حملة على الفيس بوك لجمع مليون'تفو' !!
بقلم : سهيل كيوان ... 17.03.2011
قال القذافي بعدما تقرر أن الشعب 'يريد معمر العقيد' وأنه هو الذي يلي الله سبحانه وتعالى بالضبط ويضع ليبيا بعد سيادته، ليبز بهذا ملوكا آخرين وضعوا الوطن قبلهم، وهـــــذا تواضع تحـــسدنا عليه الأمم ـ الله الوطن الملك - قال في خطابه مساء الثلاثاء الأخير تقريباً وليس حرفيا ً'أتحدى حكام الغرب أن يتنحوا عن الحكم...فليمنحوا الحرية للشعب الأمريكي وللشعب البريطاني وللشعب الفرنسي..(تصفيق).
بعد تصريحاته هذه لم أعرف ماذا أفعل فقد كانت زوجتي تشد (بالريموت) من يدي وتقول لي...غريب أنت كيف تطيق النظر إلى فضائية الجماهيرية....وكنت أرد..إسمعي يا شيخة..هناك صحافي جزائري اسمه توفيق رباحي يذكرها بالخير كثيرا ويقول إنها مسلية..فعلا إنها تضحك!
ولكن الحقيقة أنني بت قلقاً للأسف فما قاله يعني أن وضع الثوار في ليبيا ليس مريحاً أبداً..لقد عاد هذا السفاح إلى التهريج كما كان قبل الثورة وزيادة...!
في المقابل كانت بعض الفضائيات تبث تلك الكلمة التي خجل الأخ محمد كريشان في مقاله في 'القدس العربي' يوم أمس أن يذكرها ووصفها بأنها كلمة من حرفين....ولا أعرف لماذا خجل الأخ كريشان من كلمة تركية تعني (ملح) وهي (طز) ما غيرها...فقد احتفت بها معظم الفضائيات ورأينا العقيد وأبناءه يوجهونها على اليمين وعلى الشمال، ثم يقف جمهورهم ايضا نساء ورجالا يطزطزون على العالم! والحقيقة أنني بسذاجتي اعتقدت أن هذه (الطزطزة) على الجامعة العربية ثم على دول أوروبا وامريكا لا بد أن تستفزهم وأن يؤدبوه كي يلزم حده ويعرف أنه ليس كل الناس التي يقال له مثل هذا الكلام، ولكن معظمهم بلعها وطنش... فهناك حسابات ومصالح وأنظمة لا تؤثر بها ولا تزحزحها هذه الكلمة ولو قيلت بعدد مليارات الدولارات التي نهبتها من شعوبها.
قلت لزوجتي وجدت شيئاً يفش خلقي..سأطلب من الأصدقاء على الفيس بوك القيام بحملة لجمع مليون 'تفو' على هذه الأنظمة التي تذبح شعوبها كي تبقى على عروشها ..
وبمناسبة الكوارث فقد كنا مذهولين من المشاهد التي سببتها (التسونامي) في اليابان ولكنني ذهلت أكثر عندما سمعت التقديرات عن خسائر اليابان الاقتصادية التي لم تصل رغم كل ما شاهدناه إلى ما سرقته عائلة واحدة من عائلات الحكم العربي وإذا حسبنا الخراب الذي تسببه منذ وصولها السلطة حتى خلعها قد تكون الخسائر أضعاف خسائر اليابان!
وهذا يعني أن أمتنا مضروبة بتسونامي مستمر منذ عقود، ولهذا يحق لنا بعد ثورتي تونس ومصر المجيدتين أن نتساءل أما لهذا النظام التسونامي العربي أن ينتهي؟ أما آن لشعوبنا أن ترتاح ...ألا يحق لشعوبنا أن تختار من يحكمها ليخدمها؟...
