بقلم :  ... 28.02.2012

تقرير:لا بد لنا اولا ان نترحم على ارواح الشقيقين عمر ولؤي ابوسبيت وهما شابين يافعين من ضمن قائمه طويله من شباب عرب النقب حصدت ارواحهم الايادي القبليه التي لا ترى حلا للمشاكل الا بالطخ والقتل والطوشات والمزيد من المأسي التي تجتاح القرى والمضارب البدويه في النقب وايا كانت الاسباب وخلفيات الطوائش الا انها لا تبرر القتل واستعمال الاسلحه الناريه ضد اقرب الناس في العائله الواحده والحاره الواحده وحتى البيت الواحد ورغم ان الناس والمجتمعات تتقدم وتتطور الا اننا نلحظ تدهورا واضحا في المجتمع العربي النقباوي اللذي يتعرض الى ظلم وتهميش كبير من قبل الدوله الاسرائيليه وفي الوقت نفسه تتفشى ظاهرة العنف بكل اشكاله بين عرب النقب انفسهم والكارثه ان هذا العنف المنفلت من عقاله يضغط على الزناد بسهوله لتكون العواقب كارثيه على القاتل والمقتول والطارد والمطرود والراحل والمُرحَّل في زمان تغير فيه نمط حياة البدو ولم تتغير فيه العادات والاعراف ولم تعد القضيه طوي البيت والخيمه والهجيج او الدخول في وجه المشايخ وحماية العشائر لان البدو اليوم يسكنون كعائلات في بيوت وحارات كامله في مدن و نقاط التوطين وهذه الحارات متجاوره وكل عملية قتل تعني خراب ديار وخراب بيوت وتشرد عائلات واطفال تترك مدارسها واخرون يصبحون ايتام ناهيك عن الخسائر في الارواح والخسائر المعنويه والاقتصاديه التي تتكبدها عائلة الجاني وايضا عائلة المجني عليه وبالتالي ما يجري في النقب من طوشات قبليه لها عواقب وخيمه على كامل المجتمع وجميع العائلات دون استثناء لانها ببساطه تدمر حياة عائلات بالكامل والسبب في احيان كثيره ان شخصا ما في هذه العائله او تلك يورط جميع العائله من خلال تصرف متهور وغير مسؤول يؤدي الى قتل اشخاص من عائلات اخرى ويجر معه كامل العائله الى مربع الويلات والتشرد والاخذ بالثأر الى اخره من عواقب وخيمه.. في زمان غابر كان البدو اكثر فهما وشهامه وحكمه وحتى في الطوشات يتحاشوا القتل ويتحاشوا الضرب على اماكن قاتله حتى لوكان قٍبيله "مزودها" كما يقولون, لكن في هذا الزمن المبعثر نسي الناس هويتهم واصول اجدادهم وشهامتهم وصار كل من هب ودب يضغط على الزناد ويطلق الرصاص حتى في طوشات تافهه او طوشات اولاد ومشاكل" ظعوف" ومن المؤسف ان الناس لا تتعلم من الاخطأء لابل ترتكب مزيد من الاخطاء ونحن نعتقد ان قتل انسان بالرصاص ليست رجوله وليست مهمه صعبه ولكن الاهم هو العواقب والمهمة الصعبه فيما بعد لاعادة الجره بعد كسرها والاصلاح بين الناس والعائلات بعد ان سال الدم بينها وحفر الفاس بين الجيران انفسهم واحيانا الاخوان واحيانا اخرى ابناء العمومه وابناء العائله والقبيله الواحده والسؤال المطروح: الى متى سيستمر مسلسل القتل القبلي المتنقل بين رهط وتل السبع واللقيه وحوره وغيرهن من مضارب البدو في النقب؟ والى متى سيستمر القتل المتعمد للناس وخاصة الشباب ومن جميع العائلات وهؤلاء احيانا كثيره متزوجون و يتركون وراءهم اطفال كثيره ايتام وارامل الخ من مأسي؟ ومتى يستوعب الناس دينهم ومقوماته وتحريم قتل النفس وقتل المسلم لاخيه المسلم ؟. ومتى يستوعب الجبناء من جميع العائلات ان الضغط على الزناد بهدف القتل عمل جبان ويؤدي الى عواقب وخيمه وكارثيه. البدوي الاصيل كما يقولون يعرف اصول حتى الطوائش ويقدر العواقب ويحاول قدر المستطاع عدم القتل في الطوشات حتى لو كان معه الحق ومكرها على الطوشه. مقتل الشابين الشقيقين عمر ولؤي ابوسبيت يجب ان يستنفر عقول جميع العائلات ويدق ناقوس الخطر حول ظاهرة هذا العنف القبلي الاعمى والحاقد الذي حصد ارواح عشرات الشباب والشيب ونأمل ان يستوعب عرب النقب خطورة هذه الظاهره وان تشكل لجان استباقيه ولجان صلح من اهل الخير في جميع القرى والمدن مهمتها تقصي نقاط التوتر واستباق الحلول والصلح والتقريب بين وجهات نظر الناس قبل ان تنفجر الامور وتصل الى نقطة اللاعوده والقتل وخراب ديار الناس.. ايها الناس ا تقو الله وارحموا اهلكم ومجتمعكم واطلاق الرصاصه من بيت النار امر بسيط لكن عودتها مستحيله بعد قتل الجار اوغيره وخراب الديار وكسر الجرار..نتمنى ان يعم الوئام قلوب الناس والحكمه تبصر عيونهم لهذا الخطر الزاحف من حاره الى حاره ومن قريه الى قريه ومن عائله الى عائله بالامس رهط وقبل امس اللقيه وتل السبع واليوم حوره والحبل على الجرار اذا لم نقطع حبل الشر من نفوس الناس واهداءها للخير والتسامح... لكل من يريد ان يدلي بدلوه في هذا الموضوع, بالامكان التعليق مباشره عبر بريد القراء في ديار النقب!!