العالم العربي بين عسكرة العولمة وحروب الإزاحة !!
بقلم : د.مهند العزاوي* ... 24.08.2011
*عسكرة العولمة وحروب مالية قادمة
*عقيدة غائبة وإزاحة جيوسياسية متعاقبة
يدخل العالم اليوم شبكة أنفاق مهلكة مبهمة النتائج, وتشير ملامحها إلى الفناء العالمي التدريجي في ظل عسكرة العولمة وهيمنة مافيا المال , والاندماج الانسيابي للجريمة المنظمة مع الشركات القابضة في الجسد السياسي والاجتماعي الدولي, ليصنعوا بيئة الحروب القذرة ويهيئوا مناخها , ونشهد حروب التفكيك العربي والإزاحة الجيوسياسية , وفق مفهوم الفوضى الهدامة والتقطيع الطائفي الناعم والصلب, وباستخدام واسع لجيوش الموت المأجورة , والتي تعمل على أذكاء الحروب الخاصة[1] ,في ظل اندثار المنظومة القيمية والنظريات والنظم السياسية "نظرية الدولة"[2], ولابد الاعتراف بان النظام الرسمي العربي قد انتهى واحتضر ولا وجود لمحور جيواستراتيجي عربي ولا محاور جيوسياسية عربية فاعلة , ونشهد تفكك الدول العربية بالتعاقب وفق نظرية "الدومينو" , ولعل أبرزها بشاعة غزو العراق وتفكيك دولته وما نسميه "العرقنه النازفة" وهو أنموذج يجمع توصيف حروب الإزاحة العربية في فلسطين ولبنان والصومال والسودان, وأضحى أنموذج طازج ومربح سياسيا وتجاريا ليعاد تطبيقه في مسارح الإزاحة العربية , وفي ظل التحالفات العربية الفاشلة والاحتراب السياسي وتداعيات عسكرة العولمة والحرب على الإرهاب , وسياسة الإلحاق ألمخابراتي, وقد استعدت الجسد المجتمعي وأسهمت عبر أساليبها المنفرة بالارتداد الإيديولوجي, مما جعل الأجيال العربية الشابة محبطة وهي تعاني من الإقصاء السياسي والبطالة والعوز والفاقة والهجرة , وبذلك يسهل ولوج الإيديولوجيات الهجينة الوافدة ويساهم في ترويج الأساطير الطائفية السياسية والتي كانت المرتكزات الأساسية للحرب الديموغرافية وتفكيك الدول العربية بالتوالي.
عسكرة العولمة وحروب مالية قادمة
يشهد العالم اليوم فوضى سياسية وازدواجية في التعامل مع الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والإنسانية, وأضحت المؤسسات الأممية خاضعة لإرادات مافيا المال من مجمع الشركات القابضة[3] وبلباس القطبية الأمريكية وهي تعسكر العالم بحروبها الاقتصادية, وتعاني الولايات المتحدة وحليفها الأوربي من أزمات مركبة[4] تعمل على تصديرها لازمات وحروب خارجية, ولعل التدخل العسكري في ليبيا بطلب من جامعة الدول العربية يشكل حرب النفط الثانية بعد العراق في الأجندة الأمريكية الأطلسية, حيث يجري معالجة أزمة الناتو المالية حيث يعاني إفلاسا منذ عامين, ناهيك عن تصريف مخزونات الاعتدة والمقذوفات, والسماح بتجربة الأسلحة الجديدة التي تصنعها شركات الأسلحة, ناهيك عن توظيف هذه الحرب في سجل اوباما الانتخابي, وكما يقول الإعلام الأمريكي "لكل رئيس حربه" وبالتأكيد الحروب التي خاضتها أمريكا طيلة ثلاث عقود أفرغت النظام الرسمي الدولي من محتواه , وخرقت النسق الدولي , واغتالت الشرعية الدولية, وكبلت العالم بسلسلة من الأزمات المركبة , وقد شهدت أوربا انتفاضات واحتجاجات شعبية كبرى في ايرلندا وانكلترا وفرنسا وايطاليا واليونان واسبانيا على الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية منها , وقد تفاقمت البطالة وتسريح الموظفين وقد بلغ 280 مليون عاطل بعد التقليص الذي نفذته الشركات وعجز الحكومات , خصوصا أنهم ينتهجون نظرية "مليتن فريدمان" (مدرسة شيكاغو)[5] والتي جلبت الفوضى والبطالة والبؤس المجتمعي ونهب المال العام وانتشار الفساد , وقادت إلى انهيار الأنظمة السياسية وسخط شعوبها,وجميع تلك التجارب لم تعزز مكانة الدول الكبرى على العكس فقد انهارت وأصبحت هذه الدول عاجزة مثقلة بالديون وتحتكم على جيوش وقواعد في كافة أنحاء العالم , وتبلغ ميزانيتها مئات المليارات , ناهيك عن جيوش المرتزقة وجميعها تبحث عن سوق الموت, ولابد من عدو وهمي حيث تتبنى وسائل الإعلام ومكاتب العلاقات العامة ومراكز الدراسات تسويقه , وباستخدام ما يطلق عليه الكذب النظيف من قبل سدنة السياسة والإعلام, وكما حصل في غزو العراق عندما ضلل بوش وإدارته وبلير وأجهزته الرأي العام وذهب لتدمير العراق وتفكيك المنطقة العربية,وتلوح اليوم بالأفق على اثر الأزمات المالية حزمة حروب قادمة مركبة ومسارح عملياتها في الغالب بالعالم العربي في ظل الاختلاف الحكومي الشعبي والاحتجاجات الشعبية المتعاظمة وسوء إدارة ملف التظاهرات, وتغليب القوة بدلا من الإصلاح والحل السياسي المسئول , إضافة إلى تداعيات غزو العراقي وملامح الإبادة الطائفية والتكفير السياسي والمهني وملامح النزاع العربي الكردي وتصفية الأقليات جميعها أصبحت مسالك وشيكة للصدام لتوظف خارجيا في حرب الإزاحة العربية.