طبعا الآن هناك قلق كبير لدى كل أحرار العرب على مصير الثورة الليبية ولكن المؤكد أنها ستنجح إن لم يكن في هذه الجولة فبتلك التي تليها...أما نظام العقيد وأولاده فقد حسم أمره سواء ربح هذه الجولة أو خسرها...فمن يحتل مدن بلاده كي يحكمها بالنار خسر الحرب وهزم شر هزيمة مهما هرّج وشيطن وهلوس وقعدن (من قاعدة)، ولكن من الإنصاف أن تطلق الثورة بعد نجاحها اسم أحد مسارح العاصمة طرابلس...على اسم مهرج حكم ليبيا أربعين عاماً ونيف وأن يجلعوه عيداً وطنيا على طريقة عيد المساخر لدى اليهود بالتنكر وارتداء الأقنعة والتهريج مرة في العام لذكرى هذا الطاغية المهرج...
' ' '
وكان رجب طيب أردوغان الذي أتحفنا في مواقفه من غزة وحصارها وسفينة مرمرة قد اقترح على القذافي أن يتنحى ويرشح له خليفة رئيساً وذلك لحقن دماء الشعب الليبي...وطبعاً كان أسهل بكثير لو طلب منه شنق نفسه على أن يطلب منه طلباً مستحيلاً كهذا..وفهمت أن رجب طيب أردوغان ليس جدياً في طلبه وموقفه وهذا تجلى فيما بعد عندما رفض إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا وهذا ما شكل صدمة لدى الشعوب العربية التي لم تنس مواقفه من غزة بعد.
' ' '
أرفض لي وبرفض لك
وكان وزير خارجية سورية قد أعلن رفض بلاده إقامة حظر جوي فوق ليبيا... والسبب واضح....فالنظام في سورية قد يتعرض لأمر مشابه لا سمح الله وحينئذ يجب أن تكون عينه قوية وأن يجد من يقف إلى جانبه في رفض حظر مشابه فوق سورية إذا أزفت الآزفة...من منطلق ارفض لي أرفض لك....وهذا ما فعله علي عبد الله الصالح الذي اتصل بالعقيد ليطمئن على سير تحرير البلاد من 'الجرذان والمقملين'...
وكنت قد حاولت الحديث مع أصدقاء سوريين على (الفيس بوك) ولكنهم وقبل أن تكتب رأياً يبدأون برعب واضح بكيل المدائح للنظام والإصلاحات التي عملها الرئيس والتي سوف يعملها ولكن بنظام وبلا فوضى كما صرح وليد المعلم.... فأترك الأمر وأقول...هل سيأتي يوم على هذه الأمة تحترم فيه رؤساءها وتحبهم ليس نفاقا ولا خوفاً بل حقيقة يشعر بها المواطن.. اللهم آمين..
أما السيد سعد الحريري فقد أعجبني نزقه عندما تشلّح أمام عشرات الآلاف في ساحة الشهداء في بيروت....ولكن عندما قال إنه يريد جيشاً قوياً لمواجهة العدو الإسرائيلي ...قلت....يعني التشلح فهمناه وهذه حرية شخصية...أما وصفه للدولة المجاورة من الجنوب بالعدو الإسرائيلي فقد تخنها...هل يعتقد أنه مفتح في بلاد عميان ...ألا يعرف أن الناس سمعوا وقرأوا ويكيليكس ووثائقه...
' ' '
وماذا في فلسطين؟ يحاول الطرفان الآن الثنائي هنية وعباس أن يسترضيا الشعب الغاضب، والذي يريد إنهاء الانقسام، فيدّعي كلٌ منهما حبا بالوحدة أكثر من غريمه، فأنصار عباس ينشرون صورا على الفيس بوك واليوتيوب لحركة حماس وهي تقمع المطالبين بإنهاء الإنقسام في غزة هذا الأسبوع، وحماس تدعي أن أنصارها مقموعون ومنعوا من التعبير في الضفة الغربية، ثم أسرع عباس ليعلن أنه مستعد للذهاب إلى غزة كي ينهي الانقسام وردّ هنية كما سمعنا بالترحيب، ولكن باعتقادنا أن كل هذا مصطنع وكلاهما أبعد ما يكونان عن النية الصادقة برأب الصدع! أما الذي طرأ فهو خشيتهما من قوة الشباب الصاعدة التي تطالب بقوة بمحو هذه الصفحة السوداء من التاريخ الفلسطيني والتي باتت ترى بتغيير القيادات التقليدية ضرورة ملحة لاستئناف الطريق...
www.deyaralnagab.com
|