logo
عرب النقب : ظاهرة التصهيُن الطوعي والتهجين في اطار التوطين القسري!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 25.05.2010

مما لاشك فيه ان الحديث عن شؤون عرب النقب فيه كثير من الشجون وفيه ايضا شيم الانسانيه وشيم المواقف و معنى معاناة الانسان وصموده على ارضه وهذه شيمة من شيم الاصاله البدويه العربيه في النقب, و رغم ان البعض من المؤرخين لم يتطرق الى دور النضال البدوي ابان الاستكبار البريطاني وعشية نشأة اسرائيل, الا ان التاريخ والمؤرخين لا يمكنهما تجاهل معارك الشرف الذي سقط فيها الكثير من ابناء عرب النقب على تراب النقب وفلسطين قبل وبعد عام 1948 ولا ننسى ان الكثير من من تبقوا من بدو عام 1948 في النقب قامت اسرائيل بترحيلهم من ديارهم الاصليه الى مناطق اخرى في النقب وهؤلاء بدورهم قد سطروا اروع امثال الصمود منذ عقود مضت و حتى يومنا هذا وعليه ترتب القول ان انبل واروع امثال الصمود قد تجلت وتتجلى في صمود هؤلاء وصمود قُرانا البدويه ورقمها الصعب رقم ال45 قريه بدويه في النقب التي لا تعترف بوجودها اسرائيل رغم وجودها في المكان قبل وجود كيان اسرائيل بعقود كثيره... الى كل هؤلاء والى سكان كل قريه من مجموعة ال45 نوجه التحيه الخاصه على هذه البساله والصمود في عصر وزمن شحت فيه معاني هذه البساله والارض والوطن من عقول البعض من ابناء جلدتنا وابناء عرب النقب من من انضموا الى مشاريع التوطين الاسرائيليه واصبحوا يلهون باوتار حضاريه مقطعه اقل مايقال فيها انها هوية مشوهه ومُهجنه وبعيده كل البعد عن الهويه الحضاريه البدويه الاصيله وعليه ترتب القول ان عرب النقب اليوم صاروا اليوم عرَّبين...: الصنف الاول هم اهل الارض الصامدين على ارضهم او مُغيبين عنها قسريا والصنف الثاني هم من وطنتهُم اسرائيل وداروا ظهرهم للارض والتاريخ العربي النقباوي ودخلوا في حيز التوطين والتهجين والتقمص وتمثيل صوره مشوهه لصورة البدوي من حيث المسلكيه الاغترابيه التي تحيي التراث في يوم[مدرسي او غيره] وتغيب عنه دوم... هناك وهنا في مدن وقرى التوطين القسري وفي عمق وعلى ضفاف الجهل والتجهيل نبتت مزارع من الهجين البشري المُضلل اللذي يتحدث عن الشئ وعن القيم ويعمل عكسها.. يتحدث عن الوعي ويسبح في الجهل.. يتحدث عن الشرف ويسبح في العار... ولا يفرق بين الفضيله والرذيله... في النقب اليوم برزت اثار ثقافة اسرائيل التجهيليه بابشع صورها الى حد ان يتحدث البدوي عن الشرف وهو يرتدي بذة وزي جيش اسرائيل التي تقتل شعبه وتهدم بيته.... يتحدث عن الشرف وهو يتسامر ويتصادق ويتصاهر مع جندي خائن... يتحدث عن الشرف وهو نفسه خائن..... يصلي في المسجد بجانب خائن....هكذا قلبت اسرائيل ومستكلبيها كل المفاهيم الى حد ثبيت الباطل كحق والحق كباطل.... في النقب اليوم هناك ظاهرة "العبرنه" الذي جعلت اللغه العربيه مشوهه او معبرنه مزوقه ببعض الكلمات العربيه او البدويه... في النقب يرسل البعض[ من سكان رهط وغيرها] الجاهل والخائن موضوعيا ابناءهم للدراسه في مدارس "الكيبوتسات" والمستوطنات اليهوديه المجاوره حتى يتيهدنُوا ويتصهينُوا ويتقنون الكتابه بالعبريه ولا يتعلمون العربيه... هل هؤلاء الذين يرسلون ابناءهم للدراسه في مدارس الكيبوتسات اليهوديه رغم توفر ووجود المدارس العربيه؟.... هل هؤلاء عرب وبدو ام صهاينه جهله؟... ظاهرة التصهين الظاهره والمبطنه تتفشى اليوم بين ثلل عربيه نقباويه تائهه وساقطه تاريخيا وعروبيا...يرسلون ابناءهم للتصهيُن مع سابق الاصرار ومن ثم يدعون "" التقلُط والتحضُر" وال ش.. امر مخزي ومعيب هذا التصهيُن الطوعي والمجاني...دونية فكريه تستتر وتختبئ في بيت حضاري عنكبوتي..بيت وعقل العنكبوت!!
