الشارع المصري يؤدب تل أبيب!!
بقلم : مصطفى محمد أبو السعود ... 01.09.2011
مظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة ليلاً ونهاراً وفي شهر رمضان، والمطالبة بطرد السفير الصهيوني من القاهرة ، وتسلق الشاب أحمد الشحات إلى الطابق 21 ونزع العلم الإسرائيلي عن سطح مبنى السفارة، ووضع العلم المصري بدلاً منه، ومطالبة ثوار ميدان التحرير بفتح تحقيق دولي في أحداث الحدود، والحملة التي يقودها الإعلام المصري ضد السفير المصري في اسرائيل، ياسر رضا.
هذه مشاهد حقيقية قادمة من قلب القاهرة ، تعكس الدور الجديد لمصر الشعب بعد الثورة، وتؤكد أن مصر الثورة أصبحت تسير في قطار غير الذي كانت تسير فيه مصر مبارك، فالإعتصامات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ليست نزهة، والمطالبة بطرد السفير ليس مطلباً فردياً، بل هو مطلب كافة الفعاليات المصرية، لأنها تعتبر أن وجوده يُقلل من سيادة مصر، لأنه جاء باتفاقية أضرت بمصر أكثر مما نفعتها، كما أن أحمد الشحات لم يكن من هواة تسلق البنايات المرتفعة، بل إنه قرر التضحية بحياته من أجل إنزال العلم الصهيوني الذي يرفرف في قلب القاهرة رغماً عنها، ورفع العلم المصري بدلاً منه، ومطالبة الثوار بالانتقام لدماء الجنود المصريين على الحدود، وفتح تحقيق دولي في تلك الجريمة، كما أن الإعلام المصري بدأ يتجاوب مع توجهات الشارع المصري، وشن حملة ضد " ياسر رضا " السفير المصري في اسرائيل الذي قيل عنه أنه يتعاون مع اسرائيل.
كل هذه المشاهد القادمة من القاهرة توحي بأن مصر تعيش لحظة حاسمة في حياتها، وأن هذه اللحظة هي تتويج لصحوة مصرية، تصحح مسار القطار الذي قاده النظام السابق، والذي كان يتزود بكل ما هو أمريكي وإسرائيلي، وهذا ما فهمه الصهاينة من التصعيد الأخير، حيث قررت الحكومة الصهيونية عدم الرد، والدخول في التهدئة مع الفصائل الفلسطينية، لأن الرسائل التي جاءت من مصر كانت بلهجة قاسية مفادها، أن ضرب غزة يعني إشعال النيران في قلوب المصريين، ولن يتمكن المجلس العسكري المصري من تجاهل موجة المظاهرات ضد إسرائيل في القاهرة ، وسيجد صعوبة في التصدي للرأي العام الذي يطالب بتجميد العلاقات مع اسرائيل ، والغاء اتفاقية كامب ديفيد، وبأن أية عملية في غزة، ستقضي على فرص المفاوضات مع حماس، وستكون القيادة المصرية عاجزة عن التعامل مع ثوار ميدان التحرير.
إن المطلوب مصرياً، أن يبقى الثوار على يقظة تامة، وأن يمارسوا دورهم على أكمل وجه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، وألا يتركوا غزة يبتلعها الحوت الصهيوني، كما أن المطلوب فلسطينياً ،هو تفويت الفرصة على العدو الذي يستثمر انشغال الدول العربية بهمومها الداخلية، كي يعبث بغزة وينفرد بها، كما يجب على الفصائل الفلسطينية دراسة الواقع بما يجلب المصلحة للشعب الفلسطيني ، والعمل على وحدة الصف الداخلي.
كاتب من فلسطين
www.deyaralnagab.com
|