logo
حينما تستنفر "اسرائيل" ضد مفتي القدس...!

بقلم : نواف الزرو ... 25.01.2012

تستنفر المؤسسة الصهيونية السياسية والامنية والاعلامية منذ ايام ضد مفتي القدس الشيخ محمد حسين، في اعقاب استحضاره حديثا نبويا زعم انه يدعو الى قتل اليهود، فطالب رئيس"اسرائيل" شيمعون بيريز بفتح تحقيق ضد المفتي بزعم دعوته إلى قتل اليهود، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيريز قوله، خلال لقائه وزير القضاء الإسرائيلي يعقوب نئمان، "إن أقوال المفتي خطرة ومن شأنها أن تؤدي إلى تصعيد في العلاقات بين اليهود والعرب وحتى إلحاق الأذى بحياة البشر"، وبدوره قال نئمان إنه "سيصدر توجيهات بإجراء تدقيق شامل حول السبل القانونية للعمل في الموضوع"، بينما كان نتنياهو أصدر تعليمات للمستشار القانوني لحكومته يهودا فاينشطاين، بفتح تحقيق جنائي ضد مفتي القدس، بزعم إطلاق تصريحات "معادية للسامية"، ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن نتياهو قوله"إن هذه التفوهات تعد جريمة خطرة للغاية"، وتطرق نتنياهو خلال اجتماع كتلة حزب الليكود في الكنيست أإلى الموضوع واصفاً أقوال مفتي القدس ب “الخطرة للغاية -يو . بي . آي-2012-1-23".
الى ذلك، عمدت منظمة"مراقبة الاعلام الفلسطيني" اليمينية الاسرائيلية الى بث مقطع من كلمة للشيخ حسين في احد الاحتفالات بذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية قبل ايام، وتضمن المقطع الذي تم اقتطاعه من كلمة بثت على فضائية "فلسطين" يظهر فيها الشيخ حسين وهو يتحدث عن حديث نبوي شريف بقوله" في صحيح الحديث وفي الصحيحين يقول لنا البخاري ومسلم: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، فيختبيء اليهودي وراء الحجر اوالشجر، فينادي الحجر او الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله، الا شجر الغرقد، ولذلك فليس غريبا ان ترى الغرقد يحيط بالمستوطنات ويحيط بالمستعمرات".
تصوروا....!
"اسرائيل" تستنفر ضد المفتي وتفتح له ملفا جنائيا وقد يحكم عليه قريبا بالسجن بسبب تصريح نسب اليه هو ينفيه ويقول ان كلامه تم تحريفه.
فاذا كانت "اسرائيل" تستنفر وتحاكم مفتي القدس على تصريح يتيم كهذا-رغن نفي المفتي-، فكيف يمكن اذن التعامل مع كبار ساسة وحاخامات "اسرائيل" الذين يفتون منذ اكثر من سبعين عاما بذبح وقتل وترحيل العرب ...؟!
تصوروا...العنصرية الصهيونية الحاقدة في ذروة تجلياتها السيكولوجية..!
فان اردنا ان نتحدث عن فتاوى وتشريعات قتل وابادة العرب بالجملة فحدث....!
والاخطر دائما هي تلك الفتاوى الابادية التي يطلقها الحاخامات، فدعت مجلة صادرة عن التيار الديني الصهيوني في إسرائيل إلى إقامة "معسكرات إبادة" للفلسطينيين، وذكر موقع "واي نت" الإخباري التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت أن مجلة أسبوعية صادرة عن هذا التيار يتم توزيعها في الكنس اليهودية في جميع أرجاء إسرائيل نشرت فتوى وقع عليها عدد من كبار الحاخامات تدعو إلى إقامة هذه المعسكرات باعتبارها فريضة شرعية، وأشار "واي نت" إلى أن الموقع اعتبر"أن إقامة هذه المعسكرات مهمة "اليهود الأطهار"، وهاجمت الفتوى بشدة الحاخامات الذين يتحفظون على إقامة هذه المعسكرات للفلسطينيين، الذين وصفهم بأنهم "العمالقة"، في إشارة إلى العمالقة الذين تروي المصادر الدينية "أن الرب أمر بني إسرائيل بذبحهم وذبح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وحتى بهائمهم قبل ألفي عام".
وحسب ما قاله الحاخامات في مجلتهم، فإن التوراة تلزم اليهود بمحو أي أثر للعمالقة في هذا العصر، في إشارة للفلسطينيين، وأوضحوا أنه حتى الحاخامات الذين يرفضون التوقيع على هذه الفتوى يؤيدون جوهرها.
وتعقيبا على هذه الفتوى الجديدة، اعتبر المفكر الإسرائيلي "أودي ألوني" أن الدعوة للقضاء على الفلسطينيين يتم التعبير عنها بشكل صريح وعلني في الكنس اليهودية، على اعتبار أن التخلص من الفلسطينيين بات خيارا عمليا، واستهجن ألوني أن أحدا لم يعترض على كل من الحاخام شلومو إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد، والحاخام شلومو أفنير، الحاخام الأكبر لمستوطنة "بيت إيل"، اللذين كانا من بين الموقعين على الفتوى.
من ناحية ثانية، أعلن العشرات من الحاخامات أن "عرب اسرائيل" ليسوا أكثر من ضيوف في إسرائيل.
وتذهب النزعة العنصرية الابادية الى ابعد من ذلك، فترتقي لديهم الى مستوى فلسفي –كما حدث مع جابوتنسكي وتلاميذه من امثال بيغن وشارون ونتنياهو وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم، حيث جاء في ادبيات هؤلاء مثلا: "ان قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف" و"انا احارب اذن انا موجود"، و"اولا وقبل كل شيء يجب ان نقوم بالهجوم عليهم - اي على العرب"، و"لا يمكن الوثوق بالعربي باي حال من الاحوال، وبالتالي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله".
اذن، المشهد بمنتهى الوضوح، فهم يخططون ويبيتون ويعملون من اجل قطع رؤوس العرب وابادتهم، والغاء الكيانات العربية سياديا واراديا ومعنويا و عسكريا و سياسيا..؟!
ونقول في الخلاصة المفيدة انه حينما يفتي الحاخامات ومن ورائهم كبار الساسة والجنرالات بابادة العرب بالجملة، الا تشكل هذه حالة تستدعي استنفارا دوليا امميا وليس عربيا فقط...؟!


www.deyaralnagab.com