logo
أنهارٌ مُنوَّمة !!

بقلم : نمر سعدي ... 25.05.2011

أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أنهارَكِ الذهبيَّةَ في يقظاتِ الأعالي
ويمنحها لذَّةً لا تُفسَّرُ ؟
كلُّ المجازِ الإيروسيِّ يغدو فقيراً ذليلاً... كرملِ البحارِ
إذا قيسَ يوماً بماءِ ابتسامتكِ السكريِّ
ولكنني حينَ أحلمُ يوماً بأنهاركِ المستغيثةِ
بالكهرمانِ النبيلِ أمامَ يديكِ
أرى قدمي كيفَ تغطسُ في ذهبٍ سائلٍ أخضرَ اللونِ
كالسمكِ المتسلِّحِ بالعنجهيَّةِ والانبهارِ
أرى ندمي وهو يزحفُ فيَّ على وجههِ
أتقرَّى دمي مثلما يتقرَّى
لهيبُ السيوفِ على شفتيَّ أصابعَ ليلايَ
صمتُ الفراشاتِ فوقَ يديَّ
وحلمي يُتوِّجُ قتلايَ بالوردةِ المستحيلةِ
أنهضُ من موتِ رؤيايَ في سكراتِ القبيلةِ
لا اليومَ خمرٌ ولا الغدَ أمرٌ
وليسَ لعينيَّ أن تحملا شبقَ الشعرِ
فوقَ الطريقِ الذي ليسَ يُفضي سوى لمفاتنِ فاطمَ
أو لنداءاتِ ضلِّيلها وكتابِ اليمامِ
سأختمُ ما ظلَّ من مسكِ أنفاسكِ الرخصِ
ثمَّ أصومُ عن الغمغماتِ التي لن تُصادقَ كذبَ نواياكِ
أو ربَّما لن تُصدِّقَ دمعَ التماسيحِ في آخرِ الفجرِ...
ماذا وراءَكِ من قلقٍ ناصعٍ لا يُصاغُ
ومن خضرةٍ لا تنامُ سوى فوقَ صوتي..
ومن رميةٍ حاذقةْ
تتهادى بسهمٍ نحيلٍ وتنشبُ في رئتي العاشقة ؟
أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أسرارَكِ المستقيلةَ من شمسها
في ذرى الروحِ مثلَ السفائنِ مُتعبةً مُتعبةْ ؟
أتراكمُ مثلَ الأهلَّةِ فوقَ سماءِ حزيرانَ
ينهرُها ألفُ ذئبٍ قتيلٍ وتدركها لعنةُ التجربة
كلُّ أفكارِ قلبي وأشعارهِ
سوفَ يُعلنها الحبُّ فيَّ وتنكرها الموهبةْ
كلُّ ما يتراخى وراءَ التماعاتِ وجهكِ يضربني كالزلازلِ
يُشعلُ ما في دمي من هشيمٍ ومن خشَبٍ قاحلٍ
في حياةٍ خلَت كانَ شوقاً عنيفاً إلى قُرطبةْ
ما الذي يتوالدُ من هذهِ اللمسةِ الرعويَّةِ
والضحكةِ المستديرةِ حولَ يديكِ الملوكيَّتينِ
قفيراً من النحلِ يحملُني كيْ أنامَ على غيمةٍ طيِّبةْ ؟
أيُّ شيءٍ يُهوِّمُ بي فوقَ هذي البحيرةِ كالطائرِ المستهامِ
ويمنحني شفقاً من كلامٍ ؟
وأيُّ شتاءاتكِ الأنثويَّةِ يعصفُ بي في مرايا الظلامِ ؟
وأيُّ نداءاتكِ العاطفيَّةِ يرمقني من علٍ كالملاكِ الحنونِ
ويمسحني بالأناشيدِ..
أو برذاذِ البحارِ المشبَّعِ بالدمعِ والاشتهاءِ
كعينيكِ في ذروةِ الحبِّ...؟
هذا الرمادُ قليلٌ على نزوةِ النارِ فينا
وليسَ يُغطِّي كما ورقِ التينِ سوءةَ عنقائنا
لا يُغطِّي الذنوبَ التي يبسَتْ فوقَ أشيائنا...
كلُّ هذا الحطَبْ
ليسَ يكفي ليوقدَ في دمكِ القبلةَ الباردةْ
كلُّ هذا التعَبْ
ليسَ إلاَّ طريقي وفاكهتي وحنيني
الذي كثَّرتهُ الحياةُ لأندلسٍ واحدةْ
أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أنهارَكِ المخمليَّةَ
في هاوياتِ السماءِ وفي شُرفاتِ الأنوثةِ ؟
حتى لتجهشَ بالشمسِ والوردِ والطيرِ والاخضرارِ
وتنحلَّ في عتمةِ الشغفِ الأرجوانيِّ
أو في بكاءِ اليدينِ على دمنا الكهلِ
ماءً كعطرِ السفرجلِ...
مفردةً مفردةْ.


www.deyaralnagab.com