بقلم : محمد السروجي ... 12.02.2011

في مشهد مهيب وملحمة تاريخية كان قدر الله الغالب وقضاؤه الذي لا يرد بهذا الشباب المصري النقي الطاهر الذي لم يلوثه الفساد ولم يعطله الاستبداد ولم يكسره القمع ، قام الشباب بإعادة النبض لقلب مصر الذي كاد أن يتوقف بمرور الزمن حين سيطر نظام الحكم البائد على مقاليد الأمور مرتكزاً على رجالات المال وجنرالات الإعلام والأمن ، أعاد الشباب النبض إلى قلب مصر فتحرك الجسد كل الجسد وخرج المارد كاسراً كل القيود متجاوزاً كل الحواجز والسدود ، دفع الشعب فاتورة التغيير وضريبة التطوير ، بدم الشهداء وألام الجرحى وقيود المعتقلين والأسرى، تحرك شعب مصر فتداعت له شعوب الدنيا إيماناً بحقه في الحياة والحرية ، بعث الشعب بالرسالة فهمتها الدنيا عدا بقايا النظام الذي أصر وللحظات الأخيرة على ميلاد نظام مبتسر ومشوه من رحم النظام القديم بالتهديد تارة والتحريض تارة أخرى ، أصرت بقايا النظام على خطف الوطن لكن الشعب لم يمهلها ، فكانت عشرات الملايين في حركة نوعية وغير نمطية حين انتشرت أفقياً لتنتقل من ميدان التحرير والميادين العامة بالمدن إلى بعض المؤسسات الهامة في القاهرة والمحافظات حول مجلس الشعب ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية و مطار القاهرة وديوان المحافظات ، وفئوياً حين انضم إليها مجموعات أخرى من المهنيين والنقابيين والفنانين والرياضيين وأساتذة الجامعات والعمال ونوعياً بالدخول في الإضراب العام والعصيان المدني الذي تم التجاوب معه بصورة أصابت الحركة بشلل " عمال السكك الحديدية والبريد وعمال قناة السويس وشركات الغزل والنسيج وغيرها ..." ومطلبياً برفع سقف المطالب يومياً حتى وصل إلى محاكمة أسرة مبارك وتجميد ثرواتهم وحساباتهم بعد ما أشيع عن الأرقام الخيالية التي يملكونها، حاولت بقايا النظام إحداث الفتنة والوقيعة بين الجيش والشعب لكن الجميع كان عند مستوى الحدث والمسئولية في صورة رائعة من التفاهم والتناغم أذهلت عمر سليمان ورفاق السوء من حوله ، وفي الأخير سقط النظام وبقاياه وكأنهم أضعف من بيت العنكبوت الذي كان بحاجة لهؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم وقضيتهم فزادهم الله قوة وإرادة ، انتهى المشهد الأول من عمر ثورة 25 يناير بإزالة نظام الاستبداد والفساد والقمع وأصبحنا في مرحلة تالية تتطلب المزيد من اليقظة والمشاركة والتواجد كما تتطلب التعاون والتكافل والتضامن حفاظاً على الثورة ومكتسباتها.... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل....