تحرّكات في الوقت الضائع!!
بقلم : محمود صالح عودة ... 14.04.2011
صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا، أنه ينوي أن "ينظر" في احتمال سحب مزيد من قوات الجيش الإسرائيلي من الضفة الغربية المحتلة، بهدف وقف "تسونامي" الاعترافات بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، خاصّة في قمة "الأمم المتحدة" المقرّر عقدها في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك بعد حصولها على اعترافات أكثر من 100 دولة حتى الآن.
هناك أكثر من نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية، إلى جانب ما يزيد عن 200 ألف في القدس، وهؤلاء يحتلّون أجمل أراضي الضفة الغربية وأجودها جغرافيًا. لكن نتنياهو لا يتحدّث عن إخلاء هؤلاء وتفكيك مستوطناتهم، بل عن إخلاء الجيش الإسرائيلي من مناطق لم يتخلَّ عنها بعد لصالح القوّات "الأمنية" الفلسطينية في الضفة الغربية، ذات القوات التي يديرها خليفة كيث دايتون؛ المنسّق الأمني للولايات المتحدة الجنرال مايكل مولر، الذي شارك في قصف وقتل العراقيين والأفغان خلال الحروب الأمريكية هناك كطيّار حربي. وهي ذات القوات التي لا تقبل أي عامل في صفوفها قبل حصوله على موافقة جهاز الشاباك الإسرائيلي. وهي ذات القوات التي مهمّتها الأولى حماية المستوطنين الإسرائيليين، والعمل بالنيابة عن جيش المحتلّين.
يأتي تصريح نتنياهو ضمن تصريحات أخرى على المستوى القيادي في المؤسسة الإسرائيلية، تميّزت بتخفيض النبرة العدوانية والتهديدية - بشكل مفاجئ - بعد فترة طويلة من التصعيد والصلف.
فقد ارتفعت أصوات تطالب بالسماح لـ"قافلة الحرية 2" بالعبور إلى غزة ولو كان عليها "إرهابيون" (راجع المصطلح في القاموس الصهيوني)، دون تدخل أو تعرّض الجيش الإسرائيلي للقافلة، وهو ما يثير الاستغراب كون كل التصريحات التي سبقت هدّدت بتكرار المشهد الذي حدث في العام الماضي، حين اعتدى الجيش الإسرائيلي على ركّاب الأسطول وقتل 9 منهم.
كذلك عقدت قمّة قبل أسبوع ونيّف في تل أبيب، نظّمها مسؤولون سابقون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسهم رئيس الموساد السابق - داني يتوم ورئيس الأركان السابق - أمنون ليبكين شاحاك ورئيسا الـ"شاباك" السابقان - عامي أيالون ويعكوڤ پيري، إلى جانب رجال أعمال وأكاديميين، عرض خلالها المنظمون مبادرة جديدة للسلام مع الفلسطينيين، وقالوا إن هدفهم من المبادرة هو تقوية أمن إسرائيل في المنطقة "العاصفة"، وتثبيت موقفها المضطرب دوليًا.
تصريحات نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى أنهم بدأوا يقدّرون حقيقة حجم المخاطر من حولهم، ولكنهم لم يكونوا صريحين بما فيه الكفاية. كان الـ"راڤ" أمنون يتسحاك - وهو معروف بـ"إعادة" اليهود لدينهم - أصدق منهم، عندما أجاب على سؤال طرحه أحد الحاضرين حول الحرب المقبلة، وذلك خلال إحدى ندواته:
"بالنسبة للحرب، هناك حرب محيطية الآن، أنظمة الدول تتغيّر من حولنا وهذا لا يصب في صالحنا طبعًا، الدائرة بدأت تشتدّ علينا أكثر فأكثر. الظاهر أن هذه خطة من الرب ليجعلنا نعي ما سيحدث. في الجنوب هناك تحضيرات لحرب مشابهة للـ"رصاص المصبوب"، وإيران ما زالت تتسلّح وتكمل برامجها، الوضع في سوريا مزرٍ، الأتراك ليسوا معنا، نحن لسنا في وضع مريح. (...) قريبًا، في 15 أيار، سيزحف إلى هنا ملايين من العرب حسبما يعلنون.. قلت هذا منذ سنوات: ماذا سيحدث لو زحف إلينا الفلسطينيون والمسلمون بالملايين، ماذا سنفعل..؟ (...) هذا يعني أننا بدأنا نختنق شيئًا فشيئًا ممّا يجري من حولنا. (...) هذه إنذارات لشعب إسرائيل حول ما سيحدث عندنا. (...) الأحداث الآن جارية عند الأمم من حولنا وعلى حدودنا بالضبط، وبقينا نحن فقط في الوسط، والأحداث تقترب.. إذا فهمنا قسنربح، وإن لم نفهم فسنتلقّى..".
www.deyaralnagab.com
|