علاقة ملتبسة!!
بقلم : هيفاء حيدر ... 02.05.2010
هكذا على ما يبدو تقسم المرأة علاقتها بمن حولها و علاقتها بالأشياء ،العلاقة الملتبسة حد الحذر. علاقة تأخذ مداها الأقصى و لا تلبث أن تعود ثانية الى الحد الأدنى تقترب و تبتعد لدرجة أنها تتحمل أوجه عديدة من الالتباس وفي عدة محاور .
علاقة المرأة بذاتها ونفسها و ما ينتج من هذه العلاقة من محددات في معضمها غير واضحة المعالم .
وعلاقتها بمن حولها من البشر، أصدقاء ،أهل ،محبين ،من بقي منهم حيا" في الذاكرة ومن غادرها مسرعا"، عابرون في هوامش الحياة.
وعلاقة المرأة بتلك الأشياء الثابتة و المتحركة في فضاءات المرأة عبر حقب زمنية متعددة تغيرت أمكنتها هي تجاههم وبقوا يمثلون عوالم المرأة الممتدة الى أزمنة مرت واخرى أتت وبعضها ما زال ينتظر العبور الى ذاك المستقبل الملتبس هو الآخر في انتظار المرأة له أشياء كانت ثابتة وهي المتحركة ،وأشياء تحركت عندما أصبحت المرأة بالنسبة لها ثابتة ، كل في مجاله متحرك بالنسبة للأخر لا شيء ثابت الكل يصبح متحول في مجال الزمان و المكان في علاقة المرأة بالأشياء .
وأكثر هذه العلاقات التي تتحمل العديد من الأوجه ومن التحليل و التحليل المضاد كانت تلك العلاقة التي أقيمت ما بين المرأة وذاتها، شعورها بما يعتمر في نفسها من تناقضات بنيت عليها أهم استنتاجاتها حول مكمن الغبن و الأضطهاد التي ربما تعاني منهما دون أن تسقطهما على أسباب عديدة سوى ذاك الألتباس التي وصمت به على مدارات تاريخ عريق و موغل في رؤية الأتجاهات الغير ممتلئة من الأشياء تجاه علاقة المرأة بمن حولها وعلاقتهم بها وخاصة أولئك الذين شكلوا على مر الزمان امتدادات لعالم المرأة المجهول لها قبل أن يكون معلوم لغيرها، ممن اختلفت أو اتفقت معهم على أسباب بقائها في حيز الآخر، في الجانب الآخر كذلك لمجمل القضايا التي ما زالت شائكة في اطار العلاقة التي ما زالت تفاصيلها تحمل الريبة حينا" و الشك بجمالياتها حينا" أخر.
وطالما أن العلاقة ما بين المرأة وذاتها ما زالت تدور في دوائر مفرغة من المعاني تحمل ذات الأهمية لها في الدرجة الأولى مهما اختلف ترتيب الدوائر ومن كانت منهن أولآ ومن تلتها في الترتيب ثانيا" لا قيمة للدائرة في أي محيط تدور تصبح القيمة في أي علاقة هي مرتبطة بغيرها ،مع الأمور التي تدفعها خارجا" أم مع تلك القضايا التي تضمها بداخلها و لا تسمح لها أن تسبح خارج الدائرة ، ستبقى بالتالي العلاقة مع الآخرين هي كذلك غير واضحة المعالم، ودوائرها غير مغلقة ستبقى مفتوحة على اللاشيء المفضي الى اللانهاية وستبقى الأسئلة تدور كما كلمات الجمل التي نردد حول المرأة وعلاقتها بالرجل؟ و أولادها ؟وأين موقعها؟ وما هو دورها الأساسي في البيت أو خارجه ؟وهكذا الى أن نجد أنفسنا في اللامستقر من الأمور المتناقضة في حقيقتها و نتائجها ولا يوجد مخارج عديدة أمام المرأة في أن تحدد أي الدوائر يجب عليها أن تغلق وأي عليها أن تبقى مفتوحة للنقاش و التغيير و التحول ضمن قيم الثابت و المتغير في حياتها.
وفي نقاش المرأة لعلاقتها هذه وشعورها تجاه نفسها تتشعب الأجوبة ، وربما لا تصل الى اجابة محددة فمن القول بالشعور بالضعف و عدم الثقة بالنفس و تدني مفهوم الذات لديها، الى الأقصاء و الأهمال وعدم القدرة على التعبير عن ما يعتمر النفس من غبن وقع أو محتمل الوقوع .
اٍن رؤيتها لذاتها ومقدار تقديرها لها ينبع بالدرجة الأولى من ذاك الأنتماء لما جرت عليه العادة في ارضاء الضمير تجاه ما هو حق لها ،وما هو واجب عليها ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية وفي أحيان كثيرة يكمن هذا، في تفضيلها لما هو واجب عليها القيام به، تجاه ما هو حق لها الحصول عليه، أو لنقل المطالبة به كخطوة اولى، انها تلك العلاقة الاشكالية ما بين الحق و الواجب في علاقة غير متكافئة وربما منقوصة في الوصول الى الرضا عن تقدير الذات وعدم القاء اللوم على ما مضى وما سيؤول له الحال في الزمن القادم .
وقد تتوه تفاصيل العلاقة وتتداخل، وبالكاد نستطيع التمييز بين أين ينتهي أحدهم وأين يبدأ الأخر، و ربما تصبح المطالبة بالحق غاية صعبة الحصول لآن الواجب سوف لن يترك من مجال لرؤية تلك الخيوط المتشابكة وعلى الأغلب يتدخل الضمير لتنظيم ما هو سائد من قيم تحدد هذا المجال لتجد المرأة نفسها من جديد تسير بحذر على حواف محيط الدائرة علها تستطيع الأقتراب من المركز وهي تدرك تماما" انها مهما قطعت من مسافة فكل المسافات من المركز باتجاه محيط الدائرة واحدة ما زالت الدائرة مغلقة عصية عن الأنفلات من قواعد حسابات منطق الرياضيات .
المصدر : مركز مساواة المرأه
www.deyaralnagab.com
|