في النقب اليوم تتفشى ظاهرة اضطهاد المرأه تحت كل الذرائع والمسببات الى حد ان يصبح مصطلح الشرف مطاطي ويتعدى مفهومه التقليدي... يصبح مصيده فقط لاضطهاد المراه رغم انها سيدة الشرف والاشراف ولم تقترف شيئا سوى كونها امراه...عُوره باللغه البدويه...هكذا نرى ان سؤال الشرف لا يُطرح حول بدوي مرتزقه ينضم الى جيش اسرائيل,, بمعنى بسيط ومبسط نجحت اسرائيل في تهجين وتحوير حتى مفهوم الشرف الاجتماعي والانساني لتحصره في مفهوم تقليدي ضيق يستثني معنى الشرف الوطني والانساني والرجولي وحتى الديني التي تلطخه ا يادي المُلطخون وطنيا وعربيا ... الحديث يدور عن قلة الشرف وقلة الدين في اطر الخيانه الوطنيه والتصهين التي تمثل اعلى مراتب العار... العار وقضية الشرف لا يرتبط فقط بالمراه لابل يرتبط ايضا في اعلى مراتبه في الخيانه الوطنيه التي هي بالمناسبه امر يتعايش معه البعض من البدو في النقب وكأنه امر عادي ولا يرتبط بمفهوم الشرف والعار........ العيار وباب الدار....العيَّار خلع ابواب الدار من جذورها وارتمى في احضان واقع مفروض فرضا وقسرا.... تجهيل الجهل وتهجين المهجَّن في اطر استراتيجية سيطره اسرائيليه لا تستهد ف الارض العربيه في النقب فقط لابل ايضا الانسان البدوي النقباوي!!
اسرائيل قامت على مدى عقود بتشويه واقع وصورة بدو النقب وفي المقابل صدقها الكثيرون من من خانتهم الذاكره, ليست من المحيط والقطاعات الفلسطينيه والعربيه الاخرى فقط لابل من بينهم عدد لا يُستهان به من عرب النقب انفسهم اللذين تقمصوا هوية دعاية اسرائيل المفصله على مقاس الصهيونيه هاربين من وصمة الدونيه المُعربه عربيا والمفروضه صهيونيا نحو المزيد من الجهل والقبليه والتبعيه اللتي لا تنتهي بانضمام بعض العملاء[ نسبه قليله وليست كما تضخمها اسرائيل] البدو لجيش اسرائيل لابل بانضمام اسراب الاسراب الى مدن التوطين القسري تحت وطأة " العصري" والحضاري اللتي روجت وتروج لها اسرائيل منذ زمن طويل!!... ياسيداتي سادتي:: منذ امد أُقيمت مدارس مٌتخصصه في الجهل والتهجين وفن تدريس الجهل لعرب النقب!!....وتصوروا ايها الساده الكرام: ان يذهب معلم مدرسه بدوي الى "الخدمه" في الجيش الاسرائيلي حتى يُعيَن من قبل اسرائيل مديرا لمدرسة اطفال عرب من النقب!!!...تصوروا النتيجه!!.. وتصوروا هذا الواقع ثقيل الوزن الذي يذهب فيه بعض شباب عرب النقب الى صفوف جيش الاحتلال الاسرائيلي حتى تمنحهٌم اسرائيل دونم ارض مجانا ضمن الخارطه الهيكليه لمدن التوطين القسري....تصوروا ان يكون عدد المساجد اكثر من عدد الناس وما زال وضع الوعي عائم وهائم على وجهه ولا تسمع عنه الا في طيات كلام وتصريحات هذا الشيخ او المُشيخ وما اكثرهم على قلة بركتهم في بلادنا!!!....سراب ووهم وما زارعه الا بحاصده!! ولكن الانكى من هذاوذاك ان يبقى العقل العربي النقباوي معلقا ومحنطا بين مطرقة عنصرية وصهيونيه اسرائيل وسندان الجهل والتجهيل الداخلي والخارجي,.. يبقى لقمة صائغه لاسرائيل ومشاريعها الاحلاليه,,,والقبليه والرجعيه,,, وللفكر المُعمم[من تعميم] بعمامات الجهل والخنوع!!!..
