بقلم :  ... 25.08.2012

قدَّر الله لي ان اعيش احداثا كثيره وان اسمع بحياة او وفاة كثير من الناس الذين عرفتهم ونسيتهم في غياهب السنين والزمن الماضي والسائر بسرعة البرق, وقدر لي القدر ان ارثي كثير من المعارف من على هذا المنبر ومن لم اتمكن من رثاءهم لسماعي ومعرفتي خبر وفاتهم في وقت متأخر, لكن قصتي مع المهمشون والمظلومون اجتماعيا ومع خبر وفاة الشاب عامر حسن سلامه الهزيل بتاريخ 23.8.012 اخذت منحى وقدر وواجب انساني اخر والحقيقه انني نسيت ولا اعرف كيف حط اهل عامر رحالهم في سبعينات القرن الماضي واصبحوا جيراننا من الجهه الشرقيه بجانب هرابة الجمامه وشرقي الوادي.. وادينا ووادي البير , والحقيقه لا اذكر متى وكيف ولد عامر, لكنني اذكر انه كان طفل صغير قليل الوزن وقصير القامه وملئ بالحيويه الى حد اننا اسميناه فلفل. كان عامر يعج بالحياه والحيويه والاصرار ولا يعرف ما تخبئه له الايام وكان عامر يعيش في بيت مستور يكابد شغف العيش وكان له اخوه واخوات كثر على ما اذكر وجميعهم كانوا يعيشون في خضم الحياه رغم قسوة الظروف والمجتمع ومركَّب النظره المسبقه والحكم المسبق الجائر على العائلات المستوره التي تعيش ظروف العيش. اذكر ان عامر حسن الهزيل كان طفلا مرحا وصبورا ملئ بالحيويه والاحلام وكنت احيانا اجلب له الحلويات واستمع لاحلام طفولته وكل هذا الاصرار على انه سيصبح وسيصبح وسيتحرر من الفقر والعوز الذي كان انذاك سمه عامه مشتركه بين الكثير من البدو, واذكر كيف كان يذهب عامر الصغير الى المدرسه بثقه وكبرياء ويحمل قرطاسيته ذهابا وايابا واذكره وهو يمتطي حماره ويجلب الماء لاهله ويذهب الى الدكان ليجلب الاغراض لاهله وللجيران واذكر انه يصبر على امر من الصبر ومن ثم بسبب سفري وتغير الاحوال ورحيل اهل عامر لم اسمع عنه ولم اراه ثانيه منذ كان طفلا, وفي فترة من الفترات سمعت انه تزوج وله عائله ويعمل في مكان عمل ويعيش حياته, تفاجأت قبل عدة ايام بسماعي وفاة عامر التراجيديه وقراره انهاء حياته بذاته بعد رحلة عذاب نفسيه لم يجد من يساعده في الخروج منها او بالاحرى لم يقدر الاخرون وضع هذا الانسان.. ظروفه اصبحت صعبه كما علمت بعد ان فقد مكان عمله. ايا كانت الاسباب ورغم انني لم اراك ياعامر منذ زمن بعيد ولا اعرف كيف تطورت وماهي ظروفك الا انني رايت من واجبي الانساني ان اسرد جزء من قصتك وان اخلدك بهذه الكلمات ورغم فقدانك الامل على هذه الدنيا وانت حيا ترزق الا انني أؤكد لك ان هنالك من لم ينساك و هاهو ينصفك بذكرى كلمات بعد وفاتك في ظروف تراجيديه ومأساويه. .انا جارك القديم ارثيك واتمنى لك الرحمه من رب العالمين واتمنى اني قمت بالواجب ولم تمت هكذا عابرا من الدنيا لابل مت والدنيا على علم بموتك وبحياتك وظروفك وها انا ارثيك بكلمات تقول انك حاولت ولم تتمكن, لكنك لم تفشل بقدر ما افشلتك الظروف ودنيا جائره.. نم قرير العين ياعامر واتمنى انني اعطيتك ما تستحق بعد موتك بقراءة الفاتحه على روحك الطاهره وبكتابة هذه الكلمات.. طفل برئ ولدت وكابدت حياة صعبه جدا وشابا يعلم الله ظروفك عشت ومت ولم تمت ذكراك.. رحمة الله عليك مع دعوتي لكل الناس لاتتركوا اليأس والانانيه تسيطر على عقولكم...ساعدوا من هم في محنه لم يقدروا على مواجهتها... لذويك يا عامر الصبر والسلوان ولاطفالك كل الود والاحترام... تقبل تحياتي وانت في الثرى وثق ان هنالك من تذكرك ورثاك واظهر مظلوميتك وعتابك وصبرك وقضيتك الانسانيه واوصل قصتك للناس وانت كنت في اول المسار واخره انسانا بكل انسانيته كاملا.. اقدم لك باقة من ورد.. اكليل ورد احمر يحيي ذكراك ... ..د.شكري الهزيل!!