logo
المجلس العسكري المصري.. تفويض مشروط !!

بقلم : محمد السروجي ... 13.07.2011

موجات متتالية من المخاطر والتهديدات تحيط بمصر 25 يناير ، بعضها متفهم ومقبول على مضض ، ومعظمها غامض يوحي بأن أيد كثيرة تعبث بمصر الثورة والشعب والجيش ، موجات محلية تدخل في باب الوارد والطبيعي من دورة حياة الثورات ، وأخرى خارجية تحاول وباستماتة تشويه الصورة وإيقاع الفتنة وشق الصف وتمزيق الثوب حتى ندخل جميعاً في نفق مظلم المستفيد الوحيد فيه هم الذين أتقنوا الحياة في الظلام والفساد والفتن ، مطالبنا كمصريين عادلة ومشروعة وواجبة "محاكمة مبارك وأسرته ورموز حكمه وبسرعة وعلنية إنجازاً للحقوق وتحقيقاً للعدالة ، محاكمة قتلة الثوار من جنرالات الأمن ورجال المال والأعمال ، استعادة الأمن ومحاصرة البلطجة والفوضى ، تطهير مؤسسات الدولة الشرطة والقضاء والجهاز الإداري " ثم التحول الديمقراطي لبناء مصر الدولة المدنية حلمنا المنشود ، هذه هي باقي مطالب الثورة بعد نجاحها في الجولة الأولى وبعد تفويض الشعب برضا وقبول المجلس العسكري لحكم البلاد ، لكنه تفويضاً مشروطاً باستكمال المطالب والطموحات ، وفي المقابل كان الجيش ومجلسه العسكري عند مستوى القبول والتفويض حين انحاز لمطالب الشعب منذ الأيام الأولى للثورة ولم يتورط فيما تورطت فيه جيوش البلدان المجاورة وهذا متوقع من مؤسسة بحجم المؤسسة العسكرية المصرية التي لم ولن يزايد أحد على وطنيتها وتاريخها الوطني المشرف ، المجلس العسكري أهلاً للثقة لكن من الطبيعي أن الثقة تحتاج لجرعات متتالية من التعزيز والحماية والحراسة ، بمزيد من الالتزام بالمطالب التي نال التفويض من أجلها ، الجيش ومجلسه العسكري جزء أصيل من الشعب وليس العكس ، بمعنى أن الشعب هو الأصل وما هو دونه هو الجزء والفرع ، وبالتالي مطلوب من المجلس العسكري أن يتترس بالشعب بأن يحدد وبدقة خارطة طريق المرحلة القادمة المرتبطة بمطالب الشعب بداية من محاكمة مبارك ورموز الفساد وانتهاءً بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة ، خارطة واضحة ذات جدول زمني قصير ومعلن ، وعلى الشعب أن يدعم المجلس العسكري ويسانده ويراقبه – الشعب مصدر السلطات ومصدر الشرعية – وألا يكتفي بالتفويض العام ثم الجلوس على مقاعد المشاهدة وأن يدفع عنه أحاديث الإفك والشائعات المقصودة ، وعلى المجلس العسكري أن يعلن وبشفافية للشعب العقبات والتحديات والتهديدات خاصة الإقليمية والدولية ، الشعب يعذر المجلس لعظم المهمة وصعوبة المرحلة وكثرة الضغوط ، وهو يعذرنا لأننا عانينا قروناً من الاستبداد والفساد والقمع ، على الشعب أن يجدد الثقة في المجلس العسكري بضوابط "الإعزاز على قدر الإنجاز" وعلى المجلس أن يعتز كل الاعتزاز بأنه جزء من هذا الشعب وهذه الثورة بل وهذه المرحلة التاريخية الفارقة .

كاتب مصري

www.deyaralnagab.com