ذكرى انفجار الغضب!!
بقلم : مصطفى محمدأبوالسعود ... 29.09.2010
حينما تسري الحماسة في الدماءِ ، لا شئَ يبقى مستحيل، حينما تتوافر عوامل الدفع ، وتكون المنصات جاهزة ، ويشتعلُ فتيل الغضب ، ينطلقُ الجنون، وحينما تكون القوانين بألفِ وجهٍ ، فلا تطالب الرجال بالصمتِ، والصبرِ في قصرِ الحيادِ، وحينما ترقصُ المبادئ على خمسين نغمٍ ، لا تكون جميلة ، وعندما تتحالف الذئابَ مع الاُسود،ِ لن يبقى الحَمل وديعاً.
ولأن شعبنَا يقيم علاقةً متينةً مع الرجولةِ والشهامةِ، انتفض ليرفض المشاركة في اغتيال المبادئ، وذبح الوطن، ورفضَ الانضمام لحزبِ الشيطانِ، الذي وعدَه بتجهز جيشاً خاصاً يستقبله بكل حرارةٍ ، إذا شاركه الجريمة ، لأن شعبنَا يدركُ أن تلبية الدعوة ، ستجعلُه عارياً إلا من العارِ ، وملكاً دون صلاحيات ، في مملكةٍ وهميةٍ ، وستُغتصبُ أحلامَه الجميلة ، أمام عينيِه، على رصيفٍ قذرٍ، في صيفٍ شديد الحرارة .
ويدورُ قطارَ السنين، ليصلَ إلى اليومِ الذي تغيرت فيه الكثير من الحقائقِ، والوقائعِ، في حياةِ الشعب الفلسطيني، ويقف به عند الحدود الفاصلة بين البقاء السخيف، والفناء الشريف، فانفجرت في مثل هذه الأيام ،عاصفة الغضب الصامتة في قلوبِ الشرفاء ، حين اقتحم المجرمُ شارون، باحةَ المسجد الأقصى، ليؤسس التاريخ لمرحلةِ صراعٍ جديدةٍ مع العدوِ، ويؤكد الأحرار ،أننا جاهزون للمواجهة، رغم انتفاخ فاتورة الانتماء للوطنِ ، بالدماءِ ، فعشق الوطن تيار يسري في النفسِ، من شروق الروح، حتى غروب الجسد، وتعهدوا أن يُسكنوا ترابَ الوطن في سويداء العيون، فهم آمنوا بأن العينَ التي لا ترى تراب الوطن جميلاً، لن تكونَ جميلة ، فقاتلوا وسجلوا أرقاماً قياسية في التضحية والبطولة ، ولازالت المواجهة قائمةً في أبهى صورها ، رغم حقد الخارجون عن قانون الشعوب، الذين يتهمون طموحاتنا بأنها تسكن خارج المنطق، ويساومونها ، ويخيرونها ، إما أن تبيع عفتها في سوق النذالة ، أو تقيم في قصر الصمت.
لكن ليعلم من يرقص على نغمات جراحاتنا، لن يطول الاحتفال ، وليزرع العدو ما شاء من الألم، لن يقتل فينا سواعدنا، ولن يخذل فينا أمانينا ، وليعلم من يبني مجده ، ويقيم أفراحه على أحزان الآخرين ، ستدخل قوته في مرحلة الركود ، وتستقر في قصر الهزائم، وتستسلم للندم كي يعلمها الأدب.
كاتب من فلسطين
www.deyaralnagab.com
|