logo
يحدث في حكومة حماس!!

بقلم : مصطفى محمد أبو السعود ... 21.11.2010

يظنُ الذين ابتكروا الأزمات ، أنهم يمتلكون الدواء ، وأن حصارَ الجسد من شأنِه، إعاقة العقل عن الإبداع ، وأن إغداقَ النفس بالهمومِ ، كفيلٌ بإغراقِها في بحرِ اليأس، ونسوا أن الإرادةَ القوية هي الوريث الوحيد للمبادئ السوية ،وأن المنهجَ السليم يصنعُ إنساناً عظيماً، وأن الابتسامةَ من وسطِ الدمار ،هي أبزرُ معالم الصمود ،وأن الشرفاءَ كأشجارِ النخيل لا تَهُزهم الريح ،بل تُسقط رطباً جنياً كلما قُذفت بالحجارة.
فمنذُ فوز حماس بالإنتخابات التشريعية وقع الذين ظنوا أن الحياة معها ستكون في قمة المتعة، في خطأ فادح،مثلما أخطأ الذين ظنوا أن الحياة قبلها، كانت على ما يرام، لأنهم بذلك ركبوا جواد الأماني، وقذفوا بالحقيقة في قاع البئر، فأغلب التغييرات التي وعدت بها حماس لم يرها أحد، ليس لأنها تحمل أجنة عقيمة، بل لأن مستشفيات الولادة أغلقت أبوابها في وجه برامجها، واعتبرتها مولود غير شرعي، لذا أقسمت الشياطين بكل شئ، ألا تدعَ عاصيها يُفلتُ من عقابِها، فغرست مخالبَها القاسية في لحم الأبرياء، لتصل سُمُومها إلى أرض الأمل ، وزرعت فيها ما تيسر لها من الآم ، لتنزع الابتسامة من شفاه العاشقين، وروجت لحياة مُذلة وأقصى طموحها ، رغيف خبزٍ مُبللٍ بماء المهانة ،وأوعزت لجنودها أن ضخموا أحزان الطفولة ،ولا تجعلوها تنمو الا على موائد الطاعة، هنا،لا يقدر الإنسان المسلم، والمؤمن بقضيته ،على البقاء في صالة الصمت، وأصبح الخروج منها في دائرة الوجوب ، فتراه يصر على تنفيذ برامجه رغم كل المعيقات ، لينتزع الانجازات من بين أنياب الحصار، فما قامت به وزارة الداخلية في حكومة المقاومة بغزة ، من حملات لملاحقة العملاء،ومكافحة المخدرات ،وحملة كرامة المواطن وهيبة الشرطي، هو خطوة ايجابية نحو تصحيح المسار،لأن من طبيعة العقلاء إجراء عمليات تقييم لأدائهم ، فهم بشر، ولأنهم بشر، فهم أعضاء رغماً عنهم في جمهورية الخطأ والصواب، لكن عليهم ألا يسمحوا للخطأ بأن يعيش، فليعالجوه،لأن سلامة المشروع ، تقتضي الاطمئنان على البرامج والآليات.
لكن، ومن باب الحرص على سير المركب إلى بر الأمان ،يجب ألا تكون هذه الحملات موسمية ، بل يجب أن تبقى معالمها حتى بعد انتهاء عمرها الرسمي، وأن يحرصَ المسئولون على ضرورة متابعة رجال الشرطة باستمرار، وحثهم على التعامل مع كل المواطنين باعتبارهم ركيزة مهمة من ركائز بناء المجتمع المسلم.
على وزارة الداخلية أن تُفهم الناس بأنها ليست مملكة رعب ، إلا على المعتدين والمنافقين الذين يتربصون بالقضية، وأنها مملكة حب وتقدير للمخلصين في بناء الوطن، وعليها أن تنثرَ باقات جميلة من الوردِ المُلون على أفئدة الناس ، وتزرع في الطرقاتِ أشجاراً تبتسمُ للجميع ، وتوزعُ على سكانِ البلاد نشرة تعريفية، تختارُ لها عُنوانٌ جميلٌ ،وتكتبُ على ظهرِ الغلاف ،لا حياة دون الأمل، واعلم يا رجل الأمن أنك "سفير المشروع" فلتتسلح بالابتسامة الصادقة لأنها تسكن في القلب الظمآن للفرح، وتُهدئ من روع الثائر، وترسم شكلاً جديداً للنفس، فإن لم تُربِ نفسَك على حُبِ الوطن على إيقاع قضاء حوائج الناس ، لن يحترمك أحد.


www.deyaralnagab.com