اوباما اذ يستشرس لاحباط مشروع الدولة...!
بقلم : نواف الزرو ... 16.09.2011
يبدو ان ما كان قاله ستانلي كوهين المحامي الامريكي- اليهودي عن الرئيس اوباما صحيحا وحان وقته الآن، فقد قال منذ مطلع العام:"لا يراهن كثيراً على سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه القضية الفلسطينية، رغم التفاؤل الذي أبداه البعض في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأولى من وصوله إلى البيت الأبيض"، ويرى "أن باراك أوباما وجورج بوش توأمان"، ويعتبر "أنّ أوباما يخضع لسيطرة اللوبيات الصهيونية، وهو محكوم بسلسلة من الأكاذيب والخرافات، كمقولة أنّ إسرائيل دولة مسكينة تدافع عن الديموقراطية"، مشيراً إلى "أنّ اوباما أحاط نفسه بأشد المدافعين عن الصهيونية/ الجمعة 22 /1/2010".
ويبدو ان كل كلمة من هذه الكلمات والاوصاف تنطبق تماما على مواقف اوباما الراهنة ازاء مشروع الدولة الفلسطينية امام الامم المتحدة، وكأن اوباما يتبنى فيها تلك الادبيات والسياسات والمواقف الصهيونية بالكامل..!.
فالرئيس الامريكي واركان ادارته يستشرسون كما هو واضح ويوظفون اوراقهم ويمارسون ضغوطاتهم في مواجهة مشروع الدولة الفلسطينية امام الامم المتحدة.
فمنذ حزيران الماضي، دشن الرئيس الأمريكي أوباما حملة تجديد ولايته الرئاسية بتأكيد التزامه ب"أمن إسرائيل"، والالتزام بعلاقات "لا تنكسر" معها"الخليج- الأربعاء ,22/06/2011".
فالرئيس اوباما الذي يفترض انه يمثل النزاهة والحياد والديموقراطية والحرية وحق تقرير المصير للشعوب المضطهدة والمحتلة، يتجاهل كل هذه القيم، ليصطف الى جانب الدولة الصهيونية مع الاحتلال والاستيطان والعنصرية والحروب واحباط مشاريع التحرر وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، فلا تصدق هذه المواقف السافرة التي يتخذها اوباما واركان ادارته ضد حق الفلسطينيين في طلب الاعتراف بدولتهم على ارضهم المحتلة.
فتصوروا ماذا يقول: ان التوجه الفلسطيني للامم المتحدة هو انحراف عن مسار المفاوضات"، فاية مفاوضات هذه التي تتحدث عنه ايها الرئيس...؟! واي سلام..؟!، اهو السلام الصهيوني الذي يرفض الانسحاب والدولة والحقوق الفلسطينية، ويصر على الاحتلال والنهب والقمع والاستيطان...؟!.
ويضيف:"ان المسعى الفلسطيني لنيل اعتراف الامم المتحدة بدولة مستقلة يعد خطوة لصرف الانظار لن تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وان الطريق الوحيد لحل هذه المسألة يكمن في اتفاق اسرائيلي فلسطيني ليس الا- وكالات \ الثلاثاء 13 / 09 / 2011 ".
فما الذي يؤدي اذن الى اقامة الدولة القابلة للحياة...؟!
اهي المفاوضات العقيمة المراوحة مكانها منذ نحو عشرين عاما...؟!.
واي اتفاق هذا الذي تتحدث عنه...؟!
فكل الاتفاقات التي تم التوصل اليها مزقتها"اسرائيل" ورمت بها الى سلة المهملات...!.
يبدو ان الامر كذلك ايها الرئيس، كما قال كوهن، ومن قبه اوري افنيري الذي تحدث عن" احتلال اللبيات الصهيونية للبيت الابيض"وغيرهما، فانت على ما يبدو قد تأسرلت او تصهينت، او انضممت لليكود الصهيوني، كما كتب المحلل الاسرائيلي جدعون ليفي في هآرتس 20/2/2011 تحت عنوان:" براك اوباما انضم الى الليكود" قائلا:" لقد انتسب عضو جديد الى الليكود، لا لمجرد الحزب الحاكم بل لأشد أقسامه صقرية، بين تسيبي حوطوبلي وداني دانون – إن براك اوباما يلتف من اليمين على دان مريدور وميخائيل ايتان ويُضعف موقفهما"، ويضيف ليفي عن الفيتو الامريكي:" إن قرار النقض الذي تستعملته الولايات المتحدة في فترة ولايته – وهو الذي وعد اوباما بأن لا يستعمله كأسلافه – هو قرار نقض لاحتمال التغيير والوعد به، قرار نقض للأمل، انه قرار نقض ليس ودّيا لاسرائيل، يؤيد المستوطنين واليمين الاسرائيلي، هما فقط"، مستخلصا:"لكن الوعد بالتغيير والاهتمام الحقيقي باسرائيل هما شيء واحد، والسلوك السياسي شيء آخر: فثمة قرار نقض آلي آخر، وكأنه لم تقع امور قط، اوباما مثل جورج بوش، لا يوجد أي فرق".
ولم تتأخر وزيرة خارجيته كلينتون عنه كالعادة، فسارعت الى الاعلان بمنتهى الانحياز للموقف الصهيوني:"إن الطريق إلى حل الدولتين لاقامة دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل يمر عبر القدس ورام الله لا عبر الأمم المتحدة- وكالات: 13/09/2011"، وتكرر كلينتون السمفونية الصهيونية قائلة:" أنه يتعين على الفلسطينيين عدم السعي للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة بل عليهم بدلا من ذلك استئناف المحادثات المباشرة مع الإسرائيليين"، فاي مفاوضات هذه التي تتحدثين عنها مسز كلينتون...؟!
وكانت كلينتون اكدت سابقا:"أن واشنطن لن تدعم أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب ترمي لنيل اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية, لأن حل الدولتين لن يتحقق الا بواسطة التفاوض"، مضيفة:"إن الطريقة الوحيدة والحاجة الملحة بالنسبة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هو الحوار الذي يصب في مصلحة الطرفين، وحثت كلينتون الجانبين على استئناف المفاوضات بينهما حالا رغم الأحداث التي تشهدها بعض دول الشرق الأوسط-2011-4-21، كما هددت كلينتون في مكالمة اجرتها مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بقطع المساعدات الاقتصادية التي تقدمها واشنطن للسلطة في حال تقدمت بطلب الى الامم المتحدة في سبتمبر للاعتراف بها كدولة- صحيفة يديعوت احرونوت الأحد 21 / 08 / 2011".
فهل نحن يا ترى امام اجندات وادبيات ولاءات ومواقف امريكية ام صهيونية ...؟!
الا تحتاج كل هذه" البلطجة"الامريكية المتصهينة الى اعادة حسابات واولويات عربية ...؟!
الا تحتاج القضية الى مسيرات واحتجاجات جماهيرة واسعة ضد العداء الامريكي الشرس للحقوق الفلسطينية...؟!
www.deyaralnagab.com
|