حروب الإزاحة وتفكيك الدول العربية
يشاهد المواطن العربي اليوم مراسيم تشيع النظام الرسمي العربي , وقد افتقر لبوصلة التكامل والقراءة الإستراتيجية المتأنية , واتسمت سياساته بالتخبط والاختلاف المزمن, وعندما نراقب حجم القدرة العربية نقف أمام غياب العقيدة السياسية والإستراتيجية العليا, وشهدنا انهيار منظومة الأمن القومي العربي بالكامل, واندثار معايير التوازن السياسي والدموغرافي والعسكري, خصوصا أن غالبية الدول العربية اليوم منزوعة الجيوش, وتفتقر إلى التكامل الذاتي ووحدة الهدف والمصير, وتعصف بها أزمات داخلية معقدة, ونجد مساحة رمادية بين سلوك النظام الرسمي العربي وتطلعات الشارع العربي, وقد فتحت أبواب الاختراق الناعم لتفكيك العالم العربي الإسلامي وبشكل واضح دون معالجة تذكر.
يجري إعادة رسم الخارطة السياسية عن بعد , وجعل الشعوب العربية الإسلامية أدوات للحروب العبثية ووقودا للعنف والفوضى والإرهاب المستورد, والذي عزز الاضطراب السياسي والأمني ليكون مبررا لتجارة الأمن الرائجة اليوم وفق فلسفة الخوف وصناعة الإرهاب , ناهيك عن تفتيت الديموغرافية العربية إلى هويات فرعية متناسلة متحاربة تارة طائفية مذهبية, وأخرى أثنية عرقية, وكان للدور الإيراني دور محوري فيه, خصوصا أن الدول العربية تعاني من استهداف مزمن كونها خزين للثروات الإستراتيجية والفكرية .
مارست الدول العربية سياسة الهروب إلى الأمام وتخطي التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية , حيث جرى تجريف المحاور الجيوسياسية العربية بالتعاقب بين إزاحة واحتواء وتجميد وصولا إلى التفكيك الشامل للقدرة , واستهدفت محاور القدرة الصلبة مصر والعراق والجزائر وليبيا والسعودية لاحقا , ونشهد تعاظم دور الوكلاء الإقليمين إيران وتركيا لملئ الفراغ العربي الرسمي ضمن فلسفة شد الأطراف, وكثيرا ما نذهب نحن العرب إلى نظرية المؤامرة لتغطية الفشل السياسي الناتج من احتكار الحواشي الرئاسية أو الملكية المنتفعة للسلطة وأشاعتها الفساد وممارسة القوة ضد الشعوب وتأسيسي دول بوليسية تؤسس لمبررات صناعة الحروب وغزو الدول وفق فلسفة التبسيط المخيف ضمن دعاية الحرب الامريكية.
خضع النظام الرسمي العربي بإرادته وعجزه لحروب الإزاحة الجيوسياسية وتجريف القدرة , وافتقر لإدارة الصراع العربي الإسرائيلي بحنكة ومسئولية , وهو صراع حضارات بالوكالة وكانت إسرائيل رقعة المصالح الغربية الأمريكية والقاعدة العسكرية المتقدمة في قلب العالم العربي, واستخدمت كواخز لصناعة الحروب والاضطرابات والانشقاقات في الجسد العربي, وهي تجاهر بالفناء العالمي وتثقف راديكاليا لمعركة "هرمجدون", وقد أصبحت اليوم بعد تفكيك النظام الرسمي العربي منصة في الصراع وتحتكم على بؤر ودويلات وخز بالوكالة .
