logo
بالصدفة، دولة ثنائية القومية!!

بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 25.07.2010

إذا كان العمل السياسي على أرض فلسطين يمشي بالصدفة، فإن محاسن الصدف قد جمعت بين آخر تقليعة للحل السياسي ترعاها السلطة الفلسطينية، وبين الرؤية السياسية لمستقبل الضفة الغربية كما يطرحها اليمين الإسرائيلي، ممثلاً بوزير الأمن الإسرائيلي السابق "موشى أرنس" الذي أعلن قبل أيام عن مشروعة لضم الضفة الغربية، وإعطاء الهوية الزرقاء لساكنها، ويرى أن الدولة ثنائية القومية قائمة، ولا بأس من توسيع مداها!.
الفكرة ذاتها تطرحها مجموعة فلسطينية تحمل اسم "تكامل" وتحظى بدعم السيد عباس، الذي سمح لرئيسها بالتقدم على غيره، والتحدث لمدة ربع ساعة عن فكرته أمام المبعوث الأمريكي للسلام "جورج ميتشل" في آخر زيارة مكوكية له يوم الخميس الماضي، وللعلم؛ فقد عقدت مجموعة "تكامل" سلسلة من اللقاءات، وتعد لعقد ورشة عمل في الأسابيع القادمة، لتعلن عن نفسها من خلال مؤتمر سياسي، ويرى منسق عام المجموعة "ياسر المصري" أن حل الدولة الواحدة ثنائية القومية قادر على احتواء كل الأزمات، والملفات المتفجرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مثل ملفات اللاجئين، والاستيطان، والمياه، والحدود، والقدس، وأن حل الدولة الواحدة يخلص الشعبين من أزمات دينية، وسياسية كبيرة!.
لقد اختارت المجموعة التي يرعاها السيد محمود عباس اسم "تكامل" وهي تدرك معاني اللفظة، وتدرك أن الجهة مقصد التكامل معها هي دولة إسرائيل، والتكامل سيكون بين اليهود والفلسطينيين في دولة واحدة، ليتحول الصراع من اغتصاب اليهود للأرض الفلسطينية إلى نزاع ضد نظام فصل عنصري، كما يحسبون.
فهل هي الصدفة السياسية التي أوجدت هذا التوافق السياسي الإسرائيلي الفلسطيني للحل، أم أن المشهد الفلسطيني يحتمل مزيداً من المستجدات التنظيمية، ولاسيما بعد تهديد السيد عباس، بأن أيام فتح ستكون معدودة إن لم ترتب بيتها؟!
يقول البعض: إن الدعم الذي يوفره السيد عباس لأفراد المجموعة يهدف إلى التلويح للإسرائيليين بأن هنالك خيارات أخرى في حال فشلت المفاوضات!. إلا أن هذا الترويج لا يجد لها أذناً عاقلة للإصغاء، ولاسيما أن التجربة التفاوضية الفلسطينية تفضي إلى احتمالين؛ الأول: أن هنالك مفاوضات سرية قد جرت بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي، وقاربت على الانتهاء، وحان موعد الإعلان عن نجاحها، وهي بحاجة إلى هذا التكتل السياسي الجديد.
الاحتمال الثاني: أن ما أشار إليه السيد عباس عن نهاية فتح، وتبعثرها قد تحقق فعلاً من خلال تصاعد المجموعة السياسية الجديدة المدعومة من السيد عباس، وبالتالي فهي معززة مكرمة مدعومة مالياً من السيد سلام فياض، وهي البديل الاستراتيجي للتنظيمات الفلسطينية التي رفعت البندقية يوماً من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ليبقى السؤال الكبير: أين كوادر حركة فتح" من الحقائق التي تجرف معالم الأرض؟


www.deyaralnagab.com