logo
كيف نعيش 365 يوما في العام !!

بقلم : عبله عبد الرحمن  ... 15.08.2011

كيف نوجه أنفسنا لكي نستمتع بالحياة .. كيف نستطيع أن نغير من أسلوب حياتنا وما جرى معنا في أل 365 يوما الماضية وكيف نستطيع أن نسعد في أيامنا أل 365 يوما القادمة وبكل أيامنا.
أسئلة مشروعة في سبيل تحقيق سعادة وطيدة في هذه الدنيا، من غير مرض أو خوف أو سأم أو شعور بالتعب والإرهاق وتوتر الأعصاب، أسئلة يجيب عنها الباحث الطبيب النفسي جون شيندلر في بحثه الشهير كيف نعيش 365 يوما في العام، ولعل المفارقة والغرابة تكمن في مرور أكثر من خمسين عاما على هذا الدراسة القيمة والتي تصف كثير مما الم بحالنا، وكأننا فعلا نتساوى في أمراضنا وأوجاعنا مع من سبقونا وكأن الحياة تعيد نفسها في حيوات جديدة لها لون واحد ولكن بأسماء مشتقة من بعضها البعض.. وكأننا نتناسل في الأسماء كما نتناسل بالجينات.
وبحسب ما توصل إليه الطبيب النفسي في دراسته، وحتى ننعم بحياة من غير إزعاج أو قلق ومن غير أن تبلغ بنا الهموم حدا يختل لأجله تفكيرنا ونرتضي بأن نبقى بالجانب القصي من الخيبة والانطواء، ومن اجل أن لا يكون شغلنا الشاغل منصب على توقع المتاعب فنقلق منها حتى قبل وقوعها وهذا هو فشلنا الحقيقي الذي يقع فيه الملايين من الناس منذ بدء الخليقة برأي الباحث.
يحذرنا الطبيب النفسي من الانفعالات الضارة خاصة في المواقف العادية البسيطة التي تصادف المرء في حياته اليومية والتي تكون عاملا مهما ينعكس كحالات مرضية على الصحة بنسبة 90%.
في ذات الحين يشجعنا على تلمس الانفعالات الطيبة، كالحب والمرح والعطف والحنان والأمل والرضا، والتي هي خير دواء للنفس لما تحدثه من ايعازات تفاؤلية تساهم بتوفير صحة سليمة تضاهي بقوتها وتأثيرها قوة العقاقير مما يعرف بالبنسلين أو الكورتيزون.
كما يوصي الباحث الطبيب ب 12 نصيحة لمواجهة الحياة وتحقيق النضوج النفسي والاستقرار العاطفي، بداية النصيحة أو المقال:
اولا :اعتماد مبدأ البساطة في الحياة واكتساب القدرة والنظر للأشياء العادية على أنها أشياء ممتعة
ثانيا: تجنب ترقب المتاعب لان أتعس الناس هم الفئة التي لا تتخلى عن التفكير في أن ثمة نقصا أو خللا في كيانها، وهذه الفئة من الناس تعاني من انفعالات معتلة بالرغم من سلامة الجسد.
ثالثا: تعلم كيف تحب العمل، ولان العمل ضرورة من ضرورات العيش يجب أن نجعله متعة، فلا ننفر منه، وهذا كفيل بأن يبعث بالنفس السرور والشعور كوننا أناس منتجين ونافعين للمجتمع.
رابعا: اتخذ لنفسك هواية طيبة، أن ممارسة عمل ممتع، ومثير للاهتمام في أوقات الفراغ ضروري للشعور بالسعادة.. إذ أن الحاجة إلى خبرة جديدة، والى جهد استثنائي ابتكاري، من أهم حاجات النفس البشرية.
خامسا: تعلم القناعة وذلك بالبحث عن عناصر الرضا بدلا من عناصر السخط وذلك بالكف عن التمني والاشتهاء لما هو فوق طاقتك.
سادسا: أحب الناس واشترك في المجتمع الإنساني لان من أفدح الإضرار التي تودي بالاستقرار العاطفي تنمية الكراهية بالنفس لعنصر أو لشخص حتى لا يعيش الناس بمعزل عن دنياهم، مع أنهم في دنيا الناس.
سابعا: تعود أن تقول كل ما هو سار ومبهج، فكلما كانت النفس اقرب إلى المرح والابتهاج استطعت أن تتجنب القنوط والاكتئاب والمرض الناشئ عن الانفعال.
ثامنا: قابل الصدمات بأن تحول الهزيمة إلى انتصار، فكثير من الناس ينساقون إلى المرض الانفعالي بسبب ضائقة أو نكبة، لأننا إذا لم نستطع أن نغير أمرا فخليق بنا أن نتقبله ونرضاه.
تاسعا: واجه المشكلات بالحسم والبت، فمن الخير لنا أن نفكر بالحلول حتى لو ارتكبنا الهفوات من استعراض المشكلات مرارا وتكرارا دون حلول.
عاشرا: اجعل من لحظتك الراهنة ناجحة من حيث انفعالاتك وذلك بتدبر الغد من غير إسراف أو توسع في تحمل هم المستقبل وما قد يأتي فيه، لان ضمان المستقبل في استغلال اللحظة الراهنة.
الحادي عشر: اشتغل دوما بتدبير بعض الأمور فمن الحاجات النفسية الأولية في كل نفس، الحاجة إلى تجربة جديدة، حتى لا تظل الحياة متواترة مملة، لان ارتقاب تجربة جديدة كفيل بان ينتشل المرء ويحفزه على العمل المثمر في حاضرة.
النصيحة الأخيرة : لا تدع المنغصات تتملكك ففي كل لحظة يتعرض الإنسان لهموم ومثيرات كفيلة بان تتغلغل في نفسه فإذا استطعت أن تحدد متاعبك ومثيراتك فأنك تستطيع أن توفق في حلها مهما كانت.
خاتمة البحث التي توصل إليها الباحث والتي أتمنى أن أكون قد أفلحت في تسليط الضوء على النقاط المهمة فيه والتي يمكن أن تكون بابا مضيئا لنا في استيعاب كلمة واحدة وفكرة واحدة وهي السعادة، فإذا كان تقديرنا لأنفسنا في انخفاض وهبوط، علينا أن نتذكر أن أكثر العظماء كانوا أفرادا بسطاء مغمورين مثلنا تماما، وإذا استطعنا أن نبتسم للمستقبل وان نبقي على أفكار كالسيطرة والابتهاج والرصانة والشجاعة والعزيمة مكان المشاعر والانفعالات المرهقة والتي تتمثل بالفشل والخيبة والقنوط نكون عندها أنت وأنا مثل هؤلاء العظماء، وفي وسعنا أن نبلغ ما بلغوه .. لو شئنا.


www.deyaralnagab.com