اليوم يعيش اكثر من نصف عدد بدو النقب[190000]في جيتوات التوطين القسري وحالهم يشبه الى حد بعيد حال " محميات" الهنود الحمر في امريكا وكندا,,, الفقر والبطاله والجهل والعنف بكل اشكاله عنوان كبير وواقع للوحل الاجتماعي والانساني هو الواقع اللتي فرضته اسرائيل وعكاكيزها والطبقه الانتهازيه " المتعلمه" البدويه اللتي نشأت في مدن الملح والتوطين وتحتل الوظائف في المدارس والمجالس, وتتقاسم الغنائم بينها اما على اساس قبلي او على اساس قُربها لصحن سياسة الدوله الاسرائيليه!!!!.في النقب:نشأت اجيال كامله في مدن التوطين القسري في النقب لاتعرف سوى قيمة الكولا والماك دونالد وثقافة عبادة الاستهلاك والماده..بيوت للفرجه.. متاحف جهل,,,,ولا تقيم وزنا لا للارض ولا حتى للتاريخ والحضاره البدويه في النقب!!!
النصف الاخر من بدو النقب يعيش في ما يسمى بالقرى الغير معترف بها من قبل اسرائيل, وهؤلا ء يكابدون ظلم اسرائيل وذوي القربى ايضا,, وهؤلاء يعيشون في حال القرون الغابره اجتماعيا وانسانيا واقتصادياوفي جميع مناحي الحياه الانسانيه, وهم بتقديرنا العالي لهم يحاولون التشبث بديارهم,, ويوجد لهم من يمثلهم على المستوى المحلي والاعلامي ولو نسبيا!!, ولكن الواقع مر والامر ان سلاح التجهيل والفقر والجوع والتجويع التي تستعمله اسرائيل ضد سكان هذه القرى العربيه يُصعب الى مدى بعيد نشأة الوعي المطلوب الذي يرقى بالعقل والوعي الى مستوى الدفاع عن الارض والديار!!
من المؤسف القول ان مشاريع اسرائيل التوطينيه والتجهيليه والتهجينيه وظاهرة التصهين الطوعي قد قطعت مشوارا لا بأس به منذ عقود في التزييف والتغريب والتوطين والتهويد, والواضح ان معنى " التطوير" بما يتعلق بعرب النقب من وجهة نظر اسرائيليه هو ان يدور الحديث العام العربي كما هو جاري عن لُقمة العيش الهاربه, و عن سعر الدولار والدينار والدار والفيلا والسياره كقيمه إجتماعيه وإقتصاديه من جهه, وينسى الناس[العرب] قيمة الارض والحضاره والتاريخ اللتي سرقتها ومازالت تسرقها مشاريع " التطوير" التهويد ألإسرائيليه من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى ويجري منذ عقود هو عملية توطين وتغريب وتهجين قسري تستهدف الانسان والارض والهويه والقيم العربيه الوطنيه في النقب...... اليوم تبدو للاسف وبوضوح:: ظاهرة التصهيُن الطوعي والتهجين في اطار التوطين القسري...ظاهره واضحه وتحتاج الى علاج...مرضى التصهين والتهجين!!


www.deyaralnagab.com