرق في شوق إليك، فتعالي يا مصر، تعالي قبل أن تجف حناء النصر من يديك، تعالي يا مصر إلى أرض فلسطين، تعالي يا قُبلةَ الحنين، تعالي، وانثري بهاءك في باحة الأقصى، وزيني ضفافه ورداً وياسمين.
www.deyaralnagab.com
|