أضحى العالم يعيش تهديدات مصيرية وتسوده الفوضى السياسية وتلوح بالأفق السياسي حزمة حروب مركبة تختلف بعض الشيء عن غزو العراق في المسالك والآليات ولكن من المؤكد مسارح عملياتها قد يكون الأطلسي أو الخليج , ويجري هذا في ظل المتغيرات السياسية التي تشهدها الدول العربية, ونشهد اليوم نموذج "العرقنه النازفة"[6] جاهز للتطبيق في غالبية الدول العربية, فهو مربح إقليميا لإزاحة المحور الجيواستراتيجي العربي , ودوليا لترحيل الدول العربية وشعوبها إلى العالم الرابع[7], ولعل النموذج الليبي سيتكرر سواء بالعدوان الخارجي أو بإذكاء الحروب الطائفية والعرقية خصوصا أن الديموغرافية العربية مفتتة عاموديا وأفقيا وأضحت بيئة منسبة للتقطيع طائفيا وعرقيا في ظل غياب التخطيط والتنمية والفكر المسئول , وبالتأكيد هذا الفشل تتحمله الأنظمة العربية برمتها لأنها فقدت بوصلتها الجامعة وخرقت أمنها القومي بتحالفات هشة نخرت قدرتها, ولابد من أرادة عربية صلبة وذكية لإعادة رسم العقيدة العربية الإسلامية من جديد وإشاعة روح التسامح وتخطي حرب الهويات الفرعية والمشاركة في بناء القدرة العربية الإسلامية من جديد ومعالجة الغزو الفكري والعسكري وذلك بالتأهيل السياسي والفكري لشريحة الشباب الواعد ليكون جيل مسئول عن حاضر الأمة و مستقبلها.
الهوامش:
[1] . تقوم المرتزقة بمهام قذرة كالحروب الخاصة والتي تتجسد بالاغتيالات والانقلابات والتمرد المسلح والعمليات الخاصة وأضحت بعد عام 1991 تشترك رسميا بالحروب وتقاتل مقابل ثمن وتتميز هذه الجيوش بقدرات مماثلة للجيوش الكبرى وتتفوق على جيوش لدول صغيرة وتوصف بالشركات الأمنية الخاصة والتي تختص بتجارة الأمن القومي, وهناك مئات الشركات العاملة في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية واسيا وقد ازدهر سوقها بعد خصخصة وزارة الدفاع الأمريكية من قبل وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني وقد نفذوا انقلاب تجاري على البيروقراطية العسكرية ومهنيتها.
[2] . تشير الواقعية السياسية في ترتيب النسق الدولي وتوازن القوى إلى تمسك العالم طيلة قرون بنظرية الدولة, لان الدولة هي الوحدة الأساسية في السياسية الدولية, وهي الكيان المهيمن في الشؤون الدولية لأنها استثمار جماهيري وتراكم أنفاقي وهوية حضارية وثقافية , ولابد أن تظل مسلحة وتحتكر القوة , وتمتلك الردع , وتجيد الوقاية, وتمارس الدبلوماسية , مع أعطاء الأولوية للأمن القومي وما يطلق عليه (الأمن والدفاع) , وتتفاوض لعقد المعاهدات الدولية والاتفاقيات والتحالفات التي تضمن أمنها وحقوق شعبها ومصالح البلد العليا, وكذلك تمارس النفوذ إلى حد كبير في تحديد الإنتاج الصناعي والزراعي والسياسة التجارية والمالية, ,وابرز مهامها تحقيق العدالة الاجتماعية وسيادة القانون , وتامين الخدمات الأساسية وحق المواطنة وتترجم تطلعات الشعب بالمكانة والهوية الحضارية , وتلك ابرز مقومات "النظرية الدولاتية"
[3] . المفكر الأميركي نعوم تشو مسكي - مقال نشره بموقع "تروث آوت دوت أورغ" إن مؤشرات انهيار أميركا بدأت منذ بلوغ أوج القوة بعد الحرب العالمية الثانية، وتلاها التفوق الملحوظ في المرحلة التي تلت حرب الخليج الثانية في التسعينيات مع أن ذلك كان مجرد خداع للذات, وقال إن المشهد قادم لإرعاب حتى المنظمين، فالشركات التي وضعت المتشددين في مراكز القرار هي الآن قلقة من أنهم يسقطون الصرح الذي بنته، وتفقد امتيازاتها والدولة القوية التي تخدم مصالحها. وأوضح تشو مسكي أن طغيان الشركات على السياسة والمجتمع، وهو ذو تأثير مالي في الغالب، بلغ حدا جعل الحزبين الديمقراطي والجمهوري -اللذين بالكاد يشبهان الأحزاب السياسية- أبعد ما يمكن عن حق المجتمع بشأن القضايا الرئيسية قيد المناقشة, وأوضح أن تركيز الثروة أنتج قوة سياسية أكبر، وهو ما سرَّع دائرة مغلقة جهنمية قادت إلى تجمع كمية كبيرة من الثروة بيد 1% من السكان، وهم أساسا المديرون التنفيذيون لكبار الشركات، بينما استقرت مداخيل الأغلبية.مقال منشور في موقع صقر للدراسات - تقارير
[4] . تفيد الدراسات المختصة أن الحرب العالمية الأولى والثانية ، وكذلك بعض الحروب الإقليمية التي نشبت في أكثر من منطقة خلال العقود الماضية كانت لأسباب اقتصادية بحيث مع انتهاء كل حرب كان يحصل انتعاش وحركة نمو وإقبال على الاستهلاك مع ما يستتبع ذلك من تخلص من التضخم والانكماش والبطالة . فهل ما يجري الآن في أميركا وأوروبا ستكون محصلته حرباً ما ، وأين يمكن أن تقع ؟ بحسب تطورات الأوضاع يتبين أن أزمة مالية خانقة قد أصابت الولايات المتحدة الأميركية حيث وصلت المديونية إلى نحو 14 تريليون دولار أي ما يعادل الناتج القومي الخام للبلاد لمدة عام كامل . وتأتي أزمة المديونية الأميركية استكمالاً لأزمة المصارف التي حصلت عام 2008 والتي أصابت شظاياها كل دول العالم دون استثناء , قد لجأت أخيرا إلى اتخاذ إجراءات تقضي برفع سقف الاستدانة والتي تعتبر في جوهرها ليست حلولاً لأزمة بل كناية عن "مسكنات" لمعالجة أوضاع راهنة لفترة زمنية بسيطة من الزمن . وتلتقي الأزمة المالية الأميركية مع أزمة أوروبية مماثلة تطال عدة دول في منطقة اليورو, د. صالح بكر الطيار, مشاريع حروب برسم الأزمة المالية العالمية منشور على موقع مركز صقر للدراسات – مقالات.
[5] . اتسمت المسالك التي انتهجتها مدرسة شيكاغو والتي تنتهج نظرية "مليتن فليدمان" بالوحشية والجشع والقتل المجاني الشامل لترسيخ هذه النظرية التي تعمد على حكومات فارغة تنقل المال العام إلى الشركات المتعددة الجنسيات والتي بدورها تقوم بتصفية الطبقة الوسطى وتخصخص أصول الدولة بالكامل وتعتمد ثالوث السوق المفتوحة المعفية من الضوابط الحكومية الوطنية ورفع الدعم عن المواطن وخصخصة أصول الدولة لتبقى الحكومة فارغة وعاجزة والشعب بائس وجائع وتستشري فيه البطالة وبنفس الوقت تعاظم شبكات الفساد وجميع التجارب التي طبقت في المخروط الجنوبي –أمريكا الجنوبية واسيا وأوربا وكانت نتائجها كارثة والفشل حليفها واقتصرت المدة الزمنية من 8-10 سنوات وسمت برأسمالية الكوارث... انظر نعوم كلاين ,عقيدة الصدمة- صعود رأسمالية الكوارث –مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم- لبنان-2009.
[6] . العرقنه النازفة مصطلح للباحث وهو توصيف لنموذج غزو العراق وباستخدام القوة العسكرية الخارجية وبشكل غير شرعي, وتمخض عنه تدمير كيان العراق وتفكيك دولته وتفتيت ديموغرافيته وممارسة كافة أنواع التجريد الجيوبوليتيكي مع شياع ظواهر المليشيات المسلحة وتسلقها سدة السلطة واحتراب الإيديولوجيات الوافدة كبديل للعقيدة السياسية الوطنية والهوية الجامعة واستبدال الطبقة الوسطى والعلماء من الجسد الوطني بالشركات الأجنبية وفق نظرية الخصخصة وبيع أصول الدولة وحرمان المجتمع من خدمات الدولة لتعم الفوضى النازفة التي تستنزف كافة القدرات البشرية والمادية وتلغي كيان الدولة.
[7] . صورة العالم الرابع في حالة الفوضى كانت قد وضعت وبشكل مقنع ولخصت في عنوانين لأعمال واسعة الانتشار وطبعت عام 1993 وهما كتاب لـ زيبينغو بريجينسكي "خارج عن التحكم" وكتاب لـ دانييل باترك موينهان"عاصمة الجحيم" انظر صموئيل هنغتون" صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي"الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان, مصراته, 1999 , ص91.
*رئيس مركز صقر للدراسات الإستراتيجية
www.deyaralnagab.com
|