جرائم الفاشيه الامريكيه في العراق الى متى وأين!!
بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 19.5.07
لم يعُد بامكان غربال الفاشيه الامريكيه ان يُغطي على حقيقة ووضوح الكم الهائل من الجرائم الامريكيه التي ارتكبت وتُرتكب بحق الشعب العراقي والوطن العراقي الذي تحول الى خراب وكُرة من النار المُتدحرجه اللتي حرقت وتحرق الاخضر واليابس, ولم يبقي في العراق الجريح حجر على حجر وروح على روح إلا وعاثت بها الفاشيه الامريكيه خرابا ودمارا من الارض والانسان ومرورا بالدوله والجيش العراقي وحتى النسسيج الاجتماعي العراقي التي زرعته الفاشيه الامريكيه واذنابها من "مُعرقين" بعشرات الالاف من الجثث من جهه وأغرقتهُ في بحر من الدم العراقي الذي سال ويسيل بغزاره كوسيله امريكيه فاشيه لاخماد المقاومه العراقيه للوجود الامريكي تصل الى حد الاباده الجماعيه من جهه ثانيه وبالتالي ماهو جاري في العراق تعدى وتخطى بكثير مصطلح ومرحلة الاحتلال والامبرياليه ودخل منذ امد في اطر الفاشيه والهمجيه الامريكيه الذي تعتمد اسلوب و نهج الاباده الجماعيه والديموغرافيه في العراق كأسلوب مركزي في حرب معتوه واشنطن على العراق والشعب العراقي!!... لم ترتكب وترتكب الفاشيه الامريكيه في العراق جرائمها الماضيه والحاليه فقط لابل ستترك العراق ارضا ملوثه باليورانيوم والاشعاعات لمئات السنين القادمه:: امريكا زرعت الموت وضمانة استمراريته في العراق الى اجل غير مسمى!!
لم تعد مسلكية المعايير المزدوجة التي تُمارسها الامبريالية والفاشيه الامريكية ومعها ما يسمى زورا بهيئة الامم المتحده نحو العالم العربي والاسلامي مسلكية شاذة وغريبة, بقدر ما هي مسلكية منهجية وواضحه تَنم عن همجية وفاشية عدوانية موجهة بالدرجة الاولى في اتجاه زرع الدمار والخراب والقتل والذبح بكل اشكاله في العراق خاصه والعالم العربي عامة من جهة، وفي نفس الوقت فرض الهيمنة الامريكية السياسيه بكل اشكالها على العالم العربي من خلال الهجوم الامبريالي/ الصهيوني السياسي على القضيه الفلسطينية والعراق الى حد تشريع قتل وذبح الشعب الفلسطيني والعراقي واعتبار سقوط العراقيين بالمئات يوميا وتجويع الشعب الفلسطيني امرا عاديا لا غبار عليه!!... الى هذا الحد وعلى هذا المنوال نرى ان تدمير العراق وذبح شعبه امام العالم اصبح امرا عاديا!!
لم يعد بالإمكان إدراج السياسة الامريكية في العراق و نحو العالم العربي في أُطر التسميات والمصطلحات الامبريالية والاستعمار الكلاسيكي او الاحتلال لا بل اننا هنا امام نموذج فاشي جديد يشبه الى حد بعيد نشأة الفاشية في اوروبا والمانيا بالتحديد وهي الحلقه او الدرجه او المرحله اللتي أضافت للإمبرياليه مرحله إجراميه أخرى وهي من وجهة نظر الفاشيين "شرعية" إبادة الشعوب كَمدخل لإحتلال اوطان هذه الشعوب, وهذا ما تجلى واضحا في الأيديولوجية النازية في بداية القرن العشرين وتجلى ويتجلى من جديد في الخطاب والنهج السياسي والعسكري الامريكي في بداية القرن الحادي والعشرين من جهة، ويتجلى في التشابه الكبير بين مُسبِبات ومقومات ظُهور الفاشية في المانيا وعودتها للظهور في اساليب ومسلكية الزُمرة الحاكمة في امريكا بقيادة معتوه واشنطن من جهة ثانية, وبالتالي ارى انه من المُجدي تلخيص اوجه الشبه بين نَشأة ومسلكيةالفاشية في المانيا والفاشية الجديدة في امريكا وذلك على النحو التالي:
1. وصل هتلر في الثلاثينات من القرن العشرين الى دفة الحكم في المانيا من خلال مايُسمى بِالإنتخاب الديموقراطي وبواسطة خطاب سياسي مُفعم بالوعود واهمها إخراج المانيا من الوضع الاقتصادي السيء انذاك من جهة، وإعادة الإعتبار لألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الاولى من خلال خطاب فاشي واعتبار المانيا والشعب الالماني "فوق كل الشعوب وفوق كل شيء" من جهة ثانية، وبالتالي هُنالك تشابه كبير بين خطاب النازية الالمانية وكيفيه وصول بوش في بداية القرن الواحد وعشرون الى الحكم في امريكا وخطاب الإدارة الامريكية البوشيه التي تعتبر امريكا فوق القانون وفوق كل الشعوب مع الأخذ بالحسبان ظروف انتخاب بوش ووضع الاقتصاد الامريكي واحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي بنت على اساسها امريكا "أُكذوبة مُحاربة الارهاب" تماما كما فعلت النازية الالمانية والإعلام الالماني النازي بالِترويج "للإرهاب" القادم من الدول الاوربية المجاوره لإلمانيا وإخفاء الاهداف الحقيقية التي تجلت فيما بعد من خلال نُشوب الحرب العالمية الثانية وما جلبته من كوارث على اوروبا والعالم.... اختبأ بوش وراء مقولة " محاربة الارهاب" في جرائمه الفاشيه بحق العراق وافغانستان وعلى هذا الاساس يُمارس جيش الاحتلال الامريكي ومشتقاته من مرتزقه الاباده الجماعيه في العراق تماما كم كان يمارسها الجيش النازي الالماني في الدول الذي يحتلها!!
2. دعمت الشركات الكبرى والرأسمالية الالمانية سياسة هتلر العدوانيه والتوسعية على امل ان تَخرج من ازماتها الاقتصادية من خلال إيجاد اسواق جديدة في الدول التي سَتَحتلها المانيا ومن خلال الاستيلاء على موارد الدول التي سَتقع تحت الاحتلال الالماني, تماماً كما هو حال دعم شركات النفط الامريكية وغيرها من الرأسمالية الفاشية لحملة بوش على العالم العربي عامة والعراق خاصة الهادفة للإستيلاء على منابع النفط العراقي كمصدر ارباح للشركات الامريكية وبِغض النظر عن عدد الضحايا والقتلى من بين العراقيين الذين لا يلعب موتهُم وعددهم دورا او اي اهميه بالنسبه للفاشية الامريكية كما هو حال الفاشية الالمانية آنذاك اللتي قتلت عشرات الملايين من البشر بدعم من الرأسمالية الفاشية في المانيا واوروبا.... اللذي يجري في العراق من جرائم واباده على المساحه الجغرافيه للعراق هو صورة طبق الاصل من الاساليب النازيه الالمانيه في الحرب العالميه الثانيهعلى المساحه الجغرافيه الاوروبيه... اختلاف في الاعداد والاشكال والزمان, ولكن ليست في الاسلوب والمسلكيه الاجراميه الفاشيه!!
3. دعمت شركات الأسلحة في المانيا النازية نظام هتلر وسياسة الحرب بهدف جَني الارباح وتطوير اشد الاسلحة فَتكاً حتى يتمكن الجيش الالماني من الإستمرار في الحرب والإستيلاء على الدول الأُخرى مما يَتطابق تماما مع دعم شركات الاسلحة الامريكية لنظام بوش ورامسفيلد وتشيني ورايس وسياسة واحتلال العراق بِإعتبار العدوان والحرب على العراق مصدر ارباح للشركات الامريكية التي سَتُزود وتزود جيش الفاشية الامريكية الجديدة بالسلاح والعتاد بهدف الربح الرأسمالي ولا تُعير تدمير العراق وقتل شعبه أيَ إهتماما يُذكر..... استمرار ذبح وقتل الشعب العراقي بالسلاح الامريكي هو مصدر ربح للشركات الامريكيه!!!!
4. قامت النازية الالمانية بِإيجاد حُلفاء وعُملاء لها في اوروبا والعالم من خلال الترهيب والترغيب من جهة وقامت بِخلق حُلفاء وقواعد عسكرية في المناطق التي إحتلتها المانيا كَنُقطة إنطلاق للعدوان على الدول التي لم تَخضع للسيطرة الالمانية من جهة ثانية، وبالتالي وكما هو حال حلفاء النازية, نجحت إدارة بوش من خلق حُلفاء وعُملاء لها في العالم وعلى رأسهم ممالك ومشايخ دويلات النفط العربي والعديد من الانظمة العربية التي اصبحت اراضيها العربية قاعدة عسكرية لدعم الاحتلال الامريكي في العراق. بالاضافه الى خلق وتنصيب حكومه عراقيه عميله في المنطقه الخضراء في بغداد,, وهذا مايعتبر صوره طبق الاصل من سياسة المانيا النا زيه في الاراضي التي احتلتها ابان الحرب العالميه الثانيه!!
5. كانت القُوى العميلة والحليفة لإلمانيا النازية تُنادي بِعدم جدوى مُقاومة الشعوب للإحتلال النازي وضرورة الخُنوع لواقع جبروت االقوة الالمانية, وهو نفس الاسلوب والدور التي تقوم به الانظمة العربية العميلة والحكومه العراقيه الخضراويه التي تدعو الشعب العراقي إلى الخنوع للإحتلال والنفوذ الامريكي لابل تدعو الى مساندته ضد المقاومه العراقيه!!
6. اسلوب الإبادة الجماعية وتدمير البُنية التحتية والحصار الاقتصادي التي تتبعه الفاشية الامريكية نحو العراق هو نفس الاسلوب الذي إتبعته المانيا النازية ضد الشعوب والدول اللتي إستهدفها الغزو الالماني.
7. لم تدخر آلة الإعلام النازي في المانيا جهداً في تشويه صورة الشعوب التي إستهدفها الغزو الالماني ووصف هذه الشعوب بالشعوب الارهابية والدونية وفي المُقابل تَمجيد "عدل وديموقراطية" النظام الفاشي في المانيا آنذاك, وضرورة نشر الفكر والايديولوجيه الفاشيه لِكونها تطرح إستراتيجية "دمقرطة" العالم, بمعنى انَّ الة الإعلام الامريكي في ظل الفاشية الامريكية الراهنة, تَستعمل نفس الاسلوب الالماني النازي ضد العرب والمسلمين وكُل من يُعارض نهج الكاوبوي الفاشي والمُسلح بِأعتى اسلحة الدمار الشامل من جهة، والمُرتَكِز على أخطر ايديولوجيه في تعامله مع الشعوب العربية من جهة ثانية، وبالتالي ترى القوى الفاشية في امريكا أنَّ إبادة الشعب العراقي وإحتلال العراق يندرج في أطر "شرعية" الفاشية الجديدة التي تَختبئ وراء "الشرعية الدولية" والتفويض الاممي بِقيادة صنيعه امبرياليه اُطلق عليها زورا " امم متحده" مهمتها ِتشريع المجزرة الفاشية الامريكية الجاريه منذ اكثر من اربعة اعوام بحق الشعب العراقي وذلك بعد أن ذبحت "الشرعية الدولية" من قبل هذا التاريخ أكثر من مليون ونصف المليون عراقي ناهيك عن ازكاء واشعال الحرب الطائفيه في العراق بين مركبات المجتمع العراقي وهو الاسلوب نفسه التي اعتمدته المانيا النا زيه في محاربتها المقاومه الوطنيه في اوروبا من خلال خلق جيوش من العملاء المحليين المناهضين للمقاومه وموالين لالمانيا!!.. الميليشيات والمرتزقه التابعه لامريكا في العراق تُمثل ثاني اكبر قوه بعد جيش الاحتلال الامريكي في العراق من حيث العدد والعتاد[ عدد المرتزقه المُجنده من قبل شركات امريكيه العامله في العراق يربو على 40000 جندي مرتزقه]]!!
8 . كان العملاء المحليين في اوروبا المواليين لالمانيا النا زيه يقدمون طلبات ونداءات للسلطه الالمانيه بضرورة بقاء احتلالها لبلادهُم والحفاظ على الامن,, وهو الدور نفسه الذي يقوم به عملاء العراق الموالين لامريكا والذين يطالبون بضرورة بقاء الاحتلال الامريكي في العراق!!
9. كانت المجازر الالمانيه والاباده الجماعيه تأخذ عنوان محاربة المتمردين وارهابيين والادعاء بمهاجمة هؤلاء للقوات الالمانيه بهدف تبرير المجا زر بحق الشعوب المُحتَّله,, وهو الاسلوب نفسه الجاري في العراق وافغانستان وادعاء امريكا بكون مجازرها في العراق مجرد دفاعا عن النفس من هجمات المتمردين!!؟؟.... لاحظوا غريب هذا المصطلح:: متمردين عراقيين على الوجود الامريكي الفاشي في العراق!!
من الواضح ان الجرائم الفاشيه الامريكيه في العراق قد دخلت منحى خطير بسبب دخول معتوه واشنطن الى نفق الفشل الحتمي في العراق,, ويبدو ان هذا المعتوه الفاشي يسعى الى الانتقام والاباده الجماعيه في العراق قبل هربه المحتوم من العراق!!! ومن االواضح ان ما يجري في العراق هو جرائم اباده جماعيه تمارسها امريكا ومرتزقتها الاجنبيه والمحليه بحق الشعب العراقي, ومن الواضح ان العراق يحتاج الى انقاذ من براثين الاجرام الامريكي والسؤال المطروح:: الى متى والى اين ستستمر الجرائم الفاشيه الامريكيه في العراق؟؟
www.deyaralnagab